وصف وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عملية “إيريني” الأوروبية بخصوص حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا بأنها “منحازة”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الإسبانية أرانتشا غونثاليث لايا، عقب اجتماع عقده الجانبان، الإثنين، في العاصمة أنقرة.
وأفاد تشاووش أوغلو بأن إسبانيا كانت على الدوام تبدي تضامنا غير مشروط لعملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وأشار وزير الخارجية التركي إلى أنه بحث مع نظيرته كيفية تحسين العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن أنقرة ومدريد تهدفان لوصول حجم التجارة بين البلدين إلى 20 مليار دولار.
ونوه إلى ازدياد الاستثمارات الإسبانية في تركيا، مؤكدا أنهما سيعملان على تشجيع الشركات التركية للاستثمار في إسبانيا.
وذكر تشاووش أوغلو أن تولي ألمانيا رئاسة الاتحاد الأوروبي سيشكل فرصة مهمة للعلاقات التركية الأوروبية، مشددا على أهمية دعم بقية دول الاتحاد.
وأكد على أهمية التضامن الكامل بين الحلفاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لافتا إلى أن وضع شروط مسبقة عند احتياج أحد الحلفاء للدعم يؤدي إلى تضعضع الحلف.
وأوضح أنهما احتفيا بمناسبة الذكرى الـ 15 لـ “تحالف الحضارات” الذي أُسس بمبادرة تركية إسبانية، مؤكدا على ضرورة إعادة إحياء هذا التحالف بما يتناسب مع الظروف الراهنة.
وفي حديثه عن السياحة، قال تشاووش أوغلو إن بلاده لا تنظر إلى إسبانيا كمنافس، مشيرا إلى أن الكثير من المواطنين الأتراك يقضون عطلتهم فيها.
ووصف القائمة التي أعدها الاتحاد الأوروبي بشأن قيود السفر، إثر تفشي كورونا بـ”البعيدة عن المعايير الموضوعية”.
واستطرد: “إذا نظرنا إلى بعض البلدان خارج الاتحاد الأوروبي المدرجة في هذه القائمة الآمنة، يمكننا أن نرى بوضوح أن هذه القائمة تحددها دوافع سياسية”.
وفي معرض حديثه عن إعادة فتح مسجد “آيا صوفيا” الكبير، أكد تشاووش أوغلو أن إسبانيا تعترف بكونها قضية سيادية تخص تركيا، معربا عن شكره لها لاتخاذها هذا الموقف.
وأعرب عن تقبل بلاده للتوصيات والأفكار حيال الحفاظ على خصوصية “آيا صوفيا” كونه مدرج على قائمة التراث العالمي لليونيسكو.
وأوضح وزير الخارجية التركي أن “آيا صوفيا” سيفتح أبوابه لاستقبال الزوار من كافة الأديان خارج أوقات الصلاة.
وأبدى تشاووش أوغلو استغرابه من تنكيس اليونان لأعلام بلادها، “كأن أحد ممتلكاتها قد تم سلبها”.
وأضاف: “تنكيس الأعلام، وحرق علم تركيا.. هذه التصرفات الواهنة تليق بهم، فنحن أبدينا احتراما لعلم اليونان عقب حرب الاستقلال رغم انتصارنا عليهم”.
وحول ليبيا، ذكر الوزير التركي أن الحكومة الليبية طلبت المساعدة من 5 دول أثناء تعرض طرابلس لهجوم من قبل الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2259، الداعي إلى دعم حكومة الوفاق الوطني، وقطع أي تواصل مع المجموعات الأخرى.
وأشار إلى أن الدولة الوحيدة التي استجابت للحكومة الليبية كانت تركيا، لافتا إلى أنّ الدول الأخرى صمت آذانها وكأن شيئا لم يكن.
وأكد تشاووش أوغلو أن بلاده ترى الحل السياسي هو الوحيد في ليبيا، مثمنا دعم إسبانيا لهذا الحل.
ولفت إلى أن الجهود التركية في ليبيا، حالت دون وقوع حرب شوارع داخل طرابلس.
كما شدد تشاووش أوغلو على أن عملية إيريني الأوروبية بخصوص حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا “منحازة” وتصب لصالح حفتر وتعاقب الحكومة الشرعية.
وأشار إلى أن العملية تستهدف فقط السفن التركية المحملة بالأغذية والمستلزمات.
وتساءل تشاووش أوغلو عما إذا كانت العملية تفتش الطائرات المحملة بالأسلحة القادمة من مصر وسوريا وروسيا وفرنسا والإمارات.
وأوضح أن عملية “إيريني” ليس لها أي وظيفة وغير ضرورية وأحادية الجانب.
وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا مستعدة للمساهمة فيما إذا أنشئت آلية حقيقية تحت مظلة الأمم المتحدة.