– كاتس: أعضاء الكنيست العرب إرهابيون
– حزب شاس يوزع وثيقة الولاء لمنع تشكيل حكومة تدعمها القائمة العربية
– العجرمي: من المستحيل تشكيل حكومة أقلية بمشاركة القائمة العربية
دخلت مداولات تشكيل الحكومة الصهيونية مرحلة حرجة قبل عملية التكليف التي سيقوم بها رئيس الاحتلال رؤوفين ريفلين للشخصية التي ستكلف بتشكيل الحكومة، ولم يحسم موقفه بعد حول اختيار رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو الملاحق بقضايا الفساد أو رئيس قائمة أزرق أبيض بيني غانتس، فيما الحرب متصاعدة من الأحزاب اليمينية ضد القائمة العربية المشتركة التي حققت تقدماً في الانتخابات الأخيرة بحصولها على 15 مقعداً، ويعول عليها غانتس في دعمه لتشكيل حكومة أقلية مكونة 62 عضواً؛ مما أثار جنون الأحزاب اليمينية التي وصفت أعضاء القائمة العربية بالإرهابيين، وأنهم سيحاربون من أجل منع هؤلاء في دخول في الحكومة.
تصاعد غضب الأحزاب اليمينة المتطرفة وفي مقدمتها حزب الليكود بزعامة نتنياهو الذي حصل على المركز الأول في الانتخابات الأخيرة، جاء في ظل تقارب وجهات النظر بين زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” أفيجدور ليبرمان، وبيني غانتس، مما فتح المجال في إمكانية تشكيل حكومة بدعمه على أن توفر القائمة العربية الغطاء لها في الكنيست عند التصويت على نيل الثقة، لكن هذا الخيار صعب ومستبعد في ظل العداء المطلق من قبل الأحزاب الصهيونية للقائمة العربية حتى من داخل حزب “أزرق أبيض”، الذين يصفون تشكيل حكومة بدعم العرب انتحاراً سياسياً من الممكن أن يقود لتفكيك الحزب.
دعم القائمة العربية لحكومة غانتس مستبعدة
المختص بالشأن الصهيوني، سامي العجرمي، قال لــ”المجتمع”: من المستحيل أن تقبل الأحزاب الصهيونية أن تشكل حكومة جديدة بدعم القائمة العربية، ولا يمكن تخيل هذا السيناريو على الإطلاق أن يرتبط مصير حكومة احتلال بأصوات أعضاء الكنيست العرب.
وأكد العجرمي أن المشهد السياسي في كيان الاحتلال معقد جداً، الأمل الوحيد لنتنياهو هو أن يشكل حكومة وحدة وطنية مع غانتس، أو الذهاب من جديد لانتخابات رابعة.
ولفت العجرمي إلى أن هناك رفضاً وإجماعاً صهيونياً على عدم تقبل القائمة العربية في تركيبة الحكومة المرتقبة، وكل السيناريوهات مفتوحة، ومن الممكن أن يقنع غانتس أي حزب يميني للانفصال من تحالف نتنياهو، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ليبرمان شخص غير مرغوب فيه عند الأحزاب اليمينية، ولكن كل شيء متوقع في المشهد السياسي الصهيوني.
وثيقة الولاء والإرهاب
وقد أطلق قادة الأحزاب الصهيونية نيران تصريحاتهم الخطيرة ضد القائمة العربية المشتركة التي وصف فيها وزير الخارجية اليميني من حزب الليكود “يسرائيل كاتس” النواب العرب بأنهم “إرهابيون يرتدون بذلات”، محذراً من تشكيل حكومة بمشاركتهم.
بل ووصل العداء للقائمة العربية إلى توزيع زعيم حزب “شاس” أرييه درعي، “وثيقة ولاء” على أعضاء الكنيست الجدد للتوقيع عليها من أجل معارضة ورفض تشكيل حكومة أقلية مدعومة من أعضاء الكنيست من القائمة العربية المشتركة، لأنهم يدعمون الإرهاب ويرفضون يهودية الدولة.
وأسفرت نتائج الانتخابات التي جرت في 2 مارس الجاري على عدم حسم المشهد السياسي، خاصة أن كتلة اليمين بزعامة نتنياهو حصلت على 58 مقعداً في الكنيست من أصل 120، وهي بحاجة لثلاثة مقاعد لتشكيل الحكومة منفردة، فيما حصلت أحزاب الوسط واليسار على 40 مقعداً بدون القائمة العربية وليبرمان، وبات خيار تشكيل حكومة جديدة معقداً في ظل الرفض الكبير لتشكيل نتنياهو للحكومة، نظراً لتهم الفساد التي تلاحقه ورفض ليبرمان الجلوس معه، ويبقى الخيار أما حكومة ائتلافية من أحزاب اليمين والوسط بدون القائمة العربية أو الذهاب لانتخابات رابعة بعد عام ونصف عام واستمرار نتنياهو في قيادة الحكومة الانتقالية، وهذا سيكلف الاقتصاد والسياسة في كيان الاحتلال ثمناً غالياً، وستكون انعكاساته على كافة المجالات.