نستكمل في هذه الحلقة ما بدأناه في الحلقة السابقة ما بثه الله تعالى في كتابه من بشائر النصر والتمكين، التي وعد الله تعالى بها عباده المؤمنين. والتي منها:
حتمية نصر المؤمنين في الدنيا قبل الآخرة
لا ريب أن الله عز وجل ناصرٌ عبادَه المؤمنين، ونصر الله لهم يكون في الدارين؛ الدنيا والآخرة، وقد جعل الله نصر المؤمنين حقا عليه أوجبه على نفسه الكريمة تكرما وتفضلا على عباده المؤمنين، قال الله تعالى: (ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نَصْرُ المؤمنين) [الروم: 47]، قال ابن كثير: “فقد كُذبت الرسل المتقدمون مع ما جاؤوا أممهم من الدلائل الواضحات، ولكن انتقم الله ممن كذبهم وخالفهم، وأنجى المؤمنين بهم”[1]. وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ما من امرئ مسلم يرد عن عِرض أخيه إلا كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم يوم القيامة، ثم تلا هذه الآية: (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)” [2]. وعن ابنِ أمِّ عبد رضي الله عنه قال من اغتيب عنده مؤمنٌ، فنصره، جزاه اللهُ بها خيرًا في الدنيا والآخرةِ، ومن اغتيب عنده مؤمنٌ، فلم ينصرْه، جزاه اللهُ في الدنيا والآخرةِ شرًا ” [3].
وقد بشّر الله تعالى موسى عليه السلام ومن اتبعه من المؤمنين بالنصر على فرعون وملئه في الدنيا، وذلك فور تكليفه بالرسالة قال الله تعالى: (قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) [القصص: 35]، قال الطبري: “ومعنى الكلام: أنتما ومن اتبعكما الغالبون فرعونَ وملأه (بآياتنا) أي بحجتنا وسلطاننا الذي نجعله لكما”[4]، وقال ابن كثير: “أي لا سبيل لهم إلى الوصول إلى أذاكما بسبب إبلاغكما آيات الله، كما قال الله تعالى: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [سورة البقرة: 67]، ولهذا أخبرهما أن العاقبة لهما ولمن اتبعهما، في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: (أنتما ومن اتبعكما الغالبون)، كما قال تعالى: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [المجادلة: 21]”[5].
وقال تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ) [غافر: 51]. وإن قال قائل: أين النصرة في الدنيا وقد عُلم أن بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم من المؤمنين قد قتلهم قومهم، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [آل عمران: 21]، وقال تعالى: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) [سورة البقرة: 61]، وفي الآية 112 من سورة آل عمران قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ)، وقال تعالى: (وَقَتْلِهِمُ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ) [آل عمران: 18]، و[النساء: 155]. وقد أجاب الطبري عن هذا التساؤل من وجهين:
(الوجه الأول): أن يكون هذا الكلام على وجه الخبر عن الجميع من الرسل والمؤمنين، والمراد بعضهم، فإن العرب تخرج الخبر بلفظ الجميع والمراد واحد إذا لم تنصب للخبر شخصا بعينه. فيكون التأويل حينئذ: إنا لننصر رسولنا محمدا صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم والذين آمنوا به في الحياة الدنيا، ويوم يقوم الأشهاد.
(الوجه الثاني): ما رواه الطبري بإسناده عن السدي قال: “قد كانت الأنبياء والمؤمنون يقتلون في الدنيا وهم منصورون وذلك أن تلك الأمة التي تفعل ذلك بالأنبياء والمؤمنين لا تذهب حتى يبعث الله قوما فينتصر بهم لأولئك الذين قتلوا منهم”، قال الطبري: “إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا إما بإعلائنا لهم على من كذّبنا وإظفارنا بهم، حتى يقهروهم غلبة، ويذلوهم بالظفر ذلة، كالذي فعل من ذلك بداود وسليمان، فأعطاهما من المُلْك والسلطان ما قهرا به كل كافر، وكالذي فعل بمحمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم بإظهاره على من كذّبه من قومه، وإما بانتقامنا ممن حادّهم وشاقهم بإهلاكهم وإنجاء الرسل ممن كذّبهم وعاداهم، كالذي فعل تعالى ذكره بنوح وقومه، من تغريق قومه وإنجائه منهم، وكالذي فعل بموسى وفرعون وقومه، إذ أهلكهم غرقا، ونجى موسى ومن آمن به من بني إسرائيل وغيرهم ونحو ذلك، أو بانتقامنا في الحياة الدنيا من مكذّبيهم بعد وفاة رسولنا من بعد مهلكهم، كالذي فعلنا من نصرتنا شعياء بعد مهلكه، بتسليطنا على قتله من سلطنا حتى انتصرنا بهم من قتلته، وكفعلنا بقتلة يحيى، من تسليطنا بختنصر عليهم حتى انتصرنا به من قتله له وكانتصارنا لعيسى من مريدي قتله بالروم حتى أهلكناهم بهم”[6].
