* في ظل هذه الجائحة التي اجتاحت العالم كله، شكلت «الإصلاح» فريقاً للمساعدة في مواجهة هذه الأزمة، ما دوره واختصاصاته؟
– أولاً، نسأل الله تعالى أن يرفع عنا جميعاً البلاء، وأن يعيننا على القيام بدورنا في خدمة وطننا الكويت خاصة في مثل هذه الظروف، وأن يتقبل منا.
أما فريق الأزمة الذي أشرف برئاسته، فقد اختص بأربع قضايا رئيسة، هي:
الأولى: التوعية العامة؛ فنحن أمام أزمة صحية، تحتاج إلى جهد في التوعية، وإرشاد المواطنين إلى سبل مواجهة هذا الفيروس وكيفية التعامل معه، سواء من الناحية الوقائية والطبية بالتعاون مع الجهات الصحية المختصة، أو من الناحية الشرعية، وهو كيف تعاون أسلافنا مع مثل هذه الأوبئة، وهو ما نستشفه من تراثنا الإسلامي، وكيف تم التعامل مع الأمراض والطواعين التي تخللت تاريخنا الإسلامي.
والثانية: تتعلق بالجانب الإغاثي؛ فقد توقف الكثير عن العمل، وأثر الحظر الكامل والجزئي على أعمالهم وحياتهم المعيشية؛ نتيجة الخلل الذي أصاب رواتبهم ومعاشاتهم؛ وبالتالي كانت هناك حاجة ملحة لإغاثتهم ومساعدتهم، ولذلك انبرى الجانب الإغاثي بدعم هؤلاء.
والثالثة: تتعلق بالجانب الشرعي العام؛ خصوصاً أنه واكب الأزمة دخول شهر رمضان المبارك، وكانت هناك حاجة ملحة لتفعيل هذا الدور، بإشغال المجتمع والأسر بكل ما هو مفيد؛ لذا كانت هناك الخواطر، ومجالس العلماء، والمسابقات الثقافية العامة والشرعية، وأنشطة للقرآن الكريم؛ حفظاً وتلاوة ومراجعة، ومسابقات، وكل هذه الأنشطة قامت بها اللجنة الشرعية، أو لجنة الدعوة العامة.
الرابعة (ذات الأهمية بمكان): تنظيم عمل المتطوعين من أجل الاستفادة من هذه الطاقات لأي طارئ جديد؛ ولا شك أن المتطوعين رافد مهم لأي عمل، وقد فتحنا باب التطوع من أول يوم عمل؛ مما ساهم في توزيع الجهد.
* ما دور المتطوعين في مواجهة الأزمة؟
– من القضايا التي قمنا بها تنظيم عمل المتطوعين، ودعوتهم، وتنسيبهم في الجمعية من أجل الاستفادة من هذه الطاقات على اختلاف أنواعها، في دعم أي نشاط جماهيري، قد نحتاجه في مستقبل الأيام، ولذلك قمنا بفتح أبواب التطوع منذ اليوم الأول الذي بدأنا فيه العمل كفريق، وكان الإقبال رائعاً من الرجال والنساء، ومن الشباب والفتيات؛ مما ساهم في توزيع الجهود، والاستفادة من كل الطاقات المتاحة.
* ما اللجان العاملة في الفريق؟
– فريق الأزمة متنوع المهام والأدوار، وكل مهمة تضطلع بها لجنة؛ فهناك الدور الخيري والإغاثي، ويمثله خالد الحسيني، وسعد العتيبي، وهما يمثلان «نماء»، والدور الإعلامي ويمثله سعد النشوان، والدور التطوعي ويمثله عبدالعزيز الياقوت، ويوسف الهولي، بالإضافة إلى رؤساء الفروع في المحافظات، وكذلك عبدالرحمن الشطي الذي يمثل اللجنة الإعلامية.
وهذا التنوع يساعد على نجاح الفريق، ومع استعراض هذه الأدوار سنكتشف الحاجة إلى الطاقات الإعلامية، والصحفية، والبشرية ذات العلاقة بالمتطوعين الميدانيين على الأرض، بالإضافة إلى الإخوة الذين يقودون العمل الخيري والإنساني، وهذا التنوع خدم الفريق وساهم في الوصول إلى تلك النتائج الإيجابية التي وصلنا إليها، بفضل الله تعالى.
* هل واجه الفريق أي عوائق؟
– بلا شك هناك عوائق كثيرة واجهت الفريق؛ فالأزمة فاجأتنا، وباغتت العالم كله؛ لذا كانت هناك مجموعة من العوائق والصعوبات التي واجهتنا في بداية الأزمة، ولكن بفضل الله، ثم بتكاتف الفريق ودعم مجلس الإدارة، استطعنا تجاوزها، سواء على مستوى الاستعدادات المادية أو البشرية، وكذلك على مستوى التنسيق مع جهات العمل الخيري الأخرى، ووزارات الدولة ومؤسساتها.
