– شمالي: لا نستطيع دفع رواتب الموظفين الشهر المقبل
– خلف: يجب على الدول المانحة مساعدة “الأونروا” في أزمتها المالية
– سالم: الكثير من الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين ستتوقف
تعيش وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أزمة مالية حادة مع تراجع دعم الدول المانحة لها بسبب الضغوطات الأمريكية، خاصة وأن واشنطن جمدت بشكل كامل مساعداتها لوكالة الغوث الدولية، التي كانت تشكل ثلث موازنة “الأونروا”، وذلك قبل 3 سنوات.
الكثير من الخدمات المقدمة لأكثر من 6 ملايين لاجئ في مخيمات اللجوء في غزة والضفة، ولبنان والأردن وسورية، مهددة بالتوقف في ظل الأزمة المالية، خاصة الخدمات الأساسية من تعليم وصحة ومساعدات إغاثية.
عجز متفاقم
ويقول مدير عمليات “الأونروا” ماتياس شمالي: إنه لا توجد لدى “الأونروا” موارد مالية لدفع رواتب شهر أكتوبر المقبل، وأن العجز في موازنة “الأونروا” هذا العام يتجاوز 200 مليون دولار.
من جانبه، قال منسق ملف اللاجئين في القوى والفصائل الفلسطينية محمود خلف لـ”المجتمع”: إن “الأونروا” تعيش أزمة مالية خانقة تتطلب من المجتمع الدولي مد يد العون لمساعدتها، خاصة في ظل الظروف الصعبة وتفشي وباء كورونا، الأمر الذي يتطلب تأمين الدعم المالي لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين.
ودعا خلف الدول العربية والإسلامية والصديقة لتقديم حصتها المالية، لأن “الأونروا” هي الشاهد على قضية اللاجئين الفلسطينيين.
الأزمة في أرقام
ودخلت “الأونروا” في أزمة مالية بعد توقف الكثير من الدعم المالي الدولي عنها بضغوط أمريكية، حيث كانت تقدر موازنتها بمليار وربع المليار دولار، كانت واشنطن تقدم 300 مليون دولار، ولكن هذا المبلغ جمد بالكامل في إطار حرب واشنطن واستهدافها لقضية اللاجئين.
ويؤكد الباحث والمحلل السياسي محمد سالم لـ”المجتمع” أن الأزمة المالية لـ”الأونروا” طالت حتى رواتب الموظفين بعد أن عصفت بالكثير من المساعدات التي كانت تقدم للاجئين مثل المساعدات النقدية والغذائية والصحية والتي كانت تخفف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد سالم أن أكثر من مليون لاجئ في قطاع غزة يتلقون مساعدات دورية من “الأونروا” من خلال طرود غذائية أو رعاية صحية، وهذه الخدمات مهددة بالتوقف في ظل الأزمة المالية، وهذا يعني تجويع المخيمات التي يعاني 90% من سكانها من انعدام الأمن الغذائي.
ودعا سالم لتوفير شبكة أمان مالية عربية وإسلامية لـ”الأونروا” لمنع خدماتها من الانهيار، لافتاً إلى أن هناك العديد من الصناديق الإسلامية التي أقيمت ساهمت في استمرار خدمات “الأونروا”، محذراً من أن توقف خدماتها يعني ضربة لقضية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين وتصفيتها.