قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، التابع لمنظمة التحرير، إن “المستوطنين بحماية قوات الاحتلال يتعمدون التنغيص على المزارعين في موسم قطاف الزيتون، وتحويله إلى ساحة حرب ومواجهة، بهدف إلحاق الخسائر بهم”.
وأشار المكتب في تقريره الأسبوعي حول الاستيطان، اليوم السبت، والذي يغطي الفترة من (3-10 أكتوبر الجاري) بهذا الخصوص، إلى أن قطعان المستوطنين وقوات الاحتلال تأبى رغم الانتشار المتزايد لجائحة كورونا، إلا أن تحول هذا الموسم إلى ساحة مواجهات ساخنة بين المواطنين والمستوطنين.
وتابع: “يتزايد عاما بعد آخر عدد الذين ينضمون منهم لمنظمات الإرهاب اليهودي، التي تتخذ من البؤر الاستيطانية بشكل خاص ملاذات آمنة بمعرفة وحماية قوات الاحتلال كمنظمات (تدفيع الثمن)، و(شبيبة التلال)، لتنفيذ ممارسات قمعية بحق الفلسطينيين وأراضيهم”.
وحسب التقرير، “فقد وجدت عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال الفرصة ملائمة للعبث، وإلحاق الأضرار بالفلسطينيين بموسم الزيتون، عبر إحراق الشجر، أو منع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، أو من خلال الاعتداء عليهم، وسرقة ثمار الزيتون، ومن خلال إغراق أشجار الزيتون في مواقع أخرى بالمياه العادمة، أو من خلال تجريف أراضيهم، مستغلين غياب حملات التضامن الدولية التي كانت تنظم كل عام، بمشاركة المئات من المتطوعين الأجانب، الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى فلسطين، بسبب تبعات فيروس كورونا”.
وأشار إلى أن الموسم هذا العام بدأ بإضرام المستوطنين النار بأشجار الزيتون المعمرة في قرية صفا غرب رام الله، بإلقاء زجاجات حارقة، ما تسبب بحرائق واسعة استمرت لأكثر من 3 ساعات، أتت على مئات أشجار الزيتون، في مناطق “وادي الملاكي، والكرسنه، وباطن حريز، وباطن السنام”.
وتواطأت سلطات الاحتلال مع المستوطنين، بمنع المواطنين وأصحاب الأراضي الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري من دخول أراضيهم لإخماد النيران، وإنقاذ أشجارهم.
وفي محافظة الخليل، قطعت مجموعة من المستوطنين أشجار الزيتون قرب مستوطنة “متسي يائير” المقامة شرق بلدة يطا جنوب الخليل، وتحديدا في منطقة قواويص، كما أصيب في حوارة إلى الجنوب من مدينة نابلس ستة من الأهالي بجروح مختلفة، جراء هجوم شنه أكثر من ثلاثين مستوطنا من “يتسهار” على المزارعين خلال عملية قطف ثمار الزيتون في منطقة “جبل اللحف” في اليوم الأول من حملة (فزعة) التي تستهدف إسناد أصحاب الأراضي في موسم الزيتون.
ولم يكتفِ المستوطنون بذلك، بل عمدوا إلى إضرام النار في عدد من أشجار الزيتون قبل مغادرتهم المكان.
وفي هجوم أشد عنفا تعرضت بلدة دير بلوط في محافظة سلفيت، لاعتداءات المستوطنين، حيث أحرق مستوطنو “ليشم” المقامة على أراضي مواطني بلدتي دير بلوط وكفر الديك غرب سلفيت، عشرات أشجار الزيتون في الأراضي الواقعة شرق بلدة دير بلوط بالمنطقة المسماة (أسير دير سمعان)، القريبة من المنطقة الأثرية التي تحمل الاسم ذاته، والتي سيطر عليها الاحتلال رسميا، قبل أقل من شهر”، قبل أن يصل إليها أصحابها لجني المحصول.
كما قطع مستوطنو “بروخين” المقامة على أراضي بلدة كفر الديك، أشجار زيتون مثمرة في منطقة سوسة، بعد أن شرعت آليات الاحتلال بأعمال تجريف واسعة في منطقة وادي الشامي الواقعة خلف جدار الضم والتوسع العنصري، وهي منطقة محاذية لمستوطنة “الكنا”، وتقدر مساحة الأرض الإجمالية 124 دونما، مزروعة بمئات أشجار الزيتون المعمرة والتي تفوق أعمارها المائة عام، إضافة إلى سرقة المستوطنين لثمار الزيتون في نفس المنطقة.
وبالتزامن مع هذا، فقد تم كشف النقاب الأسبوع الفائت عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر 63 أمرا عسكريا بإغلاق مناطق وأراضٍ مزروعة بالزيتون بمساحة 3000 دونم، في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية مع انطلاق موسم قطف الزيتون.