شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عمليات اعتقال واسعة طالت عددا من المواطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بالرغم من صرخات الأسرى المتكررة، وتحذيراتهم من تفشي فيروس “كورونا” بينهم، بسبب عدم اتخاذ سلطات الاحتلال أي إجراءات وقائية، كما قامت بهدم عدة منازل ودمرت معدات توليد كهرباء شمال الضفة، في وقت شن فيه المستوطنون هجمات جديدة ضد الحقول الزراعية.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل الأربعاء، الشاب أحمد رضا خضر (20 عاما)، من مدينة قلقيلية شمال الضفة، قرب المعبر الشمالي للمدينة.
وكانت مواجهات شعبية اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي عند ذلك المدخل، قام خلالها جنود الاحتلال بإطلاق الغاز المسيل للدموع باتجاه الشبان ما أوقع إصابات بالاختناق، فيما قام الشبان بإشعال النار في إطارات السيارات، ورشقوا جنود الاحتلال بالحجارة.
كما شهدت مدينة طولكرم، مواجهات مماثلة، أسفرت عن إصابة العديد من المواطنين بالاختناق بقنابل الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال خلال مواجهات اندلعت قرب الجدار الفاصل، غرب ضاحية شويكة شمال المدينة.
وفي جنوب نابلس أغلق الاحتلال مداخل قريتي قصرة وجوريش الواقعتين جنوب المدينة، بالمكعبات الاسمنتية ومنع المواطنين من الدخول والخروج.
وفي مدينة القدس المحتلة، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات كبيرة، طالت تسعة مواطنين من عدة مناطق وبلدات في المدينة.
وقالت مصادر محلية إن تلك القوات اعتقلت الشابين عمر الفيراوي، وعبد الرحمن البشيتي (20 عاما) من منطقة باب الناظر أحد أبواب المسجد الأقصى، وسط مناوشات بين قوات الاحتلال والشبان المتواجدين بالمكان.
وفي البلدة القديمة بالقدس، اعتقلت قوات الاحتلال كلا من الشبان نظام أبو رموز، وحاتم كسواني، وجهاد أبو رموز، خلال تواجدهم في منطقة باب الأسباط.
كما اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العيسوية، واعتقلت أربعة شبان، أثناء تواجدهم على مدخل البلدة، وهم تيسير محيسن، ومحمد رمزي محيسن، وصهيب صيامة، وحمادة اديب أبو الحمص.
كما قامت قوات الاحتلال بإغلاق أبواب البلدة القديمة في القدس، حيث وضعت عدة حواجز حديدية حول أبواب البلدة، ومنعت الدخول أو الخروج منها لكافة الفلسطينيين، باستثناء سكانها.
جدير ذكره أن قوات الاحتلال صعّدت خلال الأيام الماضية من هجماتها ضد مدينة القدس المحتلة، وبالأخص بلدة العيسوية التي تتعرض لهجمات مستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، بينهم متطوعون كانوا يقومون بتعقيم المدينة خشية من انتشار فيروس “كورونا”.
وجاءت الاعتقالات الجديدة من قبل قوات الاحتلال، في الوقت الذي تتواصل فيه الدعوات الفلسطينية الرسمية والشعبية، ومن الأسرى أنفسهم، بضرورة تدخل دولي عاجل، من أجل إطلاق سراح كافة الأسرى، وبالأخص الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى، خشية من تفشي الفيروس، خاصة وأن سجون الاحتلال تفتقر لأي إجراءات وقائية أو احترازية من المرض.
وفي سياق تنفيذ خطط الاستيطان القائمة على ترحيل الفلسطينيين قسرا من أراضيهم، هدمت قوات الاحتلال، الخميس، مسكناً واستولت على خيام ومعدات في منطقة ابزيق شمال طوباس.
وقال رئيس مجلس قروي ابزيق عبد المجيد خضيرات، إن قوات الاحتلال داهمت المنطقة وهدمت بركسا سكنيا تقدر مساحته بـ70 مترا مربعا، ومضختين لتوليد الكهرباء والمياه.
وأضاف اأن قوات الاحتلال استولت على ثماني خيام غير مبنية، وخلايا شمسية، وست مضخات للرش، ووحدات “طوب” للبناء، كانت مخصصة للمسجد، والعيادة، والمجلس، بحجة البناء في مناطق عسكرية.
وهدمت سلطات الاحتلال، صباح الخميس، ثلاثة منازل في قرية الديوك التحتا غربي محافظة أريحا شرقي الضفة، وقالت مصادر من المدينة إن جرافات الاحتلال تساندها قوات معززة من الجيش اقتحمت القرية، وقامت بهدم منازل ثلاثة مواطنين، تبلغ مساحة كل منزل 120 مترا مربعا، موضحة أن المنازل المهدومة مجهزة للسكن.
وكثف الاحتلال في الآونة الأخيرة من توزيع إخطارات هدم بيوت ومساكن المواطنين في محافظة أريحا في الأغوار الوسطى في مساعٍ لإفراغ المنطقة من مواطنيها تمهيدا للسيطرة عليها.
وفي السياق، حطم مستوطنون 50 شجرة كرمة وزيتون من أراضي بلدة الخضر التابعة لمحافظة بيت لحم جنوب الضفة، وأفاد مالك الأرض هشام محمد صبيح، بأنه تفاجأ اليوم لدى دخوله أرضه، بتحطيم مستوطنين 40 شجرة كرمة و10 أشجار زيتون، تقع في منطقة “سهل الرجم”، القريبة من مجمع مستوطنة “غوش عتصيون” الجاثمة على أراضي المواطنين.
وأضاف صبيح، أن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، لافتا إلى أن هذه الاعتداءات تكررت مرات سابقة، مؤكدا أن المستوطنين يستغلون الحالة العامة التي تمر بها محافظة بيت لحم منذ بدايات الشهر الجاري، ويقومون بتخريب أراضي المواطنين وأشجارهم ومزروعاتهم.
يشار الى أن المستوطنين قاموا خلال الأسابيع الماضية بتقطيع المئات من أشجار الزيتون والكرمة في بلدة الخضر، وشقوا طريقا وعبّدوه، ونصبوا بركسات في منطقة خلة النحلة المحاذية لقرية وادي رحال جنوبا.
وتعيش مدينة بيت لحم حالة طوارئ بأقسى درجاتها، حيث يفرض على السكان من قبل السلطات الفلسطينية حظرا للتجول، في إطار الخطط الموضوعة لمواجهة خطر فيروس “كورونا” الذي سجل في المدينة أعلى معدلات الإصابة.