طلبت فرنسا التي تشهد علاقتها مع تركيا تدهوراً على خلفية الملف الليبي، من الاتحاد الأوروبي الأربعاء إجراء مناقشة موسعة وبلا حدود بشأن علاقته مع تركيا.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أمام مجلس الشيوخ أن فرنسا تعتبر ضرورياً أن يفتح الاتحاد الأوروبي سريعاً جداً “مناقشة بالعمق حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة”، مطالباً دول الاتحاد بالدفاع بحزم عن مصالحها.
وندد لودريان بتعزيز وزن تركيا في ليبيا، معتبراً أن ذلك “يؤدي في الواقع إلى تعزيز الروس دورهم” إلى جانب حفتر ويعقّد كل إمكانية لوقف القتال.
وانتقد الاتفاق المبرم بين أنقرة وحكومة الوفاق حول الغاز الذي يهدد بحسب باريس، مصالح “حلفائنا والأعضاء في الاتحاد الأوروبي.. قبرص واليونان”.
تراجع العلاقات
وساءت العلاقات بين الدولتين الحليفين في حلف شمال الأطلسي خلال الأسابيع القليلة الماضية، وانتقدت فرنسا الدعم العسكري الذي تقدمه تركيا لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً في ليبيا.
كما شكلت عمليات تركيا للتنقيب عن النفط في شرق البحر المتوسط نقطة خلاف، إضافة إلى الدور التركي في الأزمة السورية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهم تركيا يوم الإثنين بممارسة “لعبة خطيرة” في ليبيا، وردت تركيا يوم الثلاثاء قائلة: إن ماكرون أصابه “كسوف في العقل” لمعارضته دعم أنقرة لحكومة طرابلس.
واتهمت باريس البحرية التركية بسلوك “عدائي للغاية” تجاه فرقاطة فرنسية في المتوسط مطلع يونيو.
وتتهم فرنسا تركيا بتسليح قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة، وبأنها أرسلت آلاف المسلحين من سورية إلى ليبيا.
وبفضل هذا الدعم العسكري، استعادت حكومة الوفاق السيطرة على غرب ليبيا بالكامل عبر إرغام قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر على التراجع، وفي المقابل تتهم أنقرة باريس بدعم حفتر.
وفي يناير 2018 وفي سياق كان لا يزال حينها أكثر هدوءاً، طرح ماكرون مسألة استبعاد قبول عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي واقترح “شراكة” بدلاً من ذلك.