هكذا خلق الله تعالى الحياة بحركة دائمة، ووضع فيها سنته الإلهية، وجعل هذه السنة في كل ما خلق.. نعم.. حركة مستمرة وألا تسير الحياة على نمط واحد وبشكل ورتابة واحدة، خلقها جل جلاله بكل نوعياتها؛ الجماد السائل الغاز الحي الجامد، خلقها على ألا تسير الحياة بوتيرة واحدة، كما جعل فيها التنوع، وجعل فيها التغيير والتجديد.
ولذلك أيها القارئ الكريم؛ شرع الله جل جلاله هذا العيد السعيد بعد فرض شرعي؛ وهو ركن من أركان الإسلام صيام رمضان؛ وأيضاً نجد العيد بعد الركن الخامس للإسلام، ركن الحج والذي بعده عيد الأضحى.
للأعياد في الشريعة والإسلام العظيم أيها القارئ الكريم مقاصدها – الأعياد – الشرعية التي شرعت لأجلها تلك الأعياد السعيدة الجميلة في دين الإسلام العظيم، حيث تعمل تلك الأعياد وتشريعاتها في تعميق الترابط والتلاحم الأسري، وبين أفراد الأمة الإسلامية كأمة واحدة، وتوثيق الروابط الأخوية المبنية على الإيمان لترسيخ الأخوة الإسلامية بين أفراد الأمة بمشارقها ومغاربها وذلك مصداق قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” المسلم أخو المسلم ” وقوله صلوات الله وسلامه عليه ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً “.
نعم.. وهذا إن دل على شيء لا يدل على أن العيد في دين الإسلام وشريعته يخص بقعة من الأرض فقط، أو شعب من الشعوب المسلمة، وإنما يخص المسلمين جميعاً في كل بقاع الأرض وهذا من الأمور التي تولد المسئولية داخل الإنسان المسلم لأخيه المسلم.
نعم أيها القارئ الكريم.. ولهذا تم تشريع الخروج في يوم العيد إلى المصلى للصلاة، وأن لا يبقى أحد من أهل البيت حتى الحائض والصغير ليلتقي الجميع مكبرين مهللين ذاكرين الله تعالى في هذا اليوم السعيد.
ولا شك أيها القارئ الكريم؛ في هذا العيد الوضع مختلف، وهذا قدر الله تعالى، وقدر الله وما شاء كان، ولكن لا يمنع من الصلاة في البيت كما أجاز أهل العلم والاختصاص ذلك، والاتصال وتواصلاً عن طريق وسائل التواصل بين الأسر والتكبير والذكر وما شابه ما أمكن.. نعم.. فمن مقاصد العيد التغير وعدم الروتين في الحياة كما ذكرنا بداية، فبعد العبادة تغيير العبادة بعبادة عبارة عن جائزة لمن ظفر، نعم.. لأنه من طبيعة النفس الإنسانية حبها للتغيير وضجرها من الروتين فكان العيد المناسبة الرائعة والجميلة عبادة بعد عبادة للترويح والتغيير لتجديد الهمم بعد الجهد والتعب إذا صح التعبير.
ولا ينبغي أن ننسى؛ أنه من مقاصد العيد المهمة، السرور والسعادة بمداعبة الأهل والعائلة والأبناء والزوج والأرحام، فالعيد فيه الفرح والسرور والانبساط والترويح عن النفوس والأهل والأصحاب، وإن كانت الوسائل والاتصالات ضيقة مع ” الجائحة ” التي نعايشها إلا أن هناك بدائل لابد أن نعمل من خلالها للوصول إلى الهدف الجميل ومقاصد العيد السعيد.
أيضاً.. يجب ألا ننسى غيرنا في العيد، نعم.. غيرنا من المسلمين، والتفكير في الفقير والمسكين، مواساتهم ومد يد العون لهم، فلذلك فرضت أو شرعت الشريعة في عيد الفطر زكاة الفطر، وفي عيد الأضحى الأضحية لتتواصل الأمة ويبقى هم الأخوة في الدين هو الأصل، وهو المحور الذي تلتف وترتقي بوجوده تربوياً الأمة.
أخيراً.. لابد من تصافي النفوس في العيد، وشكر المنعم على ما أنعم، فما تمت النعم إلا بحوله وقوته جل جلاله، ولا حول ولا قوة الا بالله، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــ
(*) إعلامي كويتي.