تحت عنوان ” فيروس كورونا.. الوجه الحقيقي لإيران”.. سلطت صحيفة “ذا هيل” الأمريكية الضوء على الانتشار الكبير للفيروس القاتل في إيران، والتكتم الذي مارسه النظام الحاكم على الوباء، حتى أصبح الأمر يصعب السيطرة عليه، وراح ضحيته الآلاف، ربما يكون النظام من بين ضحاياها.
وقالت الصحيفة، في الشهر الماضي، استعبد النظام ثلث أعضاء البرلمان الحاليين من محاولة الترشح للبرلمان الجديد، ثم رفض ما لا يقل عن 7000 مرشح آخر محتمل، لأنهم غير جديرين بالثقة، ثم أجروا ما كان بمثابة انتخابات مزيفة، لكن الأمور مختلفة حاليا، فما فشل فيه العالم، في إنهاء 40 عامًا من الطغيان الديني والإرهاب الدولي، ربما تنجح فيه الطبيعة.
وأوضحت الصحيفة أن فيروس كورونا الذي يجتاح العالم، يمزق قلب إيران، ويبدو أن من يحكمون تلك الأمة عاجزون عن إبطاء انتشاره، واعترفت إيران بـ 145 قتيلاً، فيما تقول المعارضة إن الرقم أكثر من 1800 قتيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير تنتشر على نطاق واسع بأن المستشفيات غير المجهزة لعلاج المصابين، وأفاد العديد من الإيرانيين بأنهم تحولوا عن مرافق طبية لم تعد تحتوي على أي أسرة، وأعلن مجلس مدينة طهران مؤخرًا أنه يواجه نقصًا حادًا في المطهرات، لتطهير المترو وسيارات الأجرة والحافلات.
وبحسب الصحيفة، فقد تضرر المسؤولون الإيرانيون بشكل خاص من الفيروس، حيث تم تأكيد إصابة ما لا يقل عن 23 من أعضاء البرلمان، هو 10 % من برلمان البلاد، وأصيب نائب وزير الصحة، ونائب الرئيس قبل أسبوع، ومسؤول كبير آخر، ورئيس خدمات الطوارئ في البلاد.
أعلنت إيران أنها تستعد لعشرات الآلاف من حالات الفيروس، ولجأت طهران إلى تدابير صارمة، وأمر الجيش بمساعدة مسؤولي الصحة، ووجهت هذه القوة التي يبلغ قوامها 300 ألف شخص لبدء المهمة التي ربما تكون مهمة مستحيلة تتمثل في الانتقال من بيت لبيت لفحص كل السكان.
والخبر السار بالنسبة لآلاف السجناء السياسيين هو أن الحكومة أعلنت أنها ستفرج عن 54000 نزيل في محاولة لتجنب انفجار الفيروس في تلك المنشآت المزدحمة بشدة.
الحكومة الإيرانية كانت تدرك منذ عدة أسابيع أن لديها مشكلة، لكن جنون العظمة والإصرار على إظهار صورة كاذبة لا تقهر، فعلت ما تفعله عادة.
استمرت الرحلات الجوية من وإلى الصين بلا هوادة، وسُمح لزوار الأضرحة الشيعية بالتحرك بحرية، ولا تزال مدينة قم ،مركز الفيروس في إيران، مزدحمة.
ووبينما يحرق الفيروس السكان، تظل الثيوقراطية الإيرانية عاجزة، بسبب مزيج قاتل من الجهل والغرور، وسوء الإدارة والتعصب الديني والإرهاب وهذا مزيج قاتل.
كان اعتراف طهران بأنها أسقطت طائرة مدنية كانت لحظة حرجة في تاريخ البلاد، لقد أظهر النظام حجمه ليس فقط القمعي، ولكن غير كفء بشكل صارخ، وكل وفاة جديدة لفيروس كورونا في إيران، ترسل نفس الرسالة مرارًا وتكرارًا، هذا النظام لا يزعج شعبه بوحشية فحسب، لكنه يفشل في تقديم حتى أكثر الخدمات الأساسية والحماية التي يجب على أي دولة قومية توفيرها.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن ظهور الوجه الحقيقي لقادة إيران، ربما يؤدي فيروس كورونا إلى دفع الشعب إلى النهوض وإنهاء كابوس دام 40 عامًا.