ودائماً أعلن أن القطاع الخيري، أو منظمات المجتمع المدني، يجب أن يكون لها دور وحصة في بناء هذا البلد الكريم المعطاء، ولا بد من الحرص على إشراكها في أيام الرخاء والشدة، حتى تكتسب من الخبرات والإمكانيات ما يؤهلها لتقديم عمل متطور لبلدها وأهلها، وأثمن الدور الذي تم، وأتطلع أن يقوى وينمو مع الوقت.
* هل هذا الفريق مؤقت، أم مستمر بالعمل؟
– إن شاء الله سيكون الفريق مستمراً في جمعية الإصلاح؛ فالتجربة علّمتنا أهمية أن نكون مستعدين لخدمة هذا الوطن، والحاجة مطلوبة لتمتين وتدريب فريق التطوع؛ للتعامل مع أي خطر قد يواجه البلد.
وبعد مرور 4 أشهر تقريباً على الأزمة، تداعينا لتقييم الوضع، وانتهينا إلى واحدة من أهم التوصيات؛ بأن يكون هناك فريق جاهز ومدرَّب لمواجهة مثل هذه الأحداث في مستقبل الأيام.
* ما أبرز الجوانب التي تميّزتم بها كفريق بـ «الإصلاح» لمواجهة الأزمة؟
– كل أزمة تبرز جوانب القوة، والضعف؛ فجوانب القوة تتمثل في سرعة استجابة المجتمع للتعامل مع الوضع الجديد، والالتزام بالنظم واللوائح، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو السلم الاجتماعي، وتحمل القرارات التي كانت صعبة في بعض الأحيان، مثل الحظر الكلي أو الجزئي، وكذلك من الجميل أن المجتمع قد تحوّل إلى خلية نحل خصوصاً رجال العمل الاجتماعي والخيري، والمؤسسات الخيرية التي كان دورها محل تقدير من القيادة السياسية، ومن حضرة صاحب السمو، الذي أكّد دورها وثمَّن العمل الذي تقوم به، ولا شك أن للمواطنين والمقيمين دوراً في هذا الأمر.
وهناك جوانب سلبية كشفت عنها الأزمة أيضاً؛ مثل موضوع العمالة الهامشية، والمدن العمالية التي كنا نأمل أن تكون موجودة اليوم، والمناطق العشوائية المكتظة التي كانت بؤراً لانتشار الأوبئة، وهذه واحدة من القضايا التي كشفت عنها الأزمة، والمطلوب هو التصدي لمعالجتها سريعاً في أول فرصة؛ فقضية الأزمة السكانية بالكويت، والتفاوت بين أعداد المواطنين مقارنة بالمقيمين، مهمة جداً، يجب الالتفات إليها؛ لأنه بالنهاية نحن –المجتمع- مسؤولون عن كل إنسان موجود على هذه الأرض، سواء كان مواطناً أو مقيماً؛ وبالتالي لا بد من الحرص على أن تكون العناصر البشرية الموجودة في الكويت مفيدة للمجتمع، وتشكِّل إضافة للكويت، لا عبئاً عليها، خصوصاً وقت الأزمات.
وكذلك موضوع التنسيق بين الجهات الحكومية والأهلية يحتاج إلى آليات أفضل مما عليه الآن، وأرجو أن نستفيد من هذه التجربة، ونعززها في الأيام القادمة.
* كيف تقيّمون دور الجمعيات الخيرية في مواجهة الجائحة؟
– في الحقيقة، أثبتت الجمعيات الخيرية جاهزية عالية، فكما هي مهتمة بالعمل الخيري الخارجي، كذلك تهتم أكثر بوطنها وأهلها، ولذلك تمخضت عنها حملة «فزعة الكويت»، التي تنادت لها كل الجمعيات الخيرية، وجمعت الأموال وصرفتها على حاجة البلد والناس والأسر الفقيرة، الذين تأثروا بهذه الأزمة فيما يتعلق بفقدانها مصادر رزقها أو رواتبها.
لا شك أن الجمعيات الخيرية عملت بتنسيق عالٍ جداً، من خلال توزيع الأدوار؛ فبعضها اشترك في أكثر من برنامج تنسيقي، سواء على مستوى السلع الغذائية، أو الخبرات، أو التجهيزات وتوريد المواد الغذائية، وهذه الأزمة أسست لعلاقة قادمة أفضل إن شاء الله.
وكانت «فزعة الكويت» الرسالة التي أطلقتها الجمعيات الخيرية عن دورها في هذه المرحلة، في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، وقد أكدت دورها في القرب من أبناء هذا الوطن في ظل الأزمات، وحتى لا يظن البعض أن عملنا الخيري خارج الكويت سيكون على حساب داخل الوطن، فقد تم ترجمة هذا الأمر عملياً حين فاجأتنا هذه الأزمة؛ حيث تداعينا لخدمة وطننا، وأعطينا الأولوية لأهلنا ومن يعيش على أرضنا، وأثبتت الأزمة أنه إذا احتاج الوطن والمواطنون والمقيمون فيه لهذه الجمعيات الخيرية فستكون بجانبهم ومعهم يداً بيد لخدمة بلادنا.