– الخواجا: الاحتلال نفذ 123 مخططاً استيطانياً هذا العام ويواصل إقامة 17 ألف وحدة استيطانية في القدس
– دراغمة: الاحتلال يدمر التجمعات الفلسطينية في الأغوار والمستوطنون يستولون على مساحات واسعة من الأراضي
لم يكترث الكيان الصهيوني المدعوم أمريكياً بأحد، ويواصل جنونه الاستيطاني الذي كان آخر فصوله المصادقة على إقامة 2166 وحدة استيطانية جديدة في الضفة المحتلة والقدس، في إطار التطبيق العملي لمخطط الضم الذي يستهدف تقسيم الضفة المحتلة لمناطق معزولة، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية التي نهشها الاستيطان.
أكثر من 8 أضعاف زاد الاستيطان عما كان عليه في السنوات الماضية، ومخطط كيان الاحتلال الصهيوني هو رفع عدد المستوطنين في الضفة إلى مليون مستوطن خلال السنوات القليلة القادمة حيث يبلغ تعدداهم الآن نحو نصف مليون مستوطن موزعين على البؤر والمستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في الضفة.
لا يمر يوم على الضفة المحتلة والقدس بدون توسيع المستوطنات أو عمليات هدم منازل، أو قرارات عسكرية بوضع اليد على الأراضي الفلسطينية وطرد أهلها منها بقوة السلاح.
توسيع مستمر
منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الاستيطان والجدار صلاح الخواجا أكد لـ”المجتمع” أن كيان الاحتلال الصهيوني يسابق الزمن لتنفيذ خطته المكونة من ثلاثة أجزاء، وهي الاستيلاء على 33% من الضفة المحتلة، وزيادة عدد المستوطنين أَضعاف مضاعفة لإحداث توازن ديمغرافي مع الفلسطينيين في الضفة والقدس، والوصول لمرحلة التجزئة الكامل للضفة المحتلة عبر فصلها عن بعضها ومنع إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً.
وأِشار الخواجا إلى أن الكيان الصهيوني نفذ منذ بداية العام 123 مخططاً استيطانياً تنوعت ما بين توسيع المستوطنات وشق طرق التفافية والاستيلاء على الأراضي، مشيراً إلى أن الاحتلال انتهى من وضع الخطط اللازمة لتنفيذ مخططات استيطانية بقيمة مليار دولار في القدس، تضم 17 ألف وحدة استيطانية في أحياء المدينة المقدسة التي تتعرض لحرب استيطانية وعمليات تهويد مكثفة، في مقابل الاستيطان كثف الاحتلال عمليات الهدم في القدس المحتلة وهدم 141 منزلاً منذ بداية العام الجاري، وفرض غرامات مالية باهظة على أهالي القدس الذين يواجهون سياسية التطهير العرقي في وقت يلتزم فيه المجتمع الدولي الصمت على جرائم الاحتلال.
تكثيف الاستيطان في الأغوار
وقد وثق حقوقيون فلسطينيون في الأغوار الفلسطينية التي تعد ثلث مساحة الضفة المحتلة إقامة الاحتلال، في نهاية عام 2000، خندقاً ليغلق الحياة بين منطقة البقيعة الشرقية والغربية في الأغوار، ووضع الاحتلال لافتة تشير إلى أن شرق الخندق منطقة فلسطينية وفق اتفاقيات أوسلو، حسب زعمهم، وقيدوا الفلسطيني بهذا الخندق، وهذا يعد كارثة على الوجود الفلسطيني؛ حيث إن كل من يعبر بطريقة ما إلى كلتا جهتي الخندق يعتقل وتصادر مركبته، ولم يكتف الاحتلال بذلك، بل يلاحق المزارعين يومياً في منطقة الرأس الأحمر وعاطوف في الأغوار حتى بين المباني السكنية والأراضي الزراعية، وصادر عشرات الآليات والمعدات من المنطقة فقط في الأشهر القليلة الماضية.
وأشارت التقارير الحقوقية إلى أن الاحتلال يسعى لتقويض الوجود الفلسطيني في ظل الحماية الأمريكية لمشروعه الاحتلالي الاستيطاني وترجمة عملية لـ”صفقة القرن” المرفوضة فلسطينياً.
من جانبه، قال الباحث الحقوقي في مجال الاستيطان عارف دراغمة لـ”المجتمع”: إن القرى والبلدات الفلسطينية في الأغوار تعيش حرباً حقيقة من قبل الاحتلال، الذي حول مناطق واسعة في الأغوار مناطق عسكرية مغلقة، بل وأطلق العنان للمستوطنين لوضع أسلاك شائكة في محيط الأراضي الفلسطينية، تمهيداً لإقامة بؤر استيطانية عليها.
وبين دراغمة أنه في عام 1967 دمر الاحتلال الخرب والقرى الفلسطينية في الأغوار، وما زالت حجارتها شاهدة على عنجهية الاحتلال وغطرسته في تدمير بيوت السكان، اليوم يحاول أصحابها ومالكوها العودة إليها وإقامة أبنية بسيطة من حجارتها وركامها، لكن الاحتلال يصدر إخطارات تحمل عناوين تدمير منطقة أثرية لأصحاب الحجارة المدمرة.
وتابع: عن أي منطقة أثرية يتكلم الاحتلال عنها وهو من دمر تلك القرى التي يريد منع أصحابها من إعادة تأهيلها من أجل إيواء عائلاتهم التي شتت في أنحاء المعمورة، في وقت يسمح للمستوطنين بإقامة بؤر استيطانية على أنقاض خربة السويدة والمزوقح في الأغوار وغير في الضفة المحتلة وسرقة حجارة المباني التي دمرت والكهوف والآبار القديمة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد طالبت المجتمع الدولي بوقف الجنون الاستيطاني الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن هذا التغول الاستيطان يظهر أن الاحتلال لا يكترث بالمجتمع الدولي، ولا بقرارات الشرعية الدولية، لأنه متسلح بالموقف الأمريكي الداعم للاستيطان والتهويد.