جوليان بيكيت
فشلت حملة ضغط ضخمة تصور الكويت كمنتهك للحقوق الدينية في كسب تأييد إدارة دونالد ترامب.
أنفقت شركة الاستثمار الكويتية كي جي إل، خلال السنة الماضية، أكثر من 1.5 مليون دولار للضغط على تلك الدولة الخليجية “الكويت” من أجل اسقاط غرامة اختلاس عن المديرة التنفيذية السابقة لشركة الاستثمار الكويتية كي جي إل مارشا لازاريفا. وقد قامت شركة المحاماة Crowell and Moring التي تتخذ من واشنطن مقراً لها ، بجمع تحالفًا من الأصوات المحافظة – بعضها مسجّل كمجموعات ضغط – بمحاولة وصف المعاملة التي تعرضت لها لازاريفا الروسية المولد والتي تلقت تعليمها في الولايات المتحدة على أنها معاملة غير عادلة من قبل غالبية مسلمة في دولة الكويت بسبب دينها المسيحي الأرثوذكسي.
وقد شملت الحملة سيلاً من مقالات الرأي نشرتها وسائل إعلام محافظة تدعو إدارة ترامب إلى التهديد بفرض عقوبات على الكويت، وتوجت ببرنامج بث في فبراير الماضي حول الاضطهاد الديني في الشرق الأوسط، مباشرة على موقع بريتبارت نيوز، تضمن دعوات قوية لتحرير لازاريفا، التي صدر عليها حكم قضائي بالأشغال الشاقة لمدة عامين تقريباً، ولكن يعتقد أنها لجأت للسفارة الروسية في الكويت.
وقال نيل بوش نجل الرئيس الراحل جورج دبليو بوش إن لازاريفا “كانت مستهدفة بشكل واضح لكونها امرأة مسيحية ناجحة في بيئة أعمال يسيطر عليها رجال مسلمون” .
وأضاف مجادلاً في مقالة افتتاحية تقليدية في صحيفة واشنطون إجزامنر في نوفمبر الماضي. “امتد هذا الاضطهاد الديني إلى محاكمتها وإلقائها في السجن، حيث قيل إنها حُرمت من الوصول إلى الكتاب المقدس وقيل لها إن الأمور ستكون أفضل بالنسبة لها إذا اعتنقت الإسلام”.
ومن بين الآخرين الذين ألقوا بثقلهم في القضية دفاعاً عن المسيحيين رئيس “منظمة الدفاع عن المسيحيين” توفيق بعقليني، الذي أيد فرض عقوبات على الكويت في سبتمبر، من خلال كتاباته في صحيفة واشنطن إكزامينر أيضاً. وكتب أنه قد تم الطلب من لازاريفا “ارتداء البرقع وحضور جلسات المحكمة في أيام الأحد، وفي يوم عيد الفصح الأرثوذكسي، ولم تتمكن من ممارسة شعائر دينها، وشجعتها سلطات السجن الكويتية على اعتناق الإسلام لتلقي معاملة أفضل”.
وقد دعمت مقالات الرأي لكل من بوش وبعقليني بسخاء من شركات العلاقات العامة التي تتعامل إما مع شركة الاستثمار الكويتية كي جي إل أو مع لازاريفا نفسها ، وهي ماراثون ستراتيجيز وساوث فايف.
وعلى الرغم من الأموال والأسماء البارزة، يبدو أن الحملة من أجل لازاريفا قد فشلت بشكل نهائي.
فلم ينجح الضغط علي ادارة ترامب في فرض عقوبات بدعوي انتهاك حقوق الإنسان. وفي يوم الأربعاء الماضي، اختارت وزارة الخارجية عدم إعطاء مصداقية إضافية لاتهامات التمييز الديني ضد لازاريفا عندما أصدرت تقريرها السنوي عن الحرية الدينية الدولية.
وبالاضافة لعدم تكرار مزاعم المدافعين عنها، فإن التقرير الاعلى للحكومة الأميركية حول الحرية الدينية في جميع أنحاء العالم لا يذكر لازاريفا على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، تشيد الخارجية الأمريكية بالكويت لتسجيلها كنيسة المورمون ككنيسة رسمية هذا العام، ونقلت عن ممثلي الكنائس المسجلة قولهم إن الحكومة “متسامحة بشكل عام وتحترم عقائدهم”، على الرغم من القيود المفروضة على التوسع والتبشير.
ولم يرد بوش ولا بعقليني على طلبات التعليق من شركة (كروويل و موريننج) أو علي وزارة الخارجية.
—————————–
المصدر: foreignlobby