– كورونا ينتشر عادة عندما تصل قطرات من سعال أو عطس المريض المصاب لشخص آخر
– “الصحة العالمية”: الفيروس لا يحمل في الهواء ولا ينتشر بين الأشخاص الذين تفصلهم مسافة تزيد على 6 أقدام
– بعض الأبحاث: القطيرات الفيروسية يمكنها السفر لمسافة تزيد على 6 أقدام في ظروف معينة وأن جزيئات الفيروسات يمكن أن تستمر بالهواء في شكل هباء
– الهباء الجوي المشبع بالفيروس يشكل خطراً كبيراً على الأشخاص في المستشفيات
– هل يمكن أن ينتشر الفيروس في الهواء؟
يتفق العلماء على أن الفيروس، الذي أصاب أكثر من 950 ألف شخص في جميع أنحاء العالم حتى الآن، ينتقل بشكل أساسي من خلال قطرات -جزيئات أكبر من 5 ميكرومترات- عندما يسعل الشخص المصاب أو يعطس أو يتحدث.
تلك القطرات تطير في الهواء قبل أن تهبط على شخص آخر، لكن العلماء لا يزالون غير متأكدين إلى أي مدى يمكن أن تستمر سحابة من الجسيمات الفيروسية الصغيرة -المعروفة باسم الهباء الجوي (وهذه أصغر من القطيرات)- في الهواء وتصيب الشخص التالي الذي يمشي في نفس الفضاء، يُعرف هذا باسم انتقال الهواء، ومن المعروف أن فيروس الحصبة ينتشر بهذه الطريقة، فهو يعيش لمدة تصل إلى ساعتين في المجال الجوي حيث يسعل أو يسير شخص مصاب.
لكن منظمة الصحة العالمية تقول: إن الأمر ليس كذلك بالنسبة للفيروس التاجي كورونا.
ومع ذلك، فقد رصدت العديد من الدراسات الحديثة جزيئات الفيروسات التاجية الحية (كورونا) في الهواء، تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها: إن بعض إجراءات المستشفى، مثل تنبيب المريض، “يمكن أن تولد رذاذات معدية”.
القطيرات مقابل الهباء
الفرق الرئيس بين القطيرات والهباء الجوي هو أن الأول ثقيل وكبير، لذلك لا يمكنه البقاء عالياً لفترة طويلة، والأخيرة، التي تسميها منظمة الصحة العالمية نواة القطيرات، أصغر من 5 ميكرومترات.
لكن بعض الباحثين يطالبون بترك دلالات الكلمات جانباً لتجنب الارتباك والإبلاغ عن استجابات الصحة العامة للوباء بشكل أفضل.
وقال دونالد ميلتون، اختصاصي علم الأمراض المعدية في جامعة ميريلاند: “أعتقد أن منظمة الصحة العالمية غير مسؤولة عن تقديم هذه المعلومات، هذه المعلومات الخاطئة خطيرة”.
وأضاف: يقول علماء الأوبئة: إنه إذا كان هناك اتصال وثيق؛ فهذا يعني أنه ليس عن طريق الجو، هذا هراء.
ويظهر أن بعض الأبحاث أثبتت أن الفيروس التاجي (كورونا) يمكنه السفر لمسافة تزيد على 6 أقدام، وهي المسافة التي ذكرها مركز السيطرة على الأمراض على أنها مسافة اجتماعية كافية.
يقول ويليام شافنر، أستاذ الطب الوقائي والأمراض المعدية في جامعة فاندربيلت: إن السعال الشديد أو العطس، الذي يمنح المريض فيه زفيرًا أكثر طاقة، يمكن أن يرسل جزيئاته المجهرية إلى ما بين من قدمين إلى 6 أقدام، من الداخل.
وذكرت دراسة نشرت في 26 مارس في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية أن سحابة من الفيروس المنبعثة من شخص يسعل أو يعطس يمكن أن تنتقل إلى أبعد من 6 أقدام: “سحابة الغاز وحمولتها من القطرات الحاملة للمرض من جميع الأحجام يمكنها السفر 23 إلى 27 قدماً”.
يمكنك أن تدخل إلى غرفة وتفكر في أن كل شيء على ما يرام ثم تستنشقها.
خلال مقابلة أجريت مؤخرًا على برنامج “The Daily Show”، سأل المضيف تريفور نوح، د. أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية: ما إذا كان فيروس التاجي يبقى في الهواء؟
إذا دخلت إلى مصعد بعد شخص آخر، فهل يمكن أن يظل الفيروس التاجي (كورونا) موجودًا؟
ورد فوشي بأن المرضى الذين يعطسون ويسعلون يمكن أن ينشروا الفيروس عن طريق الرذاذ والهباء.
