قالت صحيفة “لوتان” السويسرية (Le Temps): إن جلسات الاستماع في محكمة الجنايات الخاصة بمحكمة باريس ستسمح بتعقب مسار “إرهابيي” “شارلي إيبدو” وهايبر كاشر، وتتبع مسار الأفكار الإسلامية المتعصبة والمضللة، التي يجب على المجتمع المسلم محاربتها الآن أكثر من أي وقت مضى.
وفي افتتاحية كتبها ريتشارد ويرلي، قالت الصحيفة: إن التحقيق البوليسي الطويل والدقيق، يشمل أكثر من 800 شهادة وملفاً مكوناً من 65 مجلداً وآلاف المحاضر، وجلسات استماع متواصلة حتى 10 نوفمبر القادم.
وستنظر محكمة الجنايات الخاصة، التي بدأت في باريس يوم الأربعاء، في ملف الهجمات التي وقعت بين 7 و9 يناير 2015، وسيكون ذلك -حسب الكاتب- بمثابة غوص طويل في تاريخ حالتين من الانحراف، هما حالة الأخوين شريف وسعيد كواشي اللذين قاما بمجزرة هيئة تحرير “شارلي إيبدو”، وحالة أميدي كوليبالي الذي قتل شرطية بلدية و4 أشخاص أثناء احتجاز الرهائن في محل يهودي لبيع اللحم.
حالات انحراف
وقال الكاتب: إن أكثر ما يثير الاهتمام هو ما ستعكف عليه هذه الجلسات من حالات انحراف، منذ اتصال الأخوين كواشي الأول بالإسلاميين داخل ما يسمى بمسار بوت-شومون في أوائل العقد الأول من القرن 21، إلى ما وصل إليه كوليبالي من تطرف أثناء احتجازه.
ورأى ويرلي أن القضاء على هؤلاء القتلة 3 برصاص قوات الشرطة في غضون دقائق يوم 9 يناير 2015، يجب ألا يكون سبباً في إلقاء رداء من الصمت على هذه المأساة التي أودت بحياة 17 شخصاً، من بينهم مجموعة من رسامي الكاريكاتير الذين اعتادوا على السخرية من كل المؤسسات.
وعلى الرغم من أنهم لم يشاركوا بشكل مباشر في الهجمات، وعلى الرغم من أن 3 متهمين آخرين لم يلق القبض عليهم، فإن المتهمين 11 الموجودين في المحكمة يشكلون -حسب الكاتب- عناصر أساسية في دوامة إرهاب المتشددين الإسلاميين المروع.
وتقول الافتتاحية: إن العكوف على تفاصيل مساراتهم، بما فيه من تهريب وقطع طرق وسجون ومساجد، على خلفية الصراع في العراق وسوريا، من شأنه أن يلقي الضوء على الجنون الجهادي القاتل، الذي يجب على الإسلام المعتدل والغالبية العظمى من المسلمين أن يواجهوه مباشرة ويكافحوه لأنهم أول ضحاياه.
وبمناسبة بدء هذه المحاكمة، اختارت “شارلي إيبدو” إعادة طبع الرسوم الكاريكاتورية (المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم) التي كانت وراء مذبحة 7 يناير، وهو قرار يمكن الاعتراض عليه -حسب الكاتب- وللمسلمين الحق في أن يعبروا عن شعورهم بإساءة هذه الرسوم إليهم، كما يفعل أي مؤمن يسخر الآخرون من معتقداته.
وتختتم الصحيفة بالقول لكن إعادة التأكيد على حرية التجديف التي تحميها فرنسا العلمانية، تعد رسالة موجهة إلى المجتمع بكل مكوناته؛ لأن “الذي استهدفه الإسلاميون 3 المتعصبون في يناير 2015، هو إضافة إلى ديمقراطياتنا التي هي على توافق مع الإسلام بشكل واضح، حرية التفكير وقتل الشخص لمجرد كونه يهودياً”.