شارفت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في تونس المائة، وكل يوم يزداد العدد بين 10 و15 حالة، وفي كل يوم تعلن المديرة العامة للمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة بوزارة الصحة، نصاف بن علية، خلال الندوة الصحفية اليومية لمتابعة آخر مستجدات فيروس كورونا المستجد في تونس، عن ارتفاع الإصابات بالفيروس، حيث وصلت أمس إلى 89 إصابة مؤكدة، 60 حالة منهم واردة.
ودعت بن علية إلى ضرورة الالتزام والتقيد بالحجر الصحي كحل وحيد للتقليل من تفشي عدوى الفيروس.
بينما أعطى الرئيس التونسي أوامره للجيش بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة التونسية للنزول إلى الشارع لفرض الحجر الصحي على الجميع وفرض القانون.
بينما يتابع رئيس مجلس نواب الشعب، التونسي، راشد الغنوشي، تأثيرات فيروس كورونا الذي ينتشر انتشار النار في الهشيم على مستوى العالم، على الوضع العام في البلاد ولا سيما المالية العمومية.
وأصبحت هناك مخاوف حقيقية على العام الدراسي 2019/ 2020، في وقت تم منع جولان حافلات وسيارات أجرة النقل العام، ومنع سيارات التاكسي من نقل أكثر من شخص على أن يكون ذلك في المقاعد الخلفية، وعزل مدن من بينها جزيرة جربة، إلى جانب إجراءات أخرى.
اهتمام برلماني
من جهته، أكد رئيس البرلمان راشد الغنوشي، أمس الإثنين، بقصر باردو، أثناء استقباله وزير المالية محمّد نزار، أكّد أهمية الوعي بخطورة ما تعيشه تونس والعالم بأسره جرّاء وباء كورونا، “وهو وضع يستدعي المزيد من اليقظة والحذر والتفاعل السريع مع التطوّرات والمستجدّات”، وشدّد على أهمية تعزيز قيم التضامن والوحدة الوطنية والانسجام في جهود جميع الأطراف الرسمية وغير الرسمية لإنقاذ الأوضاع وتفادي السيناريوهات الأسوأ لا قدّر الله، كما ثمّن رئيس مجلس نواب الشعب المجهود الذي تبذلهُ الحكومة لمُسايرة الوضعية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، وأكد استعداد مجلس نواب الشعب للتفاعل السريع مع الطلبات التشريعيّة للحكومة للخروج من الأزمة الراهنة.
من جهته، قدّم وزير المالية المؤشرات الصعبة التي تمرّ بها المالية العموميّة، وأكد حاجة تونس إلى إجراءات عاجلة لتفادي التأثيرات الخطيرة التي تتهدّد الموازنات المالية للدولة والنسيج الاقتصادي التونسي.
وأفاد الوزير أنّ الوضع الحقيقي أصعب وأكثر تعقيداً ممّا يتصوّره كثيرون، وأنّ معضلة فيروس كورونا التي تهدّد اليوم كلّ دول العالم ستُضاعف من الأزمة المالية والاقتصاديّة للبلاد، ونبّه إلى ضرورة التحرّك العاجل لإقرار ما يلزم من إجراءات باتت أكثر من مصيريّة.
عام دراسي مشكوك فيه
وألقت تداعيات انتشار فيروس كورونا بثقلها على التعليم في تونس، وقال وزير التربية محمد الحامدي: إن العطلة المدرسية قد تطول أمام الوضع غير المسبوق الذي تمر به البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد.
وأكد الوزير أن اللجان الفنية للوزارة بصدد دراسة جميع الإمكانيات في هذا الإطار، وأن للوزارة تصوراً وحلولاً لجميع السيناريوهات المحتملة على غرار تأجيل الامتحانات إلى فصل الصيف.
وتابع: بالنسبة للسنوات الاعتيادية، قد نضطر إلى احتساب الثلاثية الثانية كمعدل عام، أما بالنسبة للامتحانات الوطنية، قد نضطر إلى ملاءمة الامتحانات على مستوى التقدم في إنجاز الدروس.
وشدد وزير التربية التونسي على أهمية التعليم عن بُعد بالنسبة للتلاميذ خلال المحنة الحالية، وذلك عبر المنصات الافتراضية، ودعا وزارة تكنولوجيا الاتصال والديوان الوطني للإرسال والقنوات العمومية والخاصة إلى المساعدة لتمكين التلاميذ من الدروس عن بُعد.
وأضاف: أتمنى أن تدفعنا الأزمة الحالية إلى بعث قناة تربوية لتقديم دروس إسناد ومراقبة.
وقف النقل العمومي
إلى ذلك، أعلنت وزارة النقل التونسية، في بلاغ لها اطلعت عليه “المجتمع”، أنه في إطار سعي الحكومة للوقاية من خطر انتشار فيروس كورونا، تقرر منع سيارات التاكسي من نقل أكثر من شخص واحد.
كما قررت الوزارة إيقاف سفرات النقل الجماعي (ميكروباص) ويجري العمل بهذا القرار طيلة فترة الحجر الصحي.