يقول فوشي: إن شكل رذاذ الفيروس يعني أن القطرة لا تسقط على الفور؛ فهي تتسكع قليلاً، لذا يمكن أن تدخل إلى غرفة وتعتقد أن كل شيء على ما يرام، ثم تستنشق تلك القطرات.
لكنه يقول: إن انتقال الهباء الجوي ليس على الأرجح هو الطريقة الأساسية لانتشار الفيروس التاجي (كورونا)، وقد أكد مجددًا أن التباعد الاجتماعي لـ 6 أقدام يكفي لأن تحمي نفسك.
ويتفق شافنر مع فوشي حول مثال مصعد نوح، ويقول: في مثل هذه المساحة المغلقة بإحكام بدون حركة هواء قوية لفترة قصيرة من الزمن، أخشى أنك قد تتعرض للعدوى.
لكن هذا موقف مختلف، على سبيل المثال، عن سوبر ماركت كبير إلى حد ما ويتحرك فيه الهواء بحرية.
وقال شافنر: إن أنواع المواجهات العابرة التي تسير صعوداً ونزولاً في الممر، ليست خطيرة حقاً.
في المختبر، يمكن للفيروس البقاء في الهواء لمدة 3 ساعات.
بحثت دراسة حديثة في المعاهد الوطنية للصحة مقدار الوقت الذي يمكن أن يعيشه الفيروس التاجي الجديد (كورونا) على الأسطح الشائعة، وقالت: إنه يمكن أن يعيش في الهواء كرذاذ لمدة تصل إلى ثلاث ساعات، لكن هؤلاء الباحثين استخدموا آلة مخبرية عالية القدرة لإنتاج هباء الفيروسات التاجية (كورونا)، لذلك من المحتمل أنها لا تتطابق مع تلك التي ينتجها السعال البشري.
وقالت لينسي مار، الخبيرة في نقل الهباء الجوي في فيرجينيا تيك، لصحيفة “نيويورك تايمز”: إن الهباء الجوي الذي يتم إطلاقه على ارتفاع حوالي 6 أقدام يجب أن يسقط على الأرض بعد 34 دقيقة، وقالت: إن كمية الفيروس التي تبقى في الهواء على شكل هباء هي على الأرجح أصغر من أن تصيب أحد.
وقالت: هذا يبدو مخيفاً، ولكن ما لم تكن قريبًا من شخص ما، فإن الكمية التي تتعرض ستكون منخفضة جدًا.
انتقال الهباء الجوي في المستشفيات
نظرًا لأن العاملين في مجال الرعاية الصحية يتعرضون لتركيزات أعلى من الفيروس، فإنهم يواجهون المزيد من خطر الإصابة به من كل من الرذاذ والهباء الجوي.
فعندما يحتاج مرضى كورونا إلى أجهزة تنقس، يقوم الأطباء بإدخال أنبوب في مجرى الهواء الخاص بهم، وهذا الإجراء يولد حتمًا هباء معديًا.
وقد قامت إحدى الدراسات، التي لم يتم مراجعتها بعد من قبل الأقران، بفحص مستشفيين صينيين ووجدت مستويات منخفضة من الفيروس التاجي -كورونا في الهواء في غرف المرضى، وتم تسجيل تركيزات أعلى محمولة جواً في مناطق الطاقم الطبي، خاصة في الأماكن التي أزال فيها الأطباء معدات الوقاية، وكتب المؤلفون أن الأيروسولات المحملة بالفيروسات ربما تكون قد ترسبت على معدات واقية مثل الأقنعة والعباءات أثناء عمل الأطباء، ثم أعيدت إلى الهواء عندما هز الموظفون تلك العناصر أثناء نزعهم لها.
وكتب المؤلفون أن التعقيم السطحي للملابس قبل خلعها قد يساعد أيضًا في تقليل خطر إصابة الطاقم الطبي.
واكتشف العلماء أيضاً الفيروس في الهواء خارج غرف المرضى في المركز الطبي بجامعة نبراسكا.
وقال شافنر: إذا كنت تعتقد أنك تقوم بإجراءات الرش في مكان رعاية صحية، فلا تستخدم قناعك الجراحي، استخدم قناع “N95″؛ حيث تقوم هذه الأقنعة بتصفية الجسيمات المحمولة جواً الأصغر بمقدار 0.3 ميكرون، إذا لم يتم نقل الفيروس التاجي جواً، فلن تكون هذه الأقنعة ضرورية.
__________________________
Business Insider