شنت كل من ألمانيا والصين وروسيا، اليوم الثلاثاء، هجوماً حاداً على الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، بسبب سياستها تجاه الملف النووي الإيراني.
جاء ذلك في جلسة للمجلس، عبر دائرة تلفزيونية، حول “عدم الانتشار” (النووي)، بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، ونظيره الإيراني، جواد ظريف، وأمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش.
وقال بومبيو خلال الجلسة: “ندعو إلى تمديد حظر الأسلحة، الذي تفرضونه على إيران”.
وأضاف أن “تفضيل واشنطن الساحق هو العمل مع هذا المجلس، لتمديد الحظر، لحماية الحياة البشرية وحماية أمننا القومي ولحمايتكم أنتم”.
وتنتهي في 18 أكتوبر المقبل القيود المفروضة على تصدير الأسلحة التقليدية إلى إيران، بموجب قرار المجلس رقم (2231).
وقدمت واشنطن للمجلس، في وقت سابق، مشروع قرار لتمديد هذه العقوبات “إلى مالا نهاية”.
وتتمتع كل من روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
فيما قال المندوب الألماني، السفير كريستوف هويسجن: إن “الولايات المتحدة خرقت القانون الدولي بانسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة”.
ووقعت كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في عام 2015، اتفاقاً مع إيران، يتيح فرض قيود على برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.
لكن بعد 3 سنوات، انسحبت واشنطن من الاتفاق، بزعم عدم جدواه، وشرعت بفرض عقوبات قاسية على طهران.
كما انتقد مندوب الصين، السفير تشانغ جيون، مطالبة بومبيو بتمديد الحظر، قائلاً: “بعد أن انسحبت من خطة العمل الشاملة المشتركة، لم تعد الولايات المتحدة لديها الحق بالمشاركة في هذه الخطة (حظر تصدير الأسلحة)، ولا المطالبة بإعادة تفعيلها”.
وقال المندوب الروسي، السفير فاسيلي نيبيزيا: “إنني آسف للغاية، لأن وزير الخارجية الأمريكي غادر جلستنا بعد أن انتهى من إفادته.. إنه حتى لم ينتظر ليستمع إلى أي إفادة أخرى”.
وتابع: “كما أنني أشعر بالأسف لأن السيد بومبيو لم يذكر في إفادته، ولو كلمة واحدة، التعاون بين أعضاء المجلس.. إنه يحاول فقط أن يظهر لنا أن خطوات إيران الأخيرة تمثل خرقاً للاتفاق النووي”.
وأردف: “خطوات إيران، التي أشار إليها الوزير الأمريكي (تفجيرات وإرسال أسلحة)، هي فقط مجرد تعبير عن إحباطاتها، ولا تعكس أبداً أي خرق لخطة العمل المشتركة”.
وشبه السفير الروسي سياسة واشنطن تجاه طهران بأنها بمثابة “وضع الركبة على العنق”.
ويشير نيبيزيا بذلك إلى مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي أسود، في مايو الماضي، بعد أن وضع شرطي أبيض ركبته علي عنقه، مما فجر احتجاجات واسعة في الولايات المتحدة وبقية دول العالم ضد العنصرية.
وفي بداية الجلسة، استعرضت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، نتائج رئيسة لتقرير جوتيريش، الصادر في 11 يونيو الجاري، حول امتثال إيران للقرار (2231).
وقالت ديكارلو: إنه “وفقًا للتقرير، فإن تقييم الأمانة العامة (للأمم المتحدة) لمضبوطات الأسلحة التي حصلت عليها الولايات المتحدة في نوفمبر 2019، وفبراير 2020 (في المياه الدولية قبالة سواحل اليمن) تشير إلى أن الأسلحة من أصل إيراني، وعمليات نقل الأسلحة هذه ربما كانت غير متسقة مع القرار (2231).
وتابعت: “ويذكر التقرير أيضاً أن صواريخ كروز، المستخدمة في هجمات 2019 على منشآت السعودية النفطية ومطار أبها الدولي، كانت أيضاً من أصل إيراني”.