توالت ردود الفعل الغاضبة عقب تصريحات رئيس النظام المصري الحالي عبدالفتاح السيسي، أمس السبت، حول إمكانية تنفيذ جيش بلاده مهام عسكرية، وحول تدخل مصري مباشر في ليبيا باتت تتوفر له الشرعية الدولية.
وقال السيسي مخاطباً قوات الجيش في كلمة متلفزة عقب تفقده وحدات من القوات الجوية بمحافظة مطروح، المتاخمة للحدود مع ليبيا: “كونوا مستعدين لتنفيذ أي مهمة هنا داخل حدودنا، أو إذا تطلب الأمر خارج حدودنا”.
تهديد للسيادة
واعتبر مسؤولون ليبيون تصريحات السيسي تهديداً ومساساً بالسيادة الليبية، فقال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري: إن ما جاء في تصريحات السيسي غير مقبول، ويعتبر مساساً بالسيادة وتدخلاً سافراً في شؤون ليبيا.
من جهته، استنكر عضو المجلس الرئاسي محمد عماري زايد بشدة تصريحات عبدالفتاح السيسي معتبراً تصريحاته إعلاناً للحرب على ليبيا وتهديداً لشمال أفريقيا.
وأبدى زايد رفضه عزم مصر إنشاء عصابات مسلحة لمحاربة الحكومة الشرعية قائلاً: إن هذه الخطوة تعتبر تهديداً للسلم الأهلي والدولي، وتكراراً لأساليب المتمرد الذي دحر عسكرياً؛ مبيناً بأنه لا خطوط حمراء داخل حدودنا وأراضينا، مؤكداً في الوقت نفسه رفضه أي محاولات لتقسيم الشعب الليبي والجغرافيا الليبية.
إعلان للحرب
واعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي عبدالرحمن الشاطر، تصريحات السيسي “قرعاً لطبول الحرب”.
وقال الشاطر، في تغريدة عبر “تويتر”: “كلمة السيسي أمام حشد من جيشه على مقربة من الحدود قرع لطبول الحرب”.
وأضاف أن “مصر تدخلت طيلة 4 سنوات في بلادنا نكرها (السيسي في كلمته) وادعى حرصه على أمن ليبيا”.
وأكد مخاطباً السيسي أن “أمن ليبيا في خطر منذ إصراركم على تقويض الديمقراطية وتنصيب عسكري (الجنرال الانقلابي خليفة حفتر) رفضناه وأسقطناه”.
واختتم تغريدته قائلاً: “ارفعوا أيديكم عنا، ولا تكرروا مأساتكم في اليمن”.
وأعد رئيس “العدالة والبناء” (أكبر حزب إسلامي بالبلاد) محمد صوان، في بيان، تصريحات السيسي “تعدياً وتدخلاً سافراً، يجب الرد عليه وبشكل حاسم وعاجل من الجهات الرسمية”.
وأضاف أن “الاتفاق السياسي الذي يمثل الأساس الدستوري وينظم العملية السياسية بليبيا، يجعل من المجلس الرئاسي الممثل الشرعي الوحيد للبلاد، ويحدد مهام الأجسام الأخرى وتستمد منه شرعيتها، وهذه بديهيات لا أعتقد أنها غابت عن السيسي الذي يبدو أنه يسعى لصرف الرأي العام عن مشكلاته الداخلية بالتدخل في الأزمة الليبية”.
فيما قال العميد عبدالهادي دراه، الناطق باسم “غرفة عمليات سرت الجفرة” التابعة للجيش الليبي: إن “تصريحات السيسي بأن سرت والجفرة خط أحمر حسب وصفه هو تدخل سافر في شؤون بلادنا، ونعتبره إعلاناً واضحاً للحرب على ليبيا”.
ودعا متحدث الجيش الليبي محمد قنونو، في تغريدة عبر “تويتر”، من يرى ليبيا تهديداً لبلاده إلى أن يمسك لسانه وسلاحه ومرتزقته عنها.
وأكد الرئيس السابق للمجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي ضرورة بسط السيطرة على كامل تراب الوطن، وفي مقدمتهما سرت والجفرة، وعودة كافة المنشآت النفطية إلى السلطة الشرعية.
وأوضح السويحلي أن السيطرة على كامل ليبيا هدف لا تفاوض عليه ولا يخضع لإذن من أحد، مبيناً أن أمن جيران ليبيا يتحقق بكفهم عن التدخل في شؤون ليبيا الداخلية، وعدم تأييد الانقلابيين وتحويل بلادهم لقواعد للعدوان على ليبيا.
وتعتبر الأمم المتحدة الحكومة الليبية برئاسة فائز السراج السلطة الشرعية المعترف بها دولياً في ليبيا.
ومؤخراً، حقق الجيش الليبي انتصارات أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، ومدينة ترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.