اليهود المغضوب عليهم عبدوا عزيراً؛ وقالوا إنه ابن الله تعالى، وروجوا لهذا بكثافة ليعتقدها المسيحيون في المسيح؛ وبالفعل وصلوا الى مبتغاهم كما ذكر الله تعالى في كتابه العظيم: ” وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”.
واستمر اليهود في ترويج هذا في المسلمين ما استطاعوا ولكنهم جاؤوا بألوان أخرى، وبعضهم روج أن الله تعالى تجلى في سيدنا علي رضي الله عنه كما قالت السبأية، وكما النصيرية التي قالت: إن علي فيه جزء إلهي رضي الله عنه، وروجوا ذلك أيضاً في الصوفية الموغلة بالبدعة في أوليائهم؛ والمغالاة فيهم، وأنهم يتجلى فيهم الله؛ وأصحاب وحدة الوجود، حتى وصل الغباء بأحد زنادقتهم ليقول: ” مافي الجبة إلا الله ” يعني نفسه!!
وأيضاً.. من الباطنية الإسماعيلية؛ ولحقتهم الدروز في تأليه الخليفة الفاطمي ” الحاكم بأمر الله تعالى، ” وقدسوا ” حمزة بن علي الزوزني ” كما يقدس المسلمون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
عمل اليهود في نشر الفساد والرذيلة والكفر والكهانة والكهنوت والسحر، فعم الفساد، وانتشرت الرذيلة والأخلاق السيئة، فأرسل الله تعالى نبياً منهم ليقوّم اعوجاجهم .
بعث سيدنا عيسى عليه السلام ليردهم إلى جادة الحق، ويعيدهم إلى التوحيد بدلاً من عبادة العجل والذهب والفضة والشيطان، ونشر الحقد والحسد خدمة للشيطان الرجيم .
نعم أيها القاريء الكريم.. واليوم ومع الأسف، يسعى البعض بشكل أو بآخر لتلميع اليهود، ورفع الكره لهم وعليهم وعنهم وعن أعمالهم الخسيسة التي أكدها الله تعالى في كتابه، وبينها نبيه في سنته صلى الله عليه وسلم.. ويسعى البعض لينسى المسلمون مكائدهم على مر التاريخ من منطلق دينهم المزور المكذوب .
حقيقة.. البعض عمل ذلك بحسن نية؛ ولكن هناك من تقصد الحب لهم، والبحث فيما يلطف أحوالهم وتاريخهم، وإذا جاء إلى دعاة المسلمين والإسلام قال فيهم ما لم يقال في الشيطان الرجيم.. أقول لهؤلاء كم أنتم جهلة بدينكم؛ بل كم أنتم جهلة في ذواتكم، وعدوكم يعلم عنكم ما لم تعلموا عن ذاتكم بكل التفاصيل ما دق منها وما عظم.
جاء الرسول الجديد عيسى عليه السلام بعد موسى عليه السلام، وكفر اليهود به جبلة وحاربوه وقاتلوه؛ وليس هذا بالشيء الجديد على أخلاقهم ومذهبهم المفتري الخبيث المعادي لكل الرسل والأنبياء علماً أن سيدنا عيسى عليه السلام منهم، إلا أن حجتهم أنه خرج من الناصرة ولم يخرج من أورشليم، واعلم أيها القريء الكريم؛ لو خرج من أورشليم لقالوا لماذا لم يخرج من الناصرة! فهذا ديدنهم ودينهم جملة كما ذكره جل جلاله، وذلك ظاهر تفصيلاً في سورة البقرة، وترددهم في ذبح البقرة.
نصبوا لسيدنا عيسى عليه السلام العداء والبغض حتى ضجر منهم؛ وقال لهم بما معناه: ” إن أهل الزنى والجريمة أفضل منكم ويسبقونكم إلى ملكوت الله تعالى “.. هذا ماقاله الله تعالى فيهم ” المغضوب عليهم “، وسيدنا عيسى يقدم أهل الزنى والمعاصي عليهم جملة .
أقول: يامن تدع التسامح معهم بشكل أو بآخر؛ إن الله تعالى وصفهم بصفات ما كانت في أحد غيرهم فقال تعالى في كتابه: ” …وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ…”.
نعم أيها القاريء الكريم.. فهم إما يقتلوا النبيين وإما يكذبوهم؛ قال تعالى: ” كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ”.
نعم.. هذا تعاملهم مع الأنبياء والرسل، فتخيل ما هو تعاملهم معك أنت أيها الإنسان العادي البسيط؟!
لم يتوقف اليهود عن العمل الخبيث حتى بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام؛ بل بعد رفعه أسسوا تنظيماً، وذلك في عام ” ٤٣م ” للقضاء على المسيحية، وهو تنظيم ” القوة الخفية ” والذي تحول أسمه عام ١٧١٧م إلى الماسونية ” البنائين الأحرار”، وخرجت منه نتوءات كثيرة، منها على سبيل المثال، الروتاري، الليونز، بناي برث، الديصانية، الصليب الوردي، فرسان مالطا، بلاك ووتر، وغيرهم كثير.
وهذا التنظيم توجه بنفس الحرب والخبث والوسائل للقضاء على الإسلام والمسلمين وبشكل أبشع وأشنع، منذ البداية ومحاولاتهم التخلص من رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه، والمؤامرات عليهم للقضاء على الدولة الإسلامية وتشتيتها تحت مسميات كثيرة وآخرها ” سايس بيكو ” .
لتعلم أيها القاريء الكريم؛ أن مقصدي طيب، ولم أقصد الإساءة لأحد، ولكن حينما أرى من يسعى على اظهار اليهود بالشكل الطيب وأنه واقع يجب أن نقبله، ونشر ذلك برامجياً مُبرمجاً في الإعلام والأعمال الفنية، وتشويه الإسلام والدعاة مقابل ذلك؛ يحتم علي الواجب الشرعي والمعرفي أن أبين خسة اليهود وحقارة خدمهم، ليطلع الناس على دين أتباعه حقرهم الله تعالى في كتابه العظيم، وأمرنا أن نستعيذ في اليوم الواحد؛ أن لا نكون منهم ومثلهم بقولنا ” غير المغضوب عليهم ” – ١٧- مرة في اليوم والليلة في أقل الأحوال، ومن ثم تأتي بعض الوسائل المكشوفة بعمالتها لصهيون وسذاجتها، تستسذج الشارع المسلم في عروضها وانتاجها السخيف، وأعمالها المكشوفة لكل من له حتى ولو شيء من الذكاء!
اعلم أيها القاريء الكريم.. اليهود والماسون دائماً يسعون على احتواء السذج، ومن يجهل تفاصيل عقيدتهم ومنهجهم، نسأل الله العفو والعافية والسلامة.
[ اجمع هذه السلسلة ففيها تكامل الفكرة ]
ـــــــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.