حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غبريسوس من أن فيروس كورونا لا يزال يتسارع حول العالم، متوقعا أن تدوم آثاره الاقتصادية والاجتماعية لعقود، بينما تواصل بعض الدول تخفيف القيود.
وقال غبريسوس في منتدى عبر الفيديو نظّمته حكومة إمارة دبي، إن المنظمة سجلت أول مليون إصابة خلال 3 أشهر، لكن المليون الأخير تم تسجيله خلال 8 أيام فقط.
واعتبر أن الوباء أثّر على كل قطاع، لذا فإن استجابة الحكومة بأسرها والمجتمع كله أمر أساسي، ليس فقط لهزيمة الوباء ولكن للتعافي منه.
وأثناء كلمته الافتتاحية في المنتدى الافتراضي اليوم الاثنين، دعا غبريسوس إلى استجابة سريعة وموحدة للتعامل مع الوباء، والاستعداد بشكل أكبر لمواجهة أمراض أخرى قد تهدّد ملايين البشر في المستقبل.
وحذر المسؤول الأممي من أننا “لا يمكننا هزيمة هذا الوباء بعالم منقسم (…). أدى تسييس الوباء إلى تفاقمه، ولا أحد منا في أمان حتى يصبح جميعنا بأمان”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه انتقادات حادة إلى المنظمة الأممية حيال تعاملها مع الفيروس عند بداية ظهوره في الصين.
وبحسب موقع “ورلد ميترز” المختص برصد ضحايا فيروس كورونا حول العالم، فقد تم تسجيل 9 ملايين و79 ألفا و748 إصابة به، مقابل 471 ألفا و289 وفاة، في حين تعافى 4 ملايين و862 ألفا و908 أشخاص منه.
وقد تصدرت الولايات المتحدة قائمة المصابين بتسجيل أكثر من مليونين و375 ألفا، تليها البرازيل بأكثر من مليون و86 ألفا.
تخفيف القيود
ويتصدّر رفع إجراءات الحجر التي أغلقت المطارات والمتاجر والمدارس وغيرها، جدول أعمال دول عدة متضررة من فيروس كورونا المستجدّ، لكن منظّمة الصحة العالمية حذرت الجمعة من أن ذلك يُدخِل العالم في “مرحلة خطيرة”.
ففي فرنسا تم تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي والكمامات إلى حد كبير، في حين رقص الآلاف وشاركوا حتى ساعات فجر الاثنين الأولى في أول حدث كبير منذ الإغلاق الذي فرضه فيروس كورونا المستجد.
وستُفرض عودة جميع التلاميذ إلى المدارس -باستثناء تلاميذ الثانويات- اعتبارا من الاثنين، قبل أسبوعين من العطلة الصيفية.
كذلك، رفعت إسبانيا الأحد حال التأهب الصحية وأعادت فتح حدودها مع فرنسا أمام السياح الأوروبيين الذين تمكنوا من العودة إلى شواطئ المتوسط.
لكن في سويسرا، اعتبر رئيس القوة الخاصة العلمية الفدرالية المكلفة بشؤون المرض -أمس الأحد- أن رفع العزل كان سريعا في بلاده.
وأعلن عالم الأوبئة بليك ماتياس إيغر أنه خلال الأسبوع الماضي، ارتفع عدد الإصابات بنسبة 30%، وأضاف “في ظل هذا الوضع المتقلب، نحن في مجموعة العمل العلمية، نعتبر أن من السابق لأوانه اتخاذ تدابير جديدة لتخفيف القيود”.
وفضّلت البرتغال -التي بقيت بمنأى نسبيا عن فيروس كورونا المستجد- التريث حتى الأول من يوليو لفتح حدودها البرية مع إسبانيا.
عربيا
وفي السعودية، غامر الناس بالخروج مساء أمس الأحد لأول مرة منذ نحو 3 أشهر، وذلك للاحتفال بانتهاء حظر التجول الذي كان مفروضا في أنحاء المملكة لمكافحة تفشي فيروس كورونا.
واحتفل البعض في المطاعم، وتجوّل آخرون على دراجات نارية، واستمتع غيرهم بالمشي مع حيواناتهم الأليفة بعد أن خفت حرارة الجو.
وبدأت المملكة -التي سجلت أكثر من 157 ألف إصابة بمرض كوفيد-19، و1267 وفاة- تخفيفا تدريجيا للقيود التي تفرضها على الحركة والأنشطة التجارية في مايو/أيار، قبل أن ترفع حظر التجول بشكل كامل أمس الأحد.
وقللت الكويت ساعات حظر التجوال الجزئي، يأتي هذا بينما استمر العمل بالمرحلة الأولى من خطة فتح الاقتصاد إلى حين تحقيق مؤشرات إيجابية، تتمثل في تراجع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وفي المغرب الذي سرّع عملية رفع الحذر، استؤنف نشاط المطاعم وقاعات الرياضة والشواطئ.
وبإمكان الفنادق والمعارض والحمامات التقليدية فتح أبوابها اعتبارا من الخميس، بشرط أن تعمل بنصف طاقتها الاستيعابية.