م. مشاري بداح الخشرم.. الداعية الدؤوب
ولد مشاري محمد عبدالمحسن بداح الخشرم، رحمه الله، في 22 ربيع الأول 1361هـ/ 8 أبريل 1942م، بمنطقة القبلة في مدينة الكويت من أسرة محافظة.
ارتبط في صباه وتعلق قلبه بالمساجد، فكان يحرص على إقامة الصلوات المفروضة بالمساجد، خاصة في مسجد بن شرف بمنطقة القبلة القريب من سكنه، مع رفيق دربه فيصل المقهوي، يرحمه الله.
وفي بداية عمره، وقبل أن يلتحق بالمدارس الحكومية، درس في الكتاتيب مبادئ القراءة والكتابة، ثم التحق بمدرسة ابتدائية في القبلة، ومتوسطة الشامية، ثم ثانوية الشويخ.
في فترة دراسته الثانوية، يقول فيصل المقهوي: دعينا إلى «جمعية الإرشاد الإسلامي» التي أصبحت «جمعية الإصلاح الاجتماعي» عام 1963م للانضمام والمساهمة في أنشطة الجمعية المتعددة من تعلم قراءة وحفظ القرآن، وتعلم فنون الخطابة وحفظ الأحاديث، والمشاركة في الأنشطة المتعددة؛ منها نشاط الكشافة، واستمر نشاطه إلى أن تخرج في ثانوية الشويخ وابتعث للدراسة الجامعية إلى الولايات المتحدة بجامعة بنسلفانيا قسم الهندسة الكهربائية.
نشاطه الدعوي بأمريكا:
كان لتربية الخشرم ونشاطه الذي سبق ذهابه إلى الولايات المتحدة الأمريكية أثر كبير في اندفاعه الذاتي بالعمل الدعوي، وكان له ولرفيق دربه فيصل المقهوي -الذي ابتعث للدراسة- وبعض أصحابه، منهم د. أحمد التوتنجي، الفضل في إنشاء اتحاد الطلبة المسلمين عام 1963 – 1964م، وكان الهدف من إنشائه المحافظة على إسلام الطلبة المسلمين بربطهم بدينهم، والتواصل مع الطلبة والجمعيات الأخرى.
وكان يلزم إشهار الاتحاد 20 ألف دولار، ولم يكن باستطاعة الطلبة تدبير هذا المبلغ، فعاد مشاري الخشرم إلى الكويت وجمع عشرة أضعاف هذا المبلغ تبرع بها أهل الخير في الكويت، وقد غطّى هذا المبلغ إشهار الاتحاد وإنشاء فروع له.
بعد تخرجه في جامعة بنسلفانيا بأمريكا عام 1965م وعودته إلى الكويت، عمل في هيئة الشعيبة الصناعية رئيساً للمهندسين، وتركز عمله في البنية التحتية للهيئة، وكان الرجل الثالث في المؤسسة، وفي عام 1970م استقال واشتغل بالأعمال الحرة، كما يقول ابنه أسامة.
رئاسة تحرير «المجتمع»:
في بداية عام 1970م، اختير كأول رئيس تحرير لمجلة «المجتمع»، لكن البداية لم تكن سهلة مع قلة الإمكانات، خاصة أن الإعلام الإسلامي حينها كان قليلاً وضعيفاً.
وقد اختارت «المجتمع» أن تكون مجلة إسلامية وسطية، تكون لجميع المسلمين في أنحاء العالم، ووضعت لها الأهداف والسياسات، وفي بداية عملها ركزت على قضية فلسطين وفضح التآمر الصليبي والنصيري على لبنان وفلسطين، وقضية الفساد الأخلاقي والاختلاط في جامعة الكويت.
وقد حرص، رحمه الله، أثناء رئاسته تحرير المجلة على توسيع انتشارها، فقام بجولات في السعودية ودول الخليج العربي تكللت بالنجاح، واستثمر كذلك موقعه في الكثير من الندوات واللقاءات والحوارات والمؤتمرات الداخلية والخارجية.
الأعمال الخيرية والتطوعية:
كانت للمهندس مشاري الخشرم أعمال خيرية لا يعلمها إلا القليل، فقد قام بإنشاء مدارس ومساجد ومستشفيات في شمال لبنان، كان هو وزملاؤه يجمعون التبرعات ويذهبون بها إليه، وبعد وفاته شعر أهل لبنان في الشمال بحزن شديد، فأصدروا بيان تعزية، سموه فيه «صديق المسلمين في لبنان».
وكان حريصاً على تعليم ومتابعة تحصيل أولاده، فجميعهم (بنون وبنات) جامعيون، وكان صديقاً لهم وقدوة حسنة.
وفاته:
كان قد أجرى عملية جراحية بالقلب في الثمانينيات بالولايات المتحدة، وبعد عشرين عاماً أصيب بنزيف في الرأس، أدخل على أثره مستشفى مبارك الكبير، وبعدما تعذر علاجه في الكويت أرسل إلى الولايات المتحدة، لكن ساءت حالته، حتى توفي في 1 يوليو 2010م.
فيصل سعود المقهوي.. تاريخ من الإنجازات
ولد فيصل المقهوي، في 30 ذو القعدة 1365هـ/ 25 أكتوبر 1946م، بمنطقة القبلة في فريج الشاوي قرب مسجد بن شرف بالكويت القديمة، وهو الثالث بين إخوته الذكور، وله من الأخوات خمس، وهو من عائلة محافظة، تعلق قلبه بالمسجد منذ الصغر، كان يحرص على أداء الفروض بالمساجد وخاصة مسجد بن شرف بالقبلة مع رفيق دربه مشاري بداح الخشرم، يرحمهما الله.
دراسته:
في بداية مراحله الدراسية، مثل أقرانه في ذلك الوقت، درس في الكتاتيب، ثم التحق بالمدارس الحكومية من المدرسة القبلية إلى الشامية، ثم إلى ثانوية الشويخ وتخرج فيها عام 1963م.
نشاطه الدعوي مبكراً:
في فترة الخمسينيات، نشأت جمعية الإرشاد الإسلامي في الكويت؛ فاستقطبت الكثير، ومنهم شباب صغار.
دُعي هو ورفيقه مشاري بداح الخشرم إلى الانضمام للجمعية للمساهمة في أنشطتها المتعددة، منها قراءة وحفظ القرآن وحفظ الأحاديث النبوية وتعلم الخطابة، ونشاط الكشافة، واستمر حرصه على الأنشطة الإسلامية والاهتمام بالشأن الإسلامي حتى تخرج في ثانوية الشويخ، ثم ابتعث للدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية.
دراسته وعمله:
ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في 25/12/1963م، في تخصص جيولوجيا، وقد استغرقت فترة الدراسة 5 سنوات، تخللها انقطاع وعودة إلى الكويت والعمل في شركة النفط الكويتية لمدة سنة ثم العودة لاستكمال الدراسة.
التحق بعد تخرجه بمكتب سمو ولي العهد آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح، يرحمه الله، بوظيفة باحث اقتصادي، واستمر بالعمل في الديوان الأميري لمدة خمس سنوات.
وانتقل بعدها إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وعُيِّن مديراً بمكتب الوزير العم يوسف الحجي، يرحمه الله، ثم مديراً للعلاقات العامة والإعلام، ومديراً لإدارة المسجد الكبير حتى تقاعده في عام 2001م.
نشاطه الدعوي والإعلامي:
نشأ المقهوي في بيئة محافظة، وكان حريصاً على تلقي العلم والمعرفة والصحبة الصالحة، فقد كانت له مساهمات وأنشطة دعوية خلال فترة الدراسة، ففي مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية شارك في النشاط الأدبي لكتابة مقالات في مجلة الفصل الحائطية (مجلة «الشروق»)، وشارك في الأنشطة الدينية ضمن مجموعة الإرشاد التي كان يشرف عليها العم يوسف محمد النصف الذي كان في الفصل الرابع الثانوي، وكانت جمعية الإرشاد الإسلامي تزودهم بالكتب وانضم لتلك الجمعية فقد نشأ نشأة دينية.
مثل ما كان حرصه على الذهاب مع والده منذ الصغر للصلاة في مسجد بن شرف بالقبلة في مدينة الكويت القديمة، استمر هذا الاهتمام والحرص على تربيته الدينية والاهتمام بالشأن الإسلامي حتى بعد ابتعاثه للدراسة في أمريكا، فقد ساهم مع رفيقه مشاري الخشرم في إنشاء جمعية الطلبة المسلمين في أمريكا، بمشاركة أحمد عثمان من السودان، ود. أحمد توتنجي من العراق.
إنجازاته:
ترك المقهوي عدداً من الإنجازات التي تشهد له بالحركة والنشاط في حياته، منها:
1 – تأسيس جمعية النجاة الخيرية.
2 – تأسيس الجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان.
3 – تأسيس النادي العلمي الكويتي.
4 – تأسيس لجنة التعريف بالإسلام.
5 – أول مدير لمسجد الدولة الكبير.
6 – تأسيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية.
7 – تأسيس لجنة مسلمي ملاوي (لجنة مسلمي أفريقيا).
8 – أول رئيس لجمعية السرة التعاونية.
وفاته:
في مساء يوم الأحد 26 يوليو 2015م، توفي فيصل سعود المقهوي، وقبل وفاته بدقائق رفع أذان المغرب من ذلك اليوم، وجاء ابنه سعود ينبهه إلى الأذان –وهو في غيبوبة– يقول سعود: عندما نبهته للأذان ضغط على يدي، وبعدها فاضت روحه إلى بارئها.