– يتميّز رمضان الصومال من كل عام بانتشار ثقافة موائد الإفطار الجماعية، الأمر الذي لم يعد ممكناً، في ظل تواصل تفشي كورونا
تحرص الأسر الصومالية عادة، على استغلال شهر رمضان المبارك، في تدريب الأطفال على الصيام ولو لساعات قليلة، بهدف تعويدهم على هذه الطاعة، والطقوس الدينية المصاحبة لها.
أجواء من السعادة والسلام والطمأنينة، ترافق شهر رمضان من كل عام، مما يساهم بتحفيز الأطفال، وحثهم على هذه العبادة، من خلال امتناعهم عن الطعام والشراب لساعات، اقتداء بأبويهم ومن حولهم، مما يعلمهم تحمل المشقة والصبر على الجوع والعطش.
لكن هذه العادة، تغيّرت ضمن الأجواء التي فرضتها جائحة كورونا العالمية، وأربكت بحسب الصوماليين طقوس رمضان وعاداته.
يقول المواطن عبد الله أمين، في حديثه للأناضول، إن جائحة كورونا أربكت طقوس رمضان وما يصاحبه من اجتماع الأسرة حول مائدة واحدة، والزيارات التي كانت تكثر في الشهر الفضيل.
ويضيف أمين أن “ثقافة تربية الأطفال بالصيام كانت سائدة في الأسر الصومالية لكنها اختفت بشكل كامل بسبب كورونا”.
وتابع أن “الأسر بدأت تحرص على تقوية مناعة جسم الأطفال من خلال وجبات ومشروبات مليئة بالفيتامينات، على عكس تصويمهم خوفا من أن تنالهم الجائحة”.
ويخوض الأطفال فوق سن العاشرة غالبا تجربة التدرب على الجوع (الصيام) وذلك بإيعاز من والديهم بشكل تدريجي، مع مراعاة الحالة الصحية وقدرة الطفل على ذلك.
الطفل عبد الرحمن عبد الله (البالغ من العمر 10 سنوات) يقول للأناضول: “الأسرة لم تسمح لي الصوم في رمضان بسبب كورونا”.
وأضاف: “صمت أياما متقطعة من رمضان الماضي وهذا العام كنت مستعدا لصيام أيام أكثر، للاستمتاع بالأجواء الرمضانية”.
** كورونا يضيق الخناق على الأطفال
ورغم أن الصحة العالمية تعتبر فئة الأطفال هي الأقل عرضة للإصابة بكورونا، إلا أن قلة الوعي الصحي وعدم التزام السواد الأعظم من المجتمع الصومالي بالإرشادات الصحية زاد من قلق بعض الأسر حول حماية أطفالهم من انتشار الفيروس.
ويبدو أن جائحة كورونا، لم تترك متنفساً للأطفال للعب مع أقرانهم وجيرانهم، والذي كان يعدّ السبيل الوحيد لهم للتسلية والترفيه خلال رمضان.
وتقول المواطنة ديقة عبدي للأناضول، إن “جائحة كورونا ضيّقت نطاق لعب الأطفال، فلم يعد هناك مجال للتنزه في الحدائق ولا اللعب مع الجيران”.
وبحسب عبدي، فإن “تدرب الأطفال على الصيام خلال رمضان فرصة لغرس العبادات في نفوسهم لكن مع كورونا تبددت الأجواء الروحانية التي كان يفترض أن يعيش فيها الأطفال”.
** موائد إفطار فارغة
وتقلص عدد أفراد الأسرة حول مائدة الإفطار في رمضان من هذا العام، تبعاً لإرشادات التباعد الاجتماعي للوقاية من كورونا.
المواطن عبد الفتاح حسن يقول للأناضول إن “شهر رمضان كان يلم شمل الأسر، ويزيد من الترابط الاجتماعي إلا أن كورونا أبعد شملنا مع الأسف”.
ويوضح حسن أن “التدابير الوقائية على مستوى الأسرة والأفراد، تمنع من اجتماع أكثر من ثلاثة أشخاص، ناهيك عن اجتماع أسري حول مائدة واحدة”.
ويتميّز رمضان الصومال من كل عام بانتشار ثقافة موائد الإفطار الجماعية، الأمر الذي لم يعد ممكناً، في ظل تواصل كورونا انتشاره.
وحتى مساء الخميس، بلغ العدد الإجمالي لإصابات كورونا في الصومال 601، بينهم 37 وفاة، و31 حالة شفاء.