لاشك في مثل هذه الأزمات والأمور حقائق تكتشف؛ لها تداعيات وظلال سلبية وأيضاً لها ما هو إيجابي.
أول أمر وأهم محور اكتشفناه معايشة خلال هذه الأزمة، بيان ضعف الإنسان المتناهي رغم تجبره وتعاليه على بعضه.
نعم أيها القاريء الكريم؛ من خلال معايشتنا لهذه الأزمة ومثيلاتها نفهم بدقة ومعايشة قول الله تعالى: ” خلق الإنسان ضعيفاً.
نعم.. اكتشاف الضعف المتناهي لهذا الإنسان الذي أحياناً يقتل بثوان ومتفاخراً آلاف البشر والمخلوقات في انفجار نووي يصنعه كما فعلت أمريكا.
وأهم من هذا وذاك أيها القاريء الكريم.. أن يعلم هذا الإنسان المتجبر أنه عبد ضعيف وقوي.. نعم.. قوي بالله تعالى وتعلقه به وبتعاليمه، وأضعف وأحقر مما يتصور، حينما يريد أن يضعه الله تعالى أمام حقيقته وخلقته الضعيفة.
ها هو ” كورونا ” لا يرى بالعين جعلكم أيها الناس أمامه سواسية كأسنان المشط رغم انوفكم، ورغم عنصريتكم وتعاليكم على بعضكم البعض. مخلوق لا يرى بالعين المجردة؛ يضعكم أمام العدالة سواسية حيث جميعكم أمامه على مسافة واحدة، فهذا مخلوق لا يرى بالعين؛ فما أنتم إذاً أمام الخالق!!؟
نعم.. رغم ضعفكم تجاهرون بالخراب والدمار والمعاصي والتعالي على بعضكم بعضاً بشكل مقيت ومقزز.. نعم.. تخيل أيها القاريء الكريم؛ لو كانت هذه الجائحة في حدود الخليج فقط ، فمن يبقى حينها في الأوطان!!!!؟
كم سنة وكم عام مرت على بلدية الكويت وهي لم ولن تحقق؛ ولم تعمل بصدق بقدر ١٠ ٪ مقابل ما تعمله اليوم لتكشف لنا مصائب تدار من تحت الطاولة بينت نوعية الأطعمة التي ترسلها بعض المطاعم لأمعاء الناس مرضا ًوقتلاً وبلاءً! لعدم المتابعة والتدقيق الذي يجب أن يمارسه كويتي! ومسئولية كويتية! كم سنة وسنوات مرت؛ والداخلية لم تعمل بقدر ١٠٪ مما تعمل به اليوم حتى تكتشف أننا دولة داخلنا دولة اسمها “العمالة السائبة” فيها كل الخطر والبلاء على العباد والبلاد، وهي مسئولية كويتية! والذي يجب أن يمارسها بالأصل كويتي! لو لا كورونا ما رأينا أطنان المأكولات والمعلبات غير الصالحة للإنسان تتجدد مدتها وتواريخها كذباً وزوراً، لتعاد للأسواق ببلائها ودمارها للعباد والبلاد، والتي يجب أن يتابعها كويتي! ومسؤولية بالأصل كويتية! لولا كورونا ما رأينا ولا سمعنا عن إحالة الكثير والكثير من المجرمين كانوا ما قبل كرونا لايقترب منهم الهواء! لأنهم كويتيون غير! والمسؤولية كويتية وكويتيون!
لولا كورونا ما علمنا قدرات أطبائنا وقدرات شبابنا، ولولاه لما علمنا كمية الأطباء وقدراتهم وهم مواليد الكويت وخريجوها ومع ذلك لا عمل لهم لأنهم بدون!!
لولا كورونا ما علمنا حقد الحقدة على أهل الخير واللجان الخيرية حتى في هذه الظروف الحالكة ما استطاعوا اخفاء حقدهم وحسدهم الشيطاني.
علمنا السيد كورونا أن نقول: “الحمد لله لم يخصخص التعليم، والحمد لله لم يخصخص الإعلام، والحمدلله لم تخصخص الصحة، والحمدلله لم تخصخص الجمعيات التعاونية”
الخلاصة.. لم ولن يستطيع أن يؤذي الكويت أحد إلا أبنائها أو من خلالهم كما انه لا يعمرها ويحيها إلا أبنائها بالعدالة والقانون والتواضع لله.
السؤال ماذا بعد كرونا..؟
لابد من الاستمرار بهذا الأسلوب الشفاف من خلال وسائل الإعلام، وأيضاً لابد من تدخل المجلس حينها بشكل أكثر دقة وقوة لاستمرار هذه الشفافية بطريقة أو بأخرى، والحرص على بيان الأمور بدقة وتفصيل للشارع لإعادة الثقة في المؤسسات الحكومية.. فكورونا كشف لنا حسب ما نرى أنكم في السابق لم تكونوا جديرين بالمسؤولية ولكن في الأزمة أظهرتم بعض العضلات، وهذه العضلات أفقدتكم الثقة في حال السلم إذا جاز التعبير ما بعد الأزمة، فأنتم كمؤسسات حكومية بحاجة إلى تثبيت الثقة التي نعايشها اليوم وإعادتها أو بالأحرى استمرارها، وذلك لم ولن يتم إلا باستمرار الشفافية التي نعايشها اليوم ونتفاعل معها.
ــــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.