بينما يواصل فيروس كورونا الانتشار في أنحاء الولايات المتحدة، أعطى الرئيس، دونالد ترامب، حكّام الولايات توصيات حول إعادة تشغيل اقتصاد الولايات، خلال الأشهر المقبلة.
وتنصّ التوصيات التي تُشكّل خريطة طريق، على مراحل ثلاث، يمكن اتّباعها على أساس معايير دقيقة لإعادة تشغيل الاقتصاد الذي توقف بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد.
و خلال مؤتمره الصحفي اليومي، قال ترامب “استنادًا إلى أحدث البيانات، يجمع فريق الخبراء لدينا الآن على القول إنّه يُمكننا بدء المرحلة المقبلة من حربنا، والتي نُسمّيها إعادة تشغيل أمريكا”.
ووعد ترامب حكام الولايات بأنهم سيتولون إجراءات فتح الاقتصاد بأنفسهم، بمساعدة الحكومة الفيدرالية.
وسجلت الولايات المتحدة 654.301 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، و32.186 وفاة، حتى الآن.
واقترح ترامب أن ترفع بعض الولايات إجراءات الإغلاق العام هذا الشهر.
ماذا قال ترامب خلال المؤتمر الصحفي؟
خلال مؤتمره الصحفي اليومي، قال ترامب “استنادًا إلى أحدث البيانات، يجمع فريق الخبراء لدينا على إمكانية بدء المرحلة المقبلة من حربنا، والتي نُسمّيها إعادة تشغيل أمريكا”.
وتابع: “حكّام الولايات الخمسين، الذين كانوا قد اتّخذوا، سابقًا، تدابير مختلفة لحجْر المواطنين، سيتّخذون، الآن، الإجراءات الواجب اتّباعها لإعادة فتح الاقتصاد، لكنّ الحكومة الفدراليّة نشرت توصياتها بهدف إرشادهم”.
وأضاف ترامب “نحن لا نعيد فتح (الاقتصاد) بشكل مفاجئ” بل “خطوةً بخطوة، وبحذر”، مشيرًا إلى أن الحكّام سيتمكنون من تبنّي نهج خاصّ يستجيب للظروف المحددة في ولاياتهم”.
وقال “الولايات المتحدة تريد أن تفتح مجدداً، والأمريكيون يريدون ذلك”.
وأضاف “إن إغلاقاً وطنياً عاماً لا يمكن أن يكون حلاً على المدى الطويل”، لافتاً إلى أن الإغلاق طويل الأمد “يهدد بإلحاق خسارة فادحة بالصحة العامة”.
وحذر الرئيس الأمريكي من ارتفاع حاد في تعاطي المخدرات، والكحول، وتزايد أمراض القلب ومشاكل أخرى “جسدية وصحية”.
وقال ترامب للمراسلين إن المواطنين الأصحاء بإمكانهم العودة إلى العمل “بحسب ما تسمح به ظروفهم”.
وأوضح ترامب أنه “سيظل مطلوباً من الأمريكيين الحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل إذا ما شعروا بتوعك”، داعيا حكام الولايات إلى التحرك “بسرعة بالغة بالاستناد إلى ما يريدون فعله”.
ماذا تتضمن الخطة؟
تفصّل وثيقة إرشادات الإدارة الأمريكية، والتى تقع في 18 صفحة، ثلاث مراحل لإعادة تشغيل اقتصادات الولايات، فيما تمتد كل مرحلة لأربعة عشر يوماً كحد أدنى.
وتضمنت بعض التوصيات، على امتداد المراحل الثلاث، العناية الشخصية بالنظافة، وتطوير سياسات تعزز التباعد الاجتماعي في أماكن العمل، إضافة إلى إجراء فحوصات، وتعقب مخالطي المرضى.
وتتضمن المرحلة الأولى الحفاظ على الكثير من إجراءات الإغلاق العام الحالية، مثل تجنب السفر غير الضروري، والتجمعات.
