اتهمت “حركة مجتمع السلم” في الجزائر، السبت، فرنسا بـ”إفقار” شعوب القارة الأفريقية من أجل المحافظة على مصالحها وبناء اقتصادها.
جاء ذلك في كلمة لعبد الرزاق مقري رئيس أكبر حزب إسلامي في الجزائر، خلال افتتاح اجتماع لكوادره في مقره الرئيسي بالعاصمة.
وقال مقري: “ما تقوم به فرنسا بعد استقلال هذه الأوطان (دول أفريقية)، أبشع مما فعلته أثناء فترة احتلالها “.
وأضاف: “لو ترون حال بلدان أفريقيا وفقر أهلها واستغلال خيراتها.. قضت على حاضر تلك الشعوب ومستقبلها”.
واستشهد مقري بزيارته إلى دولتي النيجر ومالي لتوضيح الوضع هناك، قائلا: “ستفزعون من حال الفقر والعوز”.
واسترسل “النيجر المصنفة أفقر بلد في العالم فيها خيرات عظيمة لكن فرنسا تعيش من اليورانيوم الموجود فيها”.
وأشار إلى شركة “أريفا” الفرنسية “التي وصل حد تدخلها إلى تعيين رؤساء البلد من أجل أن تستمر باستغلال خيراته”.
واعتبر أن “الفوضى في مالي سببها العقلية الاستعمارية لدى فرنسا التي تعمل على استمرار نفوذها في هذه الدول”.
وانتقد مقري تدخل فرنسا في الشأن الجزائري، مشيرا إلى تصريح لوزير خارجيتها جان إيف لودريان مؤخرا.
وقصد مقري ما قاله لودريان خلال زيارته الخميس إلى الجزائر، حول دعم التعديل الدستوري الذي سيخضع للاستفتاء الشعبي مطلع نوفمبر القادم.
وقال رئيس الحزب الإسلامي: “لا يمكن أن نقبل باستمرار الوصاية الفرنسية على الجزائر المتجلية في الشأن السياسي والثقافي والاقتصادي”.
وأشار إلى “صحوة في بلدان الساحل وأفريقيا الغربية لدى كثير من المثقفين والأكاديميين والشباب الذين انتبهوا إلى خطورة وجود فرنسا ومصالحها هناك”.
واستعمرت فرنسا قبل عقود دولا أفريقية وانسحبت منها، لكن نفوذها هناك استمر بعد مغادرتها، حيث تنشر إلى الآن قوات من جيشها لمواجهة ما تسميه “النشاط الإرهابي”.
وتنعم تلك الدول بثروات طبيعية مثل اليورانيوم والنفط والغاز، لكنها تعجز عن استغلالها بسبب الفقر والأوضاع الاقتصادية السيئة.