في مقال تحت عنوان: “حزب الله يتسبب في إخراج جهود ماكرون عن مسارها” قالت مجلة ‘‘لوبوان’’ الفرنسية إن حكومة ‘‘المهمة’’ التي كان إيمانويل ماكرون يريد لها أن ترى النور لإخراج لبنان من أزمته الخانقة ولدت ميتة، معتبرة أن اعتذار رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب عن تشكيل هذه الحكومة يعد ضربة مريرة بالنسبة للرئيس الفرنسي الذي تحطمت مبادرته التي أطلقها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في لبنان؛ بسبب الانسداد الطائفي في هذا البلد الذي بات على حافة الانهيار.
وأضافت المجلة الفرنسية أن جهود ماكرون الذي زار لبنان مرتين بعد الانفجار المروع في مرفأ بيروت، في السادس من أغسطس ثم الأول من سبتمبر، لم تصطدم فقط بقوة جمود طبقة سياسية لبنانية غير كفوءة ومرتشية، بل إنه تم نسفها عمداً من قبل حزب الله الشيعي وحلفائه في ‘‘حركة أمل’’ الشيعية و‘‘الحزب المسيحي’’ لرئيس الجمهورية ميشال عون.
واعتبرت ‘‘لوبوان’’ أن فشل مصطفى أديب في تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان وفق المبادرة الفرنسية يضع علامة استفهام حول أهمية المحاور الثلاثة التي بنيت عليها جهود ماكرون: الرهان على الطبقة السياسية اللبنانية بدلاً من المجتمع المدني، والاعتماد على حيادية حزب الله ومواصلة الحوار معه، والاقتناع بأن جزرة زيادة المساعدات الدولية يمكن أن تطغى على أولئك الذين يستفيدون أكثر من نظام كليبتوقراطي.
فلم تؤت أي من هذه الرهانات ثمارها، كما تقول المجلة، مضيفة أنه إذا لم يتمكن مصطفى أديب من تشكيل هذه الحكومة، فذلك أولاً بسبب عرقلة حركة أمل التي كانت تنوي الاحتفاظ بحقيبة المالية.
ويقف وراء هذه العرقلة حزب الله، الذي يعد حاليا الحزب الأكثر تأثيراً في لبنان لأنه يسيطر بشكل غير مباشر على رئاسة الجمهورية عبر ميشال عون ورئاسة البرلمان عبر نبيه بري، بحسب ما تقول ‘‘لوبوان’’.
ورأت ‘‘لوبوان’’ أن انسحاب مصطفى أديب يترك الأزمة السياسية الخانقة في لبنان دون حل، لكنه يعتبر ‘‘ كسباً جديدا للوقت’’ بالنسبة لحزب الله وإيران ، ولكل من يدعمهما في لبنان.