اتهمت الجزائر، أمس الإثنين، وسائل إعلام فرنسية بالعمل على تشويه صورة البلاد، وضرب الثقة بين الشعب ومؤسسات الدولة بشكل منسق، مع اقتراب كل موعد انتخابي.
جاء ذلك في بيان لوزارة الإعلام، رداً على وثائقي، بثته فضائية “إم 6” الفرنسية (خاصة)، الأحد، بعنوان “الجزائر بلد كل الثورات”.
وتناول الوثائقي، الذي دار حول الحراك الشعبي بالجزائر عام 2019، شهادات لشابتين وشاب عن واقع البلاد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي و”أحلامهم المستقبلية”، تمحورت حول مطلب حرية المرأة وشاب يحلم بإقامة دولة إسلامية.
وحسب بيان الوزارة، فهذا الوثائقي تضمن “نظرة مضللة للحراك” الذي أطاح بالرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2019، كما أن الفريق الصحفي الذي أنجزه عمل بالجزائر “برخصة تصوير مزورة”.
وقال البيان: “مع اقتراب أي موعد انتخابي مهم بالنسبة للجزائر ومستقبلها، تنجز وسائل إعلام فرنسية ريبورتاجات (تقارير تلفزيونية) ومنتوجات صحفية وبثها، هدفها الدنيء محاولة تثبيط عزيمة الشعب الجزائري”، في إشارة لاستفتاء تعديل الدستور مطلع نوفمبر المقبل.
وتابع أنه “ليس بالصدفة أن تتصرف وسائل الإعلام هذه بالتشاور وعلى مختلف المستويات والسندات، علماً أنها مستعدة لتنفيذ أجندة ترمي إلى تشويه صورة الجزائر وزعزعة الثقة الثابتة التي تربط الشعب الجزائري بمؤسساته”.
وتعد هذه المرة الثانية خلال عام، التي تحتج فيها الجزائر على عمل صحفي فرنسي، ففي نهاية مايو الماضي، بثت قناة “فرانس 5” (حكومية) وثائقياً عن الحراك تحت عنوان “الجزائر حبيبتي”، اعتبرته الجزائر مسيئاً لـ”الحراك” و”مؤسسات الدولة”.
وتشهد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توتراً دائماً، بسبب الحقبة الاستعمارية للجزائر (1830 – 1962) إذ تطالب باعتذار رسمي عن جرائم الاستعمار وحل ملفات مرتبطة به كشرط لتطبيع العلاقات، فيما تدعو باريس إلى طي صفحة الماضي والتوجه نحو المستقبل.