في مثل هذا اليوم من كل عام، تستقبل السعودية أول أفواج الحجاج، وفي ظل جائحة «كورونا» التي يواجهها العالم، دعت بعض الدول مواطنيها إلى التحفظ قبل أداء فريضة الحج.
وتعاملت دول العالم الإسلامي، كما بقية دول العالم، بحذر شديد مع «كوفيد- 19»، الذي غيّر ملامح خطط كبيرة لدول العالم، بما فيها نية التوجه للحج في ظل التحذيرات الصادرة من الجهات الصحية العالمية.
وكانت السعودية اتّخذت احترازات مشددة للمحافظة على أمن وسلامة الأرواح من زوار الأماكن المقدسة، إذ أوقفت العمرة منذ الرابع من مارس الماضي، كما أوقفت في ذلك الحين الصلوات في المساجد، في مقدمتها الصلاة في الحرمين الشريفين في مكة والمدنية، وكذلك تأشيرات الدخول لأداء العمرة.
وفي ظل النصائح الصادرة من «منظمات الصحة الدولية» بتقليل عدد التجمعات وتطبيق الاحترازات الصحية لمحاصرة الجائحة، ورغم نجاح الجهات المعنية في المملكة في إدارة الحشود بنجاح وسلامة طيلة مواسم الحج الماضية، تساءل عدد من الخبراء الدوليين عن كيف سيتم حج هذا العام في ظل الوضع الراهن الذي يصعب فيه السيطرة على تجمعات قليلة من البشر، مقارنة بأعداد كبيرة موجودة في منطقة جغرافية صغيرة ومحصورة في المشاعر المقدسة؟
وقال نزار باهبري، استشاري الأمراض المعدية: إنه إذا أقيمت فريضة الحج هذا العام من الصعب أن تتم السيطرة على انتشار «كورونا»، فالجهات المعنية في السعودية أثناء الوضع الطبيعي تبذل جهوداً كبيرة في التنظيم لمحاولة مساعدة الحجاج لأداء الفريضة بأمن وسلامة.
وأضاف لصحيفة «الشرق الأوسط» أن «طبيعة أداء فريضة الحج في ظل عدد ليس بالقليل من الناس، وفي منطقة جغرافية صغيرة ومحصورة تجعل الاحتكاك وارداً، مما يصعب عملية التباعد بين الحجيج أثناء أدائهم المناسك، وفي ظل ذلك، فإن العدوى لبعض الفيروسات تحصل بشكل طبيعي في مواسم الحج الماضية التي كانت أفضل حالاً من الذي نعيشه، فما هو الحال في الوضع في الوقت الحالي في ظل جائحة كورونا؟».
ويردف باهبري: «أتصوّر أنه من الصعب السيطرة على انتشار الفيروس في الوضع الحال».
ويتطرق باهبري للأمراض المنتشرة بصورة طبيعية في الحج في المواسم الماضية، قائلاً: إنه «بصورة عامة، يتعرض بعض الحجاج المعتمرين أثناء تأديتهم للمناسك للإصابة ببعض الأمراض، التي يتميز بها موسم الحج أو العمرة وتكثر فيه، من ضمنها أمراض الجهاز التنفسي، وتعدّ الأمراض التنفسية من أكثر أمراض الحج شيوعاً، وهي تنجم عن الجراثيم أو الفيروسات، وتنتقل العدوى بها عن طريق الرذاذ المتطاير مع السعال أو العطاس، ويكون الحجاج متقاربين من بعضهم ويلتقون أحياناً على شكل تجمعات، بالإضافة إلى الإجهاد الحراري والضربات الحرارية (ضربات الشمس)».
وتابع باهبري: «في حال تحسنت الأمور وأُقيم الحج هذا العام، فإن الشريعة الإسلامية تشدد على أن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً، أي أن الإنسان إذا لم يكن في أفضل حالاته، فليس من الواجب عليه التوجه للحج، بل الذي يجب عليه أن يكون في وضع صحي ونفسي يمكنه من أداء الركن الإسلامي على أكمل وجه».