1- متى؟ ولماذا؟
من الضروري أن تهتم بالتعرف على الأسباب والدوافع الحقيقية وراء عصبية طفلك، بدلاً من الاكتفاء بتصنيفه بأنه عصبي؛ وذلك حتى يمكنك معالجة هذه العصبية بطريقة ناجحة، ومما يساعدك على تفهم أسباب العصبية لديه أن تعتني بملاحظة تصرفاته؛ لتصل إلى الإجابة عن هذه الأسئلة: متى؟ وكيف؟ ولماذا تظهر عصبيته؟
ومن الأسباب التي ربما تكون سبباً لعصبية الطفل -ولا يلتفت لها كثير من الآباء– معاناته من أحد الأمراض العضوية، التي يؤثر وجودها على انفعالاته بطريقة سلبية، فإذا ما لاحظت ارتباط عصبية طفلك بأعراض جسدية معينة، فلا بد من اصطحابه إلى طبيب متخصص لإجراء الفحوص الطبية اللازمة، ومعالجة ما تكشف عنها، فربما يكون هذا السلوك العصبي ناتجاً عن مرض عضوي يعاني منه طفلك.
2- نموذج عملي:
في مرحلة الطفولة يتعلم الطفل معظم سلوكياته -ومن بينها طريقة التعبير عن مشاعره واحتياجاته- من خلال تقليده ومحاكاته لسلوكيات الآباء، فإذا كان الوالدان أو أحدهما يتسم بالعصبية في تصرفاته، فإنه يكتسب ذلك ويتعلمه بطريقة تلقائية، ويعيد إنتاجه في تعامله مع الآخرين؛ فاحرص على أن تكون قدوة عملية لطفلك بالتزام الهدوء، وتجنب العصبية في تعاملك مع من حولك بشكل عام، ومعه بشكل خاص.
3- تجنب كثرة نقده:
تجنب كثرة نقد طفلك ولومه، أو تحقيره، أو الاستهزاء به، خاصة أمام من لهم مكانة عنده، أو أمام أقرانه؛ لأن تلك الأساليب لا تحقق المرجو منها، فضلاً على أنها قد تزيد من توتر الطفل، وتجعله أكثر عصبية.
4- عدم تكليفه بما لا يطيق:
بعض الآباء يبالغون فيما يطالبون به صغيرهم، فهم يريدون منه أن يبقى نظيفاً طوال الوقت، وألا يتحرك كثيراً، وألا يتكلم كثيراً، وأن يرعى أخاه الأصغر منه.. إلخ؛ فهم يطالبونه طوال الوقت بالتزام معايير سلوكية قد لا تتفق مع عمره، ويكلفونه بأعمال قد تفوق إمكاناته وطاقته، وكل ذلك يصيبه بالإحباط، وربما يجعل سلوكياته وردود فعله تتسم بالعصبية.
فاحرص على أن تكون الأوامر والمطالب التي تطلبها من طفلك مناسبة لقدراته، ويستطيع القيام بها دون عناء شديد؛ لأن ذلك يشعره بالنجاح والقدرة على أن يقوم بما تتوقعه منه؛ وبالتالي يقل توتره وقلقه، ويكون أقل عصبية، وأكثر هدوءاً.
5- إبعاده عن النزاعات الزوجية:
كثرة الخلافات والنزاعات بين الزوجين أمام الطفل تفقده الأمان النفسي، وتثير قلقه، وهذا الشعور بالقلق ربما يؤدي إلى ظهور بعض المشكلات السلوكية لديه، وقد يكون من بينها العصبية، فاحرص على ألا يكون طفلك طرفاً في خلافاتك مع زوجك، ولا أن يكون شاهداً لها أو عليها.
6- الاعتدال في تلبية طلباته:
من الأمور التي تتسبب في عصبية الطفل أن يعتاد على تلبية كل متطلباته بمجرد إشارة صغيرة منه، وهذا بدوره يدعم تمركزه حول ذاته، ويجعله غير قادر على قبول فكرة تأجيل إشباع رغباته أو رفضها، وإذا ما حدث ذلك؛ فإنه يغضب ويثور على هذا الوضع؛ لأنه اعتاد على ألا يُرفض له طلب مهما كبر أو صغر، فتجنب المسارعة في تلبية رغبات طفلك بمجرد طلبه لها، واعمل على تعويده على أن بعض الرغبات قد تُلبى، وبعضها قد يؤجل إلى وقت لاحق.. وهكذا.
7- سحب الانتباه:
ربما تكون عصبية طفلك ناتجة عن نجاحه في استخدامها كوسيلة لجذب انتباهك، أو للضغط عليك لتلبية احتياجاته، وفي هذه الحالة سيكون عليك أن تمارس معه ما يُسمى بسحب الانتباه، وذلك بأن تتركه يفعل ما يريد دون الالتفات إليه مهما حدث، بشرط ألا يكون في ذلك إيذاء أو خطر عليه، ثم بعد أن يتوقف عن ضغطه هذا تتعامل معه بشكل طبيعي دون التعليق على ما فعل، حتى يدرك أن هذه الطريقة لا تجدي نفعاً في تحقيق ما يصبو إليه.
