مع حلول شهر الصيام في ظل جائحة كورونا التي تجتاح العالم، يحتدم النقاش حول ما إذا كان الصوم يقوي مناعة الجسم أم يضعفها.
وفي هذا السياق، قال البروفيسور جودت أردول، رئيس جامعة العلوم الصحية في مدينة إسطنبول: إن “الصيام يقوي الجهاز المناعي لدى الأشخاص الأصحاء”.
وأضاف أردول أن “الدراسات العلمية أظهرت أن الصيام لمدة ثلاثة أيام يقوي الجهاز المناعي ويزيد من مقاومة الجسم للأمراض حتى لدى كبار السن”.
وفي حوار مع “الأناضول”، تحدث البروفيسور أردول عن الصحة والتغذية خلال شهر رمضان المبارك.
وحول تأثير الصيام على الصحة قال أردول: “شهر رمضان يعد بمثابة المفتش الذي يزورنا كل عام ليرى معركتنا ضد عدة عوامل منها عاداتنا الغذائية التي لم نستطع تنظيمها أثناء صخب الحياة اليومية، وموقفنا من العديد من الأمراض التي يسببها الإفراط في تناول الطعام وفي مقدمتها السمنة”.
الصيام يقوي الجهاز المناعي لدى الأصحاء
وأشار إلى أن الأطباء يقيّمون الآثار الصحية للجوع ونقص الدواء على الفرد خلال فترة الصوم.
وأردف: “لهذا السبب، فإنه يتعين الإجابة بالاستناد إلى الأدلة العلمية عن بعض الأسئلة حول ما إذا كان الامتناع عن الطعام والشراب وتناول الأدوية خلال فترة الصيام سيضر بالشخص السليم أم لا”.
وأوضح أردول أن الصيام يقوي الجهاز المناعي لدى الأشخاص الأصحاء، وأن الدراسات العلمية أظهرت أن صيام ثلاثة أيام يقوي الجهاز المناعي، ويزيد من مقاومة الجسم للأمراض حتى لدى كبار السن.
ولفت إلى أن العالم الياباني يوشينوري أوهسومي حصل على جائزة “نوبل” في الطب لعام 2016 عن نظريته القائلة بوجوب تدمير الخلايا المسنة من أجل تجديد الخلايا في الجسم، وأن هذا يحدث أثناء الجوع لفترة طويلة.
وشدد أردول على أنه “ينبغي ألا نأخذ التعليقات التي لا تستند إلى أدلة بعين الاعتبار”.
وأكد البروفيسور التركي أنه يجب تناول آثار الصيام على الأشخاص الذين يعانون مشكلات صحية أيضاً ويضطرون لتناول الطعام بشكل متكرر أو استخدام الأدوية بسبب المرض، وتقييمهم يختلف عن الأشخاص الأصحاء.
وأشار إلى أنه باستثناء من يعانون من الأمراض، فإن من المتعارف عليه أن الصيام لا يضر بصحة الإنسان العادي، بل على العكس تماماً يزيد من مقاومة جسمه للأمراض.
وأوضح أردول أن السلطات الصحية العالمية والمصادر العلمية متفقة مع وجهة النظر هذه، وأنه لا يوجد مصدر علمي يثبت عكس ذلك.
واستدرك أن إصدار أي فتوى بهذا الخصوص هو مهمة رئاسة الشؤون الدينية.
ولفت أردول إلى أن رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش رد على الجدل الدائر مؤخراً بخصوص وجوب الصيام على مرضى فيروس كورونا.
وقال أرباش أن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم، ويرى الأطباء أن هناك مشكلة عند صومهم، وستزداد حالتهم سوءاً، لا يجب عليهم صيام رمضان ويجوز لهم الإفطار.
صيام رمضان مكسب معنوي خلال فترة الحجر
ولفت البروفيسور أردول إلى أن الاعتكاف من السنن التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها في رمضان.
وأضاف أنه “بقضاء رمضان هذا العام في الحجر المنزلي مكسب مادي ومعنوي وتطبيق لسنة النبي”.
ولفت إلى أن “مكافحة الوباء والعمل على منع انتشاره هو من الأعمال المحمودة التي يثاب الإنسان عليها”.
وأكد أردول على أن الصيام عنوان الشفاء ماديا ومعنوياً، وأعرب عن أمله في خلاص الأمة الإسلامية وكل الإنسانية من كل الأمراض وخاصة وباء كورونا.