ولكنها تقول إن الأماكن الواسعة مثل المطاعم وأماكن العبادة والرياضة “يمكن أن تعمل مع تطبيق أنظمة تباعد جسدي صارمة”.
وفي حال لم تظهر أدلة على عودة فيروس كورونا للتفشي، ستسمح المرحلة الثانية باستئناف السفر غير الضروري.
وتذكر الإرشادات أن المدارس بإمكانها أن تفتح مجدداً وكذلك الحانات مع تخفيض إشغال القاعات.
وخلال المرحلة الثالثة، يمكن للولايات التي تشهد تراجعاً في أعداد الإصابات وحدة أعراض المرض أن تسمح بـ”التفاعل العام” مع التباعد الاجتماعي، وتزويد مواقع العمل بالموظفين من دون قيود.
ويمكن استئناف زيارات دور المسنين والمستشفيات، كما يمكن للحانات أن ترفع إمكانية إشغال قاعاتها. ويمكن لبعض المناطق أن تبدأ العودة إلى الحالة الطبيعية بعد فترة تقييم، تستمر شهراً كحد أدنى، بحسب الوثيقة.
وقد تطول هذه الفترة في الأماكن التي تتضمن عدداً أكبر من الإصابات، أو حيث تبدأ المعدلات في الارتفاع معدلات.
وقالت منسقة فريق عمل البيت الأبيض الخاص بفيروس كورونا، د. ديبورا بيركس، خلال المؤتمر الصحفي الخميس، إنه بعدما تنجز الولايات المراحل الثلاث، بإمكانها أن تسمح لعدد أكبر من الموظفين بالعودة إلى أعمالهم وقد تصبح المرحلة الثالثة “الحالة الطبيعية الجديدة” وقد تظلّ تتضمن اقتراحات بتجنب الفئات الأكثر ضعفاً الأماكن المزدحمة.
ماذا قال ترامب لحكام الولايات؟
شهدت الأيام الماضية مشادات بين ترامب وبين حكام الولايات حول موعد تخفيف القيود وإعادة تشغيل المؤسسات، ولكنه الآن اعترف بأن صلاحياته محدودة بإصدار إرشادات فقط.
وقال ترامب لحكام الولايات “سيكون عليكم أن تديروا الأمر، وسنقوم بمساعدتكم”.
ماذا قال حكّام الولايات الأمريكية؟
قال حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو، الخميس، إن ولايته ستبقى تحت الإغلاق، وسيلتزم الناس بالبقاء في منازلهم، حتى 15 مايو/أيار.
وقال مسؤولون في الولاية، التي تمثل مركز تفشي المرض في الولايات المتحدة، إن ثمة مؤشرات على استقرار الوضع، هذا الأسبوع، ولكن لا يزال هناك مئات الوفيات يومياً.
وأعلن حكام ولايات ميتشيغان، وأوهايو، وويسكونسن، ومينيسوتا، وإيلينوي، وإنديانا، وكنتاكي أنهم سيعملون معاً من أجل إعادة الفتح.
ولم يجرِ تحديد موعد لذلك، لكن حكام الولايات قالوا إنهم خططوا لعودة قطاعات الاقتصاد تدريجياً.
ستخفف ألمانيا القيود، وقد تفتح المحلات أبوابها، بحلول الأسبوع المقبل.
أما النمسا فقد أعادت فتح آلاف المحلات. في حين مددت فرنسا الإغلاق العام، حتى 11 مايو/أيار المقبل.
وسمحت إيطاليا لعدد محدود من المحلات في المناطق الأقل تضرراً، بإعادة فتح أبوابها.
ومددت الهند الإغلاق العام حتى الثالث من مايو/أيار. في حين مددت المملكة المتحدة الإغلاق العام لثلاثة أسابيع إضافية، على أقل تقدير.
وقالت الدنمارك إنها تعتزم تخفيف قيود الإغلاق العام، على نحو أسرع مما خططت له في بداية تفشي الوباء.
وسمحت إسبانيا لبعض المؤسسات بالعودة إلى العمل، في حين ستبدأ بولندا رفع القيود، نهاية هذا الأسبوع.