بدأت بوادر مدينة المطلاع السكنية بالظهور، وإلى حين استكمال توزيع البيوت والقسائم السكنية والمرافق المتعددة، وكما انتهت الحكومة من إنجاز البنية التحتية، فينبغي لها الاستعجال بزراعة المنطقة وتخضيرها من الخارج والداخل لمواجهة موجات الغبار المتوقعة طول العام كما حصل لمدينة الجهراء قبل 50 سنة والتي أحيطت بمزارع الأثل آنذاك بأرخص الأسعار، وسقايتها بماء المجاري، فكانت مصدات طبيعية للرياح الشمالية والغبار الشديد، ومكانا يرتاده الشباب فجرا لصيد الطيور، وتزوره الأسر ظهرا للغداء والترويح فيها، فضلا عن كونها معبرا طبيعيا للطيور المهاجرة.
وجميل أن تستعجل الجهات المختصة بزراعة المنطقة المحيطة بالمطلاع بالأثل والسدر والنخيل بشكل منظم، وسقايتها بمياه المجاري المعالجة، وتكوين البحيرات الصناعية، لتلطيف الأجواء وتبريدها، وتشكيل محميات طبيعية يستمتع بها الناس.
كما ينبغي الاستعجال بتوفير المرافق الدائمة والمؤقتة لهذه المدينة الكبرى، من مراكز صحية وأمنية وأسواق مركزية منوعة ومطاعم، وخدمات صيانة وكراجات ومحلات البناء وغيرها، لأن أقرب مدينة لهم هي الجهراء، وسيتسبب نقص المواد والعمالة في تأخر الإنتاج وارتفاع الأسعار.
ومن المدن التي ينبغي الاهتمام بها جزيرة فيلكا، فهي للأسف مهملة لولا شركة سياحة مشكورة أنشأت فيها شاليهات لطيفة ومحلات بسيطة، اهتمت لفترة بها لولا الظروف الأخيرة.
فمن المناسب أن تقوم الحكومة من خلال إحدى شركاتها باستثمار جزء من الجزيرة بالزراعة بالتنسيق مع اتحاد المزارعين، وبتمويل من الأمانة العامة للأوقاف بزراعة 100 ألف نخلة منوعة بشكل تدريجي، يكون نصفها للثمر (بلح)، ونصفها للقاح (فحل)، وفق دراسة علمية ومهنية، ومعروف أن الجزيرة رطبة، وممكن استخراج مياه جوفية تكفيها، وعموما فالنخيل قليل الحاجة للماء.
ويتم عمل مصنع لتعليب وصناعة وكبس التمور بأحدث الأجهزة، ومن ثم تسويقها داخل وخارج الكويت، وأيضا مصنع لماء اللقاح كما هو الحال في البحرين والاحساء وغيرها، وهذه سوقها رائج، وسهل وبسيط ورخيص، إضافة للاستفادة من باقي مخرجات النخيل.
وستكون المنطقة رائجة بالمستثمرين والسياح اليوميين، وسيكون لها مردود مالي للدولة وللأوقاف.
إن تخضير مدينة المطلاع وجزيرة فيلكا مشروعان استراتيجيان، يمكن إشراك القطاع الخاص بتمويلهما وإدارتهما لو تم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، دون صراع المتنفذين، ودخول الحسد بين الكبار، فهل من مبادر؟
_________________________________________
ينشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.