لماذا أحب أهل الكويت صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، حتى قبل أن يصبح أميراً للكويت؟ لم تكن هذه المحبة وليدة المصادفة، بل هي تاريخ طويل من المعاملة والعلاقة الطيبة مع المجتمع الكويتي، ولاتسام سموه بصفات إيجابية عديدة، خصوصاً لمن تعامل معه بشكل مباشر، أبرزها التواضع والتواصل والابتسامة.
ولعل أكثر من عرفه أهل منطقة العديلية.. جيرانه وأحبابه، الذين كان يتواصل معهم لأكثر من نصف قرن، ويصلي معهم في مساجدهم التي يذهب إليها أحياناً مشياً، ويسأل عن الكبار، ويحيي الصغار، ولا يفوته واجب فرح أو عزاء إلا وشارك فيه، مقدراً الجميع مهما كان وضعه الاجتماعي والاقتصادي.
وقد ارتبط سموه مع أخويه، المغفور لهما بإذن الله، الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، والأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمهما الله، في كل المناسبات، وخصوصاً في الزيارات الرمضانية، وقد اعتلتهم الابتسامة مع الجميع.
كما أنه لم يتوان في استقبال الشخصيات والرموز والمؤلفين والمبدعين، ويقدم لهم التشجيع المعنوي، وقد التقيت مع سموه أكثر من مرة خلال زيارات رسمية وودية في مقره، وكان ناصحاً وموجهاً وأباً للجميع، ولا أنسى تشجيعه لي عندما أهديته نسخة من أطروحة الدكتوراه، فلنعم الوالد ونعم القائد ونعم الأمير!
وكم يفرح المصلون في العشر الأواخر من شهر رمضان عندما يرونه يصلي معهم في مسجده الذي بناه «مسجد بلال»، ويقرأ القرآن ويدعو بكل تذلل لله عز وجل، وإذا خرج تجده يقود سيارته وحده، ويشتري جميع عربات المرطبات والمثلجات لتوزيعها على المصلين في هذا الطقس الحار، فهو شعور أبوي لأبنائه المصلين!
ويكفيه براً بوالدته أن أطلق قصره العامر باسمها «قصر اليمامة».
واتسم سموه بالخلق الرفيع، فسمعته الطيبة سبقته في كل المحافل، فعرف عنه نظافة القلب ونظافة اليد، وأن سموه لا يعرف الحسد، ولم يدخل في صراعات سياسية أو خلافات فكرية، وتعامل مع الجميع بمسطرة واحدة، فالكل أمامه أبناء الكويت، ويستحقون الاهتمام والتقدير، وهو رافض بشدة لكل أشكال الفساد.
وانتقلت هذه الخصال الطيبة لأبنائه الأربعة، الذين لم نسمع عنهم إلا كل خير، ولعلي التقيت ببعضهم مصادفة، ورأيت فيهم خيراً كثيراً بإذن الله، فهم نتاج تربية طيبة من بيت طيب نظيف.
وجاء في الأثر: «إذا أحب الله عبداً، جعل محبته بين عباده»، وهذه المحبة تلقائية وطبيعية دون تكلف أو مصلحة، فكان استقبال الناس لخبر توليه مسند الإمارة بكل ارتياح وسلاسة، ورأينا كم ارتفعت أكف الدعاء له من كل مكان، بأن يوفقه الله عز وجل ويسدد على الخير خطاه، على المستوى المحلي والدولي.
أبارك لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد هذه الثقة الشعبية والدولية الكبرى، التي جاءت عن استحقاق، فقد وصلتني شخصياً عشرات رسائل التهنئة من شخصيات ومؤسسات خارجية تبارك تولي سموه الإمارة، وتثني عليه وتدعو له، وأسأل الله عز وجل أن يحفظه ويسدد على الخير خطاه، فالكل ينتظر منه الكثير من أجل الكويت، في مرحلة مهمة وحيوية، مع إخوانه وأبنائه من الأسرة الحاكمة والوزراء والوجهاء والحكماء والشعب كافة، وسيكون بإذن الله خير سلف لخير خلف، فإنا أحببناك يا بوفيصل.
______________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “الأنباء” الكويتية.