نفذت قوات الاحتلال حملات دهم طالت عدد من مناطق الضفة الغربية، تخللها اعتقال عدد من المواطنين، واحتجاز أطفال، في وقت تواصلت فيه الفعاليات الشعبية الغاضبة الرافضة لمخططات الضم والتطبيع.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنين اثنين واحتجزت أطفالهما في قرية عانين غرب جنين شمال الضفة الغربية.
وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت المواطنين يوسف أسعد ياسين، وأيمن تيسير خليل ياسين، عقب دهم منزليهما في القرية.
وكانت تلك القوات قد احتجزت طفلي يوسف، وهما: مصطفي وفادي، ومحمد نجل أيمن، أثناء رعيهم الأغنام قرب الجدار الفاصل، وقامت باستجوابهم لساعات، قبل أن تطلق سراحهم.
وفي السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قرية زبوبا المحاذية للجدار، وسط إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، وسيرت آلياتها في شوارع القرية في خطوة استفزازية.
وكانت مواجهات شعبية اندلعت ليل السبت في عدة مناطق بالضفة الغربية، في إطار حالة الغضب الشعبي الرافضة لمخططات الاستيطان والضم، واتفاقيات التطبيع العربية.
وأصيب خمسة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ليل السبت، خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة شعبية انطلقت في قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية شمال الضفة، تنديدا بالاستيطان ومطالبة بفتح شارع البلدة المغلق منذ أكثر من 17 عاما.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن أربعة من الشبان الذين أصيبوا بالرصاص المعدني، عولجوا ميدانيا بينما نقلت الخامس إلى مستشفى درويش نزال الحكومي في قلقيلية لتلقي العلاج.
وأكد أن المواجهات الشعبية كانت حامية واندلعت بعد انطلاق المسيرة الشعبية في القرية.
وتعتبر قرية كفر فدوم حاليا، أيقونة المقاومة الشعبية في الضفة الغربية، حيث يحافظ سكان البلدة منذ سنوات على تنظيم الفعاليات الشعبية المنددة بالاستيطان، وفي أحد الفعاليات التي أقيمت رفضا لاتفاقيات التطبيع العربية، أقام سكان البلدة جنازة رمزية لجامعة الدول العربية، وأحرقوا صورا لـ”أمراء التطبيع” بعد توقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاقيات مع إسرائيل.
كذلك أصيب عشرات المواطنين مساء السبت، بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز السام في منطقة الظهر ببلدة بيت أمر شمال الخليل.
وقال شهود من البلدة، إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة الظهر القريبة من مستوطنة “كرمي تسور” جنوب البلدة، حيث اندلعت على الفور مواجهات مع الشبان، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع، ما تسبب بإصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق، وتم علاجهم ميدانيا.
وتتعمد قوات الاحتلال اقتحام عدة مناطق في بيت أمر بشكل متواصل، وتقوم باستفزاز المواطنين أثناء فلاحتهم أراضيهم للتضييق عليهم وتهجيرهم.
كذلك اقتحم عشرات المستوطنين وهم يحملون أسلحة رشاشة وبحماية من قوات جيش الاحتلال البلدة القديمة وحي الزاهد وعين العسكر في مدينة الخليل، وقاموا بأعمال عربية.
وكانت القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية، دعت سكان الضفة للنزول إلى مناطق التماس، والمشاركة في الفعاليات الوطنية الرافضة للتطبيع العربي والتصدي للهجمات الاستيطانية.
إلى ذلك فقد عادت جماعات من المستوطنين، ونفذت عملية اقتحام جديدة لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، حيث قام المستوطنون بجولات استفزازية تركزت قرب منطقة “مصلى باب الرحمة” الذي يخطط الاحتلال لإغلاقه وتحويله إلى “كنيس يهودي”.
وترافقت عمليات الاقتحام مع تشديد سلطات الاحتلال عملية دخول المصلين المقدسيين للمسجد، من خلال حجر هوياتهم، وإخضاعهم للتفتيش الدقيق.
جدير ذكره أن الاقتحام الجديد للمستوطنين، جاء بعد توقف دام يومي الجمعة والسبت، بسبب العطلة الأسبوعية، وقد شهد الأسبوع الماضي اقتحامات كبيرة للمستوطنين، بناء على دعوات من جماعات “الهيكل” المزعوم، لإحياء أحد الأعياد اليهودية.