8- الحوار بدل الصراخ:
عوّد طفلك على لغة الحوار بدلاً من لغة الصراخ، وذلك من خلال تدريبه على الحديث معك والحكي عما فعله أثناء يومه، ويمكنك تشجيعه على ذلك من خلال كلامك أنت أولاً عما فعلته في يومك وما مر بك من مواقف بطريقة تناسبه، وبحسن الإنصات له عند حديثه، وبالإجابة على أسئلته بصدر رحب.. إلى غير ذلك مما يدربه على الحوار وحسن التعبير عن مشاعره واحتياجاته.
9- تجنب العصبية المضادة:
احذر من مقابلة عصبية طفلك بعصبية مضادة، أو أن تفقد سيطرتك على مشاعرك كما فعل هو، وإنما عليك الاحتفاظ بضبط النفس في التعامل مع عصبيته؛ لأن مجاراته في عصبيته ستزيد من حدة المقاومة لديه، وستشعره بمزيد من الغضب، كما أن احتفاظك بالهدوء في التعامل مع غضبه يعلمه ضبط الذات.
ومن الأمور التي يمكن أن تساعدك على استعادة توازنك الانفعالي وضبط غضبك تجاه عصبيته:
أ- الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
ب- الإكثار من ذكر الله تعالى.
جـ- أخذ نفس عميق وبطيء لعدة مرات.
د- العد تنازلياً من 10 إلى 1.
هـ- تُغيِّر الوضع الذي أنت عليه عند الشعور بالغضب، من الوقوف إلى الجلوس، ومن الجلوس إلى الاتكاء، أو بالخروج من المكان حتى يذهب هذا الشعور.
و- المسارعة إلى الوضوء.
ز- تذكر أن تغيير سلوك الطفل والتخلص من صفاته السلبية لا يتم دفعة واحدة، ولكن بشكل تدريجي.
حـ- خصّص بعض الوقت لممارسة هواياتك المفضلة، فهذا يمنحك قدرة أفضل على احتمال ضغوط الحياة بشكل عام، ويجعلك أكثر هدوءاً ومرونة في التعامل مع مشكلات طفلك -ومنها عصبيته- بشكل خاص.
10- إشباع حاجاته النفسية:
احرص على إشباع حاجات طفلك النفسية والعاطفية، بتوفير أجواء الاستقرار والمحبة والحنان والأمان والدفء؛ لأن طبيعة العلاقة بين الطفل وأسرته ترسم صورته عن ذاته، فحين يجد الاهتمام والحب والدفء العاطفي يرتفع منسوب تقديره لذاته، وحين يفقد هذه الأجواء ينشأ غير واثق بنفسه وغير مقدر لذاته، فيغلب على حالته النفسية التوترات والصراعات التي يصحبها مشاعر الضيق والعصبية.
11- الترويح والاهتمام بهواياته:
من المهم أن تعتني بتوفير فرص لطفلك للترويح عن نفسه، وتفريغ ما لديه من طاقة بطريقة إيجابية، من خلال التنزه، أو السفر، أو بزيارة من يحب من الأقارب، أو بممارسة هواياته المفضلة مثل: لعب رياضة ما، أو الرسم والتلوين، أو الأشغال اليدوية، أو التمثيل أو غير ذلك من الأمور المحببة إلى نفسه.
12- الأنشطة الجماعية:
احرص على أن تتيح لطفلك فرصة المشاركة في الأنشطة الجماعية مع أقرانه، وتجنب الإفراط في الخوف عليه؛ حيث إن تفاعله ولعبه مع غيره من أقرانه يعلمه التنازل عن بعض رغباته كي يستمر اللعب، ويعلمه احترام ملكيات الآخرين، ويعلمه كثيراً من المفاهيم الاجتماعية التي تسهم بدورها في الحد من عصبيته.
13- مساحة من الحرية:
من الضروري أن تمنح طفلك مساحة من الحرية، خاصة فيما يتعلق بشراء ألعابه أو ملابسه وغيرها من أموره الخاصة، وتجنب التدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤونه؛ لأن هذا يخلق مناخاً يسوده القلق والتوتر بينك وبينه.
14- «البروفات» السلوكية:
تعد «البروفات» السلوكية إحدى الوسائل التي يمكن استخدامها في الحد من عصبية طفلك، فمثلاً إذا كان معتاداً على الصراخ إذا لم تستجب لطلبه، فمن الممكن أن تقوم باللعب معه من خلال تنفيذ موقف تمثيلي، فمثلاً يمكن تنفيذ موقف «طلب إحضار لعبة»، وذلك بأن يطلب هو منك أن تحضر له لعبة معينة بطريقة غاضبة، وأنت بدورك لا تستجيب لطلبه؛ لأنه طلبه بطريقة غاضبة، ثم تعيد الموقف مرة أخرى، بحيث يطلب اللعبة بطريقة هادئة، فتستجيب له وتحضرها؛ لأنه طلبها بهدوء ودون صراخ أو غضب، ففي ذلك تدريب له على التزام الهدوء عند طلبه لشيء ما، على أن تتم تلك «البروفات» السلوكية في غير وقت غضبه، وأن يسودها أجواء المرح والبهجة والمتعة وتبادل الأدوار.
15- المدح والثناء:
عندما يعبر طفلك عن رفضه لشيء ما بطريقة مقبولة لا بد أن تمتدح هذا السلوك لديه؛ لأن في ذلك تعزيزاً وتشجيعاً له على الاستمرار والمداومة على السلوك الإيجابي.