العنصرية هي النافذة التي ينظر منها الغرب لشعوب العالم. ومن السطحية التعامل مع العنصرية الغربية من زاوية انتهاك حقوق السود داخل بلادهم فقط!
وقد لا تعنينا -نحن الشعوب غير الغربية- نظرة الغرب لنا لو لم تكن عنصريتهم مرتبطة بالتعدي على حقوقنا .
ولأن الموضوع يعنينا فسننتقل من سطح العرَض إلى عمق المرض المتأصل في العقلية الغربية، ونسأل سؤالاً جوهرياً يفتح زاوية الرؤية لقضية العنصرية عند الغرب:
هل ما يسميه الغرب “قيمًا غربية” تحمل المفهوم ذاته حين يتم التعامل بها مع غير الغربيين؟
ونفتح زاوية الرؤية أكثر ونسأل سؤالاً مصيريا يرتبط بالعلاقة العضوية بين العنصرية والأطماع الغربية:
هل يستطيع الغرب العيش دون تأجيج حروب يبيع فيها أسلحته؟
وهل يستطيع العيش دون نهب بترول العرب ومعادن أفريقيا وسواحل أفريقيا وآسيا؟
هل يستطيع العيش دون حكومات عميلة تقهر شعوبها وتفتح له خزائن ثروات بلادها؟
الإجابة عن هذه الأسئلة تنقلنا من السطوح إلى الأعماق، وتفتح زاوية الرؤية وتصل للنتيجة التي وضعتُها عنوانا للمقال: “العنصرية إكسير الحياة للغرب”.
العنصرية داء بشري قد يصاب به آحاد الناس من أي ملة أو قومية، ولكنه بالنسبة للغرب تاريخ وثقافة وحاضر ومستقبل.
فكما استباحوا بالأمس إبادة سكان أمريكا وأستراليا واستباحوا احتلال أفريقيا وآسيا، وكل هذا بزعم إهداء مشعل الحضارة الغربية للشعوب الهمجية المتخلفة، ما زال حاضرهم على المنوال ذاته يسير.
قد يستطيع الغرب التكيف تحت ضغط صراخ بعض رعاياه المناهضين للعنصرية، والخروج من الأزمة بوضع مزيد من المساحيق لإخفاء بثور العنصرية المنتشرة والنافرة في وجهه، ولكن ستظل العنصرية جزءًا من البنية العضوية للعقلية الغربية.
ولن يتخلى الغرب عن نظرته العنصرية لنا ما دمنا ارتضينا العيش ضمن قطيع الحملان الناظرين للذئب بانبهار والطامعين في رحمته وعطفه!