– دغلس: 350 منطقة صناعية أقامها الاحتلال في مستوطنات الضفة
– أبو بكر: المنطقة الصناعية الاستيطانية جنوب طولكرم ستلتهم أكثر من ألف دونم
– عساف: المناطق الصناعية وسيلة الاحتلال لتكريس الاستيطان وسياسة التهويد
كثف الاحتلال الصهيوني من عمليات التهويد والاستيطان، التي تستهدف الأراضي الفلسطينية، وقد زادت وتيرة ذلك بدعم وغطاء أمريكي، وشرع الاحتلال بتنفيذ مخطط استيطاني صناعي ضخم جنوب طولكرم بالضفة المحتلة، أو ما يعرف بالمنطقة الصناعية إلى الجنوب من المدينة الذي سيلتهم مساحات واسعة منها، وذلك استكمالاً لمخططات الضم والاستيطان الذي عكف الاحتلال والإدارة الأمريكية على تطبيقه من خلال خرائط الضم في إطار “صفقة القرن” التي لاقت رفضاً فلسطينياً ودولياً.
ما يسمى بالمناطق الصناعية التي يقيمها الاحتلال في الضفة المحتلة، أنشأت في 25 منطقة فلسطينية منتشرة في مستوطنات الضفة وتضم المئات من المصانع والورش، وتعد مصدراً اقتصادياً مهماً في تمويل الاستيطان وعمليات التهويد للأرض الفلسطينية.
مليارات الدولارات ضخها الكيان الصهيوني لتكريس هذا الواقع الاستيطاني الجديد، وأقام بنية تحتية صناعية ضخمة، في وقت يواصل الفلسطينيون كفاحهم من أجل إقناع العالم بمقاطعة منتجات المستوطنات.
الاستيطان والتهويد الذي تسارع بشكل لافت يهدف لتكريس واقع استعماري على الأرض، وتقطيع أوصال المدن البلدات والقرى الفلسطينية وعزلها عن بعضها، لمنع إقامة دولة فلسطينية، وتطبيق “صفقة القرن” المشؤومة، التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، لكن ذلك يواجه بمقاومة أسطورية وصمود من قبل الشعب الفلسطيني.
المنطقة الصناعية في طولكرم
وآخر تلك المخططات لإقامة المناطق الصناعية هو مخطط المنطقة الصناعية في طولكرم شمال الضفة المحتلة، هذا المخطط يصفه لـ”المجتمع” محافظ طولكرم عصام أبو بكر بأنه أخطر مشروع يستهدف الوجود الفلسطيني جنوب المحافظة، حيث يسعى الاحتلال لفصل ريف طولكرم عن المدينة، وبالتالي فصل الشمال عن الجنوب.
وأشار أبو بكر إلى أن المنطقة الصناعية في جنوب طولكرم ستلتهم أكثر من ألف دونم من أراضي قرى شوفة وجبارة، وهذا يعني مسلسلاً جديداً من الاستيطان والتهويد، سيواجه بصمود وثبات فلسطيني، ولن نرحل عن أرضنا، وسنقاوم الاحتلال الذي يستهدف وجودنا على أرضنا.
وبيّن أن أكثر من 3000 دونم استولى عليها الاحتلال خلال السنوات الماضية من أراضي قرية شوفة وجبارة جنوب طولكرم، التي يقيم الاحتلال عليها 4 مستوطنات، مشيراً إلى أن جدار الفصل العنصري التهم مساحات واسعة من أراضي محافظة طولكرم بطول 40 كيلومتراً وبعمق آلاف الأمتار.
وشدد على استمرار معركة الدفاع عن الأرض من خلال المسيرات والفعاليات الشعبية المستمرة على الأرض في قرى شوفة وجبارة التي شرع الاحتلال بالاستيلاء عليها.
المنطقة الصناعية التي شرع الاحتلال بتجريف الأراضي لإقامتها بعد الاستيلاء على الأراضي في قريتي شوفة وجبارة جنوب المدينة يهدف الاحتلال لربطها عبر شبكة طرق التفافية استيطانية مع مدينة الطيبة بمنطقة المثلث ووادي عارة داخل فلسطين المحتلة على 1948.
في سياق متصل، قال رئيس هيئة مقاومة الاستيطان والجدار وليد عساف: إن مشروع المنطقة الصناعية هو الأخطر في طولكرم منذ احتلالها، وهو بمثابة تكريس للواقع الاستيطاني الذي يهدف لتطبيق مخطط الضم الاستعماري ضمن ما يسمى بـ”صفقة القرن”.
المناطق الصناعية في المستوطنات
ويكشف منسق هيئة الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ”المجتمع”، أن الاحتلال أقام 350 مصنعاً في مستوطنات الضفة، ويطلق عليها “الأحزمة الاستيطانية الصناعية”، وهي تضم الكثير من الورش، وقد رصد الاحتلال لها موازنات ضخمة، علاوة على ذلك هذه المناطق الصناعية المنتشرة في 25 منطقة أقامها الاحتلال منذ احتلال الضفة عام 1967، يتم ضخ المواد السامة من مياه وعوادم تلك المصانع باتجاه الأراضي الفلسطينية، وتسبب تدميراً للتربة والبيئة، وإغراق مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في الضفة بالمواد العادمة، وستكون لها أضرار كارثية على حياة الإنسان والحيوان والبيئة.
أما عن الهدف الخطير للمنطقة الصناعية غير فصل شمال طولكرم عن جنوبها، قال دغلس: هو إزالة الحدود بين المناطق الفلسطينية التي احتلت في نكبة عام 1948 والمناطق التي احتلت عام 1967، ورسم الحدود بالمستوطنات والأحزمة الصناعية الاستيطانية لمنع إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 لاحقاً.
ويرصد الاحتلال موازنات ضخمة سنوياً للمستوطنات تقدر بنحو 4 مليارات دولار، يستفيد من عائدات المصانع والمزارع بمليارات الدولار، وتشكل المصانع رافداً ضخماً للاقتصاد الصهيوني على مدار السنوات الماضية، ويسعي الفلسطينيون وحركة المقاطعة الدولية، من أجل زيادة حجم المقاطعة الدولية لمنتجات المستوطنات.