احتفت صحف مصرية وعبرية بتسليم سفيرة الكيان الصهيوني –رقم 14 في مصر من اتفاقية “كامب ديفيد” 1978- أوراق اعتمادها رسمياً.
وقال شمعون آران مراسل تلفزيون “كان” العبري أن أميرة أورون قدمت أوراق اعتمادها، وشكرت مصر على الجهود التي تبذلها لدفع السلام في الشرق الأوسط، وأنه خلال المراسم عُزف النشيد الوطني الإسرائيلي “هتيكفا” (الأمل)، فيما استعرضت صحف مصرية تاريخ السفيرة الإسرائيلية وأشادت بها.
وعينت تل أبيب 13 سفيراً لها في مصر منذ إقامة علاقات دبلوماسية بينهما، والسفير أميرة أورون هي رقم 14، وذلك مقابل 7 سفراء لمصر في نفس الفترة.
وستكون أورون أول امرأة تشغل منصب سفيرة الكيان الصهيوني في مصر منذ توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين عام 1978، وثاني امرأة تشغل منصب سفيرة في دولة عربية بعد عينات شلاين، سفيرة الكيان السابقة في الأردن.
ولدى أورون، العضو البارز في خارجية الكيان، دراية كاملة بملف الشرق الأوسط بسبب دراستها المتعلقة بالشؤون الإسلامية والشرق أوسطية، وإجادتها للغة العربية، إذ عملت سابقًا في القاهرة بصفتها مسؤولة الملف المصري بالخارجية المصرية، كما ترأست إدارة العلاقات الاقتصادية للشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية، بحسب موقع «يسرائيل هايوم» العبري.
وسبق أن عملت أورون في سفارة الكيان لدى مصر منذ حوالي 15 عامًا، وتدرجت في المناصب، إذ بدأت كمترجمة للسفارة، ثم متخصصة في الشؤون المصرية، تحديدًا الشؤون الداخلية وشؤون الأحزاب، بحكم إجادتها للغة العربية، وتمرسها للهجة المصرية.
وأورون من أصول شرقية وتتحدث اللغة العربية، وعملت مدة عامين مسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في تركيا، وتعمل في وزارة الخارجية الإسرائيلية منذ عام 1991، وشغلت عدة مناصب، بما في ذلك ناطقة بلسان الوزارة، ومديرة قسم الإعلام للعالم العربي، ومديرة إدارة مصر في الوزارة.
وستحلّ أورون محل دافيد غوفرين، الذي يشغل منصب سفير الكيان في مصر أغسطس 2016، وأدى دوراً في التطبيع بين البلدين.
وتضم لائحة سفراء مصر لدى الكيان منذ عام 1979 كلاً من: سعد مرتضى، محمد بسيوني، محمد عاصم إبراهيم، ياسر رضا، عاطف سيد الأهل، حازم خيرت، خالد عزمي.
سفيرة بلا سفارة
ستكون السفيرة الصهيونية الجديدة هي ثاني سفير يعمل من منزل السفير الصهيوني بمنطقة المعادي جنوب القاهرة، منذ هجوم متظاهرين على سفارة الكيان في الجيزة أمام حديقة الحيوان، وإلقاء محتوياتها في الشارع، وإخراج الجيش المصري مسؤولي السفارة تحت حمايته.
وكان أول مقر لسفارة الكيان جرى تدشينه في فيلا بحي المهندسين وسط القاهرة عام 1980، وسط عدم ترحيب من جيران السفارة، وقيام جيران السفارة بالصراخ على غرار ما تفعل بعض السيدات في الجنازات، احتجاجاً على افتتاح السفارة.
وسرعان ما تم نقل السفارة إلى مقرها السابق (الثاني) في أعلى بناية تطل على كوبري جامعة القاهرة بمحافظة الجيزة أمام حديقة الحيوانات، ولكن اقتحام المتظاهرين لمقر السفارة عام 2011، عقب ثورة يناير وحرق علم الكيان.
وظلت سفارة الكيان بالجيزة مغلقة منذ عام 2011 عقب هجوم متظاهرين مصريين عليها وبعثرة محتوياتها، وبسبب الفشل في العثور على مقر بديل، أعادت تل أبيب فتح سفارتها في القاهرة في سبتمبر 2015، داخل منزل السفير الصهيوني وتتردد أنباء غير مؤكدة عن بناء مقر للسفارة في التجمع الخامس شرق القاهرة أو العاصمة الإدارية الجديدة في حي السفارات.
واعتاد سفراء الكيان السابقين على البقاء داخل مقر السفارة أو منازلهم المنعزلة في ضاحية المعادي جنوب القاهرة، بعيداً عن الأنظار، واعترف أكثرهم، في تصريحات ومذكرات، بأن سبب سرعة إنهاء عملهم في مصر هو أنهم كانوا “منبوذين”.
وتعتبر فترة السفير الأخير ديفيد جوفرين رقم (13) فترة ذهبية في العلاقات الإسرائيلية، لأنها جاءت بالتزامن مع انفتاح السلطات المصرية الحالية على تل أبيب واللقاءات الرسمية بينهما.