– الرسالة دعت لإسعاف 3300 من الكوادر الطبية التابعين لـ”الأونروا” يكافحون وباء كورونا بإمكانيات بسيطة
– خلف: ممارسة أعضاء الكونجرس الضغط على ترمب نقطة تحول مهمة على صعيد التعامل مع القضية الفلسطينية
أثار توقيع 59 عضواً في الكونجرس الأمريكي على رسالة يطالبون فيها الإدارة الأمريكية بالإفراج الفوري عن المساعدات التي كانت تقدم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الكثير من التساؤلات حول مدى استجابة الإدارة الأمريكية لهذا الطلب الإنساني، خاصة وأن هذه الرسالة تحمل في طياتها بُعداً إنسانياً من أجل مساعدة “الأونروا” في مكافحة وباء كورونا في مناطق عملياتها في لبنان وغزة والضفة والأردن وسورية.
رسالة أعضاء الكونجرس دعت لإسعاف 3300 من الكوادر الطبية التابعين لـ”الأونروا” الذين يعملون في 144 مركزاً طبياً تابعاً لها في مناطق عملياتها يكافحون وباء كورونا بإمكانيات بسيطة، وهو كما يقول المراقبون سيمثل حرجاً لإدارة ترمب التي أوقفت قبل عامين المساعدات السنوية المقدمة لـ”الأونروا”، بهدف تصفية قضية اللاجئين، التي كانت تقدر مساعداتها نحو 330 مليون دولار سنوياً بما يمثل ثلث موازنة “الأونروا”، وقد تسبب توقف هذا الدعم في أزمة مالية خانقة ما زلت تعيشها وكالة الغوث الدولية.
وجاء في الرسالة التي وجهت لإدارة ترمب: مع تزايد أعداد المصابين بفيروس “كوفيد 19” المستجد، نطلب منكم مد يد العون لدعم جهود استئناف المساعدات الإنسانية الأمريكية للفلسطينيين، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، كما تعلمون، فإن الوباء قد وصل الآن إلى قطاع غزة حيث بدأ عدد الحالات في الارتفاع بشكل يصعب السيطرة عليه، في مكان يفتقر إلى الموارد الكافية لمكافحة تفشي المرض، إنّ تزايد حالات الإصابة بفيروس “كوفيد- 19” في الضفة الغربية ولبنان وسورية والأردن ينذر بحالة طوارئ صحية عالمية غير مسبوقة.
وتصيف الرسالة: يتعيّن علينا أن نقوم بتمكين مسؤولي الصحة العامة هؤلاء، فهم يعرّضون أنفسهم للخطر من أجل الصالح العام، وينبغي تزويدهم بالموارد التي يحتاجون إليها لمواجهة جائحة “كوفيد- 19”.
من جانبه، عقب منسق لجنة اللاجئين في القوى والفصائل الفلسطينية محمود خلف على الرسالة بالقول، لـ”المجتمع”: إن الإدارة الأمريكية حين أوقفت الدعم لـ”الأونروا” كان لدوافع سياسية، تنسجم تماماً مع مخططات الاحتلال الهادفة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، ورسالة أعضاء الكونجرس لإدارة ترمب مثلت إحراجاً لها، خاصة وأن هذه الرسالة إنسانية والولايات المتحدة نفسها تدفع فاتورة وباء كورونا من خلال آلاف الضحايا.
وأشار خلف إلى أن ممارسة أعضاء الكونجرس الأمريكي الضغط من الداخل على ترمب يمثل نقطة تحول مهمة على صعيد التعامل مع القضية الفلسطينية، التي طالما سعت واشنطن لتصفيتها في عهد الإدارة الحالية التي تقود حرب شنعاء على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
ويقول سياسيون فلسطينيون: إن إدارة ترمب لن تستأنف مساعداتها لـ”الأونروا”؛ لأن وقف هذه المساعدات هو جزء من “صفقة القرن” التي نشرت، في 28 من يناير الماضي، وإن الإدارة الأمريكية الحالية ترفع شعار إنهاء عمل “الأونروا”، انسجاماً مع مخططات الاحتلال.