وقال تعالى: (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) [الصافات: 172-173] قال ابن كثير: “أي: تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى:(كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) [المجادلة: 21]… ولهذا قال: (إنهم لهم المنصورون) أي: في الدنيا والآخرة. كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم ممن كذبهم وخالفهم، وكيف أهلك الله الكافرين، ونجى عباده المؤمنين”[7].
وما أجمل ما ذكره سيد قطب في تفسير هذه الآية، وأنقله هنا بطوله لنفاسته: “والوعد واقع وكلمة الله قائمة. ولقد استقرت جذور العقيدة في الأرض، وقام بناء الإيمان، على الرغم من جميع العوائق، وعلى الرغم من تكذيب المكذبين، وعلى الرغم من التنكيل بالدعاة والمتبعين. ولقد ذهبت عقائد المشركين والكفار، وذهبت سطوتهم ودولتهم، وبقيت العقائد التي جاء بها الرسل، تسيطر على قلوب الناس وعقولهم، وتكيف تصوراتهم وأفهامهم. وما تزال على الرغم من كل شيء هي أظهر وأبقى ما يسيطر على البشر في أنحاء الأرض. وكل المحاولات التي بذلت لمحو العقائد الإلهية التي جاء بها الرسل، وتغليب أية فكرة أو فلسفة أخرى قد باءت بالفشل. باءت بالفشل حتى في الأرض التي نبعث منها. وحقت كلمة الله لعباده المرسلين. إنهم لهم المنصورون وإن جنده لهم الغالبون. هذه بصفة عامة، وهي ظاهرة ملحوظة في جميع بقاع الأرض، في جميع العصور.
وهي كذلك متحققة في كل دعوة لله، يخلص فيها الجند، ويتجرد لها الدعاة. إنها غالبة منصورة مهما وضعت في سبيلها العوائق، وقامت في طريقها العراقيل، ومهما رصد لها الباطل من قوى الحديد والنار، وقوى الدعاية والافتراء، وقوى الحرب والمقاومة، وإن هي إلا معارك تختلف نتائجها. ثم تنتهي إلى الوعد الذي وعده الله لرسله. والذي لا يخلف ولو قامت قوى الأرض كلها في طريقه. الوعد بالنصر والغلبة والتمكين.
هذا الوعد سنة من سنن الله الكونية. سنة ماضية كما تمضي هذه الكواكب والنجوم في دوراتها المنتظمة، وكما يتعاقب الليل والنهار في الأرض على مدار الزمان، وكما تنبثق الحياة في الأرض الميتة ينزل عليها الماء.. ولكنها مرهونة بتقدير الله، يحققها حين يشاء. ولقد تبطئ آثارها الظاهرة بالقياس إلى أعمار البشر المحدودة، ولكنها لا تخلف أبدا ولا تتخلف وقد تتحقق في صورة لا يدركها البشر لأنهم يطلبون المألوف من صور النصر والغلبة، ولا يدركون تحقق السنة في صورة جديدة إلا بعد حين.
ولقد يريد البشر صورة معينة من صور النصر والغلبة لجند الله وأتباع رسله، ويريد الله صورة أخرى أكمل وأبقى؛ فيكون ما يريده الله، ولو تكلف الجند من المشقة وطول الأمد أكثر مما كانوا ينتظرون.. ولقد أراد المسلمون قبيل غزوة بدر أن تكون لهم عير قريش وأراد الله أن تفوتهم القافلة الرابحة الهينة، وأن يقابلوا النفير وأن يقاتلوا الطائفة ذات الشوكة. وكان ما أراده الله هو الخير لهم وللإسلام، وكان هو النصر الذي أراده الله لرسوله وجنده ودعوته على مدى الأيام. ولقد يهزم جنود الله في معركة من المعارك، وتدور عليهم الدائرة، ويقسو عليهم الابتلاء؛ لأن الله يعدّهم للنصر في معركة أكبر، ولأن الله يهيئ الظروف من حولهم ليؤتي النصر يومئذ ثماره في مجال أوسع، وفي خط أطول، وفي أثر أدوم. لقد سبقت كلمة الله، ومضت إرادته بوعده، وثبتت سنته لا تتخلف ولا تحيد: (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون)”[8].
وعلى المؤمنين أن يثقوا بموعود الله تعالى، قال سبحانه: (فاصبر إنّ وعد الله حقٌّ ولا يستخفنّك الذين لا يوقنون) [الروم: 60] قال ابن كثير: “أي: اصبر على مخالفتهم وعنادهم، فإن الله تعالى منجزٌ لك ما وعدك، من نصره إياك عليهم، وجعله العاقبة لك ولمن اتبعك في الدنيا والآخرة (ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) أي: بل اثبت على ما بعثك الله به، فإنه الحق الذي لا مرية فيه”[9].
البشارة بقرب النصر
إن النصر أقرب مما نتصور، فكلما ادلهمت الظلمة قرب بزوغ الصبح، واليسر مرافق للعسر حتى يزيله (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) [الشرح: 5-6]، غاية ما هنالك أن نعمل على تحقيق شروط استحقاق النصر في أنفسنا قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد: 7]، وعلينا أن نُري اللهَ من أنفسنا الثبات على دينه، مهما اشتدت المحن، وكثر المنافقون، وتكالب على أمتنا الكافرون والخائنون، وقد نزل في تقرير حقيقة قرب النصر آيات مباركات، بثت في قلوب المؤمنين الطمأنينة، وأورثت في مواقفهم الثبات، مهما تعاظمت الفتن والكربات، قال الله تعالى:
- (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [سورة البقرة: 214]. قال القرطبي: “أي بلغ الجهد بهم حتى استبطئوا النصر، فقال الله تعالى: ألا إن نصر الله قريب. ويكون ذلك من قول الرسول على طلب استعجال النصر لا على شك وارتياب… وقالت طائفة: في الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: حتى يقول الذين آمنوا متى نصر الله، فيقول الرسول: ألا إن نصر الله قريب، فقدم الرسول في الرتبة لمكانته، ثم قدم قول المؤمنين لأنه المتقدم في الزمان”[10].
وفي سبب نزول الآية قال قتادة والسدي وأكثر المفسرين: “نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة، والحر والبرد، وسوء العيش، وأنواع الشدائد، وكان كما قال الله تعالى: (وبلغت القلوب الحناجر). وقيل: نزلت في حرب أحد، نظيرها في سورة آل عمران (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم..)، وقالت فرقة: نزلت الآية تسلية للمهاجرين حين تركوا ديارهم وأموالهم بأيدي المشركين، وآثروا رضا الله ورسوله، وأظهرت اليهود العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسر قوم من الأغنياء النفاق، فأنزل الله تعالى تطييبا لقلوبهم: (أم حسبتم..)”[11].
- (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18]. مقدمة أدت إلى نتيجة مستحقة، والمقدمة هي بيعة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على مناجزة كفار قريش وعلى ألا يفروا، مع صدق نيتهم بالوفاء في بيعتهم، فكانت النتيجة في الدنيا نزول السكينة والطمأنينة والثبات على ما هم عليه، والوعد بالفتح القريب، والأهم من ذلك نيل رضوان الله تعالى في الدنيا والآخرة. والفتح القريب هنا هو فتح خيبر[12]، وكان فتح خيبر في العام السابع للهجرة واختلفوا هل في محرم أم صفر أم ربيع الأول أم جمادى الأولى[13]، بينما صلح الحديبية كان في ذي القعدة من العام السادس للهجرة.
- (لقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 27] وهذا الفتح هو الفتح الأكبر فتح مكة المكرمة فدخلوها آمنين غير خائفين، وكان صلح الحديبة في ذي القعدة من العام السادس للهجرة، وفتح مكة في رمضان من العام الثامن للهجرة.
- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ. تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف: 10-13] قال ابن كثير: “أي: إذا قاتلتم في سبيله ونصرتم دينه، تكفل الله بنصركم. قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) [محمد: 7] وقال تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) [الحج: 40]، وقوله: (وفتح قريب)أي: عاجل. فهذه الزيادة هي خير الدنيا موصول بنعيم الآخرة لمن أطاع الله ورسوله، ونصرَ اللهَ ودينَه; ولهذا قال: (وبشر المؤمنين)[14]“. وإن غدا لناظره قريب.
* عضو هيئة علماء فلسطين في الخارج.
[1] مختصر ابن كثير 3/58.
[2] أخرجه ابن أبي حاتم، والحديث ضعيف الإسناد، انظر: ابن حجر، الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف، (ح13472).
[3] رواه البخاري في الأدب المفرد، الألباني، صحيح الأدب المفرد (ح563). وابن أم عبد هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
[4] تفسير الطبري (الآية 35 من سورة القصص).
[5] مختصر ابن كثير 3/13.
[6] تفسير الطبري (الآية 51 من سورة غافر)، وانظر مختصر ابن كثير 3/427-428.
[7] مختصر ابن كثير 3/194.
[8] في ظلال القرآن 5/3001، 3002.
[9] مختصر ابن كثير 3/60.
[10] تفسير القرطبي (الآية 24 من سورة البقرة).
[11] المصدر السابق.
[12] انظر: تفسير القرطبي (الآية 24 من سورة البقرة) ونقل القرطبي هذا القول عن قتادة وابن أبي ليلى.
[13] ذكر ابن إسحق أنه كان في محرم، وذكر الواقدي أنه كان في صفر أو ربيع الأول، بينما ذكر ابن سعد في الطبقات أنه كان في جمادى الأولى.
[14] مختصر ابن كثير، دار القرآن الكريم- بيروت، ط8، 1402هـ/ 1981م، 3/495.