يعاني سوق الأضاحي في العاصمة الصومالية مقديشو ركودا كبيرا، رغم تراجع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، وذلك قبيل حلول عيد الأضحى المبارك الجمعة.
والثروة الحيونية هي الدعامة الأساسية للاقتصاد الصومالي، حيث تشكل ثلاثة أرباع إجمالي صادرات البلد العربي.
وتعد أسواق دول الخليج أكبر مستورد، بنسبة 70 بالمئة من الثروة الحيوانية الصومالية المصدرة إلى الخارج.
وصدّر الصومال، العام الماضي، أكثر من مليون بقرة إلى السعودية وحدها، خلال موسم الحج، بحسب وزارة الثروة الحيوانية بمقديشو.
ومنتصف يونيو/ حزيران الماضي، أعادت الرياض، أكبر مستورد للماشية من مقديشو، نحو 16 ألف رأس غنم، و544 رأسا من الجمال إلى الموانئ الصومالية، بدعوى إصابتها بمرض حمى “الوادي المتصدع”، وهو ما وجه ضربة قاسية لتجارة البلاد واقتصادها.
ويعود تراجع أسعار الأضاحي هذا العام، بحسب تجار، إلى أسباب عديدة، منها توقف صادرات الماشية بسبب فيروس كورونا، وتداعيات تدابير مواجهة الجائحة على المواطنين، وتراجع أنشطة الهيئات الإنسانية في سوق الأضاحي، وهطل أمطار الصيف لأطول فترة منذ 30 عاما، ما عزز من وفرة الماشية في الأسواق.
** إقبال ضعيف
في سوق دينيلى شرقي مقديشو، تنتشر تجمعات ماشية الأضاحي على مدى البصر، مع حركة شرائية ضعيفة، رغم تراجع ملحوظ في سعر خروف العيد مثلا، إذ يراوح بين 100 و110 دولارات، مقابل 150 إلى 160 دولارا العام الماضي.
ويقول نور عبدي شيخ، تاجر ماشية، للأناضول، إن “الركود سيد الموقف في سوق الأضاحي.. توجد حركة شرائية، لكنها ضعيفة على غير عادتها، رغم وفرة الماشية في السوق.”
ويعزو هذا الركود إلى “غياب السيولة المالية في البلاد، بسبب استعدادها للتوجه إلى انتخابات عامة (مقررة في 2020/ 2021)، بجانب قيود وباء كورونا المفروض على سائر الموارد الاقتصادية في البلاد”.
فيما يقول إسماعيل إبراهيم، للأناضول: “تجولت في السوق طولا وعرضا، ولم أجد قيمة تناسب طاقتي المالية، الظروف ليست مواتية لنا. في كل عام مرة نعاني ارتفاع الأسعار وتارة من ضائقة مالية”.
** تراجع الهيئات الإنسانية
تلعب الهيئات الإنسانية دورا كبيرا في عملية شراء الأضاحي في سوق الماشية، حيث تشكل بالنسبة إلى تجار الماشية مصدر دخل كبيرا قد يخفف أعباءهم الاقتصادية، نظرا للأعدد الكبيرة التي تطلبها هذه الهيئات في موسم عيد الأضحى، لتوزيع اللحوم على المحتاجين.
بجانب نحو مئة رأس غنم، وقف طاهر أحمد، تاجر ماشية، يخاطب زبونا يرغب في شراء أضحية.
ويقول أحمد للأناضول: “السعر المنخفض للأضاحي لا ينشط حركة التجارة في السوق كما اعتدنا، بعت فقط 5 رؤوس من الغنم حتى الآن، فيما كنا نبيع 10 أو 15 رأسا في اليوم”.
ويضيف أن “تراجع دور الهيئات الإنسانية هذا العام خيب آمال تجار الماشية، بسبب غيابها شبه الكامل عن سوق الأضاحي، وهو ما يكبدنا خسائر مالية كبيرة.”
ويعود تراجع أنشطة الهيئات الإنسانية هذا العام إلى قيود جائحة كورونا، وهو ما من شأنه حرمان الفقراء والمحتاجين الصوماليين، الذين كانوا يعتمدون على أضاحي هذه الهيئات لتذوق طعم اللحم في عيد الأضحى.