هل يمكن للرئيس دونالد ترمب أن يكرر مفاجأة عام 2016 ويفوز بالانتخابات الرئاسية التي ستجري في ظرف أسبوعين؟ كل المؤشرات وآراء الخبراء هذه المرة تستبعد وقوع المفاجأة، وتشير إلى الخسارة المؤكدة نتيجة سوء تصرفه في ملفات على رأسها فيروس كورونا.
وينشر الموقع الرقمي “ريال كلير بولتيك” نتائج كل استطلاعات الرأي التي جرت ما بين نهاية أغسطس إلى منتصف أكتوبر الجاري، وتشير كلها إلى توسيع المرشح الديمقراطي جو بايدن الفارق في النقط ليستقر في 8 نقاط، حيث إن أسوأ استطلاعات الرأي تمنح بايدن تقدماً بـ6 نقاط على ترمب، بحسب موقع جريدة “القدس العربي”.
ويعتمد النظام الانتخابي الأمريكي على ما يسمى كبار الناخبين في كل ولاية، حيث لا تحتسب الأصوات وطنياً مباشرة، بل أصوات الوزن السكاني لكل ولاية على حدة، الذي يترجم في كبار الناخبين، وتوجد شكوك حول 6 ولايات مرشحة لخلق الحدث كما وقع عام 2016، ولكن هامش الخطأ هذه المرة ورغم أنه قد يصل إلى 4%، لم يؤثر على حظوظ جو بايدن، وهذه الولايات هي فلوريدا وميشيغان وبنسيلفانيا وويسكونسن وكارولينا الشمالية وأريزونا، وتبرز جريدة “نيويورك تايمز” أن ولاية جمهورية بامتياز وهي تكساس قد تميل إلى الديمقراطيين في هذه الانتخابات.
يضاف عامل جديد وهو التصويت عبر البريد الذي سجل ارتفاعاً تاريخياً، وحدث إبان غضب الشعب الأمريكي على ترمب نتيجة سوء تدبيره للجائحة ومواقفه السلبية في ملف مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في ولاية مينيسوتا، ويدرك ترمب أن التصويت عبر البريد لا يصب في صالحه، ولهذا أراد إلغاء هذه الأصوات.
وتعترف معاهد استطلاعات الرأي أنها ارتكبت عام 2016 خطأ في إعداد العينة من خلال الاستمرار في الاعتقاد في عزوف نسبة من البيض وخاصة غير الحاصلين على شهادات جامعية عن التصويت، لكن هذه المرة أخذت بعين الاعتبار هذا المعطى، بل وتدرك التعبئة في صفوف البيض المؤمنين بالتفوق العرقي.
ومن ضمن الأمثلة، فقد كان معهد “ترافالغار غروب”، وهو محافظ، الوحيد الذي منح لدونالد ترمب الفوز في ولايات حاسمة مثل بنسلفانيا وميشيغان عام 2016 عكس باقي استطلاعات الرأي، ولكن هذه المرة يؤكد صعوