أكدت فصائل فلسطينية في قطاع غزة أن استشهاد الأسير سعدي الغرابلي، “جريمة لن تمر بدون حساب”، محملة في الوقت ذاته سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة لتداعيات استشهاده.
جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي نظمته جمعية “واعد”، اليوم الأربعاء، بحضور فصائل فلسطينية، من أمام منزل الشهيد الغرابلي في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل رضوان في كلمة ممثلة عن الفصائل “نوجه اليوم عدة رسائل لأسرانا أولاها أن قضيتهم على سلم أولويات المقاومة، وأن الجريمة التي ارتكبت بحق الأسير الغرابلي لن تمر دون حساب”.
واتهم الاحتلال بتعمد عدم تقديم العلاج للأسير الغرابلي، مشيرا إلى وجود 24 أسيرا مريضا بالسرطان لا يقدم لهم العناية الطبية.
وحمّل رضوان الاحتلال كامل المسؤولية عن تداعيات استشهاد الغرابلي، داعيا السلطة الفلسطينية لملاحقة قادة الاحتلال ورفع قضايا ضد الاحتلال ومساندة الأسرى ولا سيما المرضى، ومتابعة قضاياهم وإعادة الرواتب لذوي الأسرى.
وأكد مدير جمعية “واعد” للأسرى والمحررين، عبد الله قنديل، أن الأسير الغرابلي هو نموذج من نماذج الفخر والاعتزاز وأن الاحتلال تعمد قتله من خلال سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي مورست بحقه لسنوات طويلة، حيث يعاني من عدة أمراض مزمنة أخطرها سرطان البروستاتا.
وأشار قنديل إلى ضرورة التحرك الفعلي والعاجل لإنقاذ حياة الأسرى وخاصة المرضى منهم.
وأشار إلى أن هناك أكثر من 700 مريض داخل سجون الاحتلال بحاجة إلى رعاية طبية وعلاج يومي.
من جهتها أكدت عائلة الأسير الشهيد سعدي الغرابلي أنه لم يتواصل معهم منذ حوالي 60 يوماً، وأن وضعه الصحي تدهور بشكل كبير.
وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بالضغط على الاحتلال لتسليم جثمانه ليدفن في قطاع غزة حيث أوصى بذلك قبل استشهاد.
ويُعد الأسير سعدي خليل محمود الغرابلي (75 عاما)، ثاني أكبر أسير من قطاع غزة بعد الأسير فؤاد الشوبكي (80 عامًا)، وكلاهما مصابان بمرض السرطان.
وحكم الاحتلال على الشهيد الغرابلي بالسجن المؤبد مدى الحياة بعد إدانته بقتل أحد الضباط الصهاينة عام 1994 في مدينة “تل أبيب”.
وكان الشهيد الأسير الغرابلي يعاني من مرض السرطان داخل مشفى سجن الرملة.
ولم تُفلح المناشدات الإنسانية التي أطلقتها العائلة مسبقًا بإطلاق سراحه من سجون الاحتلال؛ رغم تفاقم الوضع الصحي بشكل كبير منذ نحو أربعة أشهر.
وتعتقل سلطات الاحتلال نحو 5 آلاف أسير فلسطيني، موزعين على قرابة الـ 23 مركز تحقيق وتوقيف وسجن، بينهم 180طفلا و43 معتقلة و500 معتقل إداري (معتقلون بلا تهمة) و1800 مريض بينهم 700 بحاجة لتدخل طبي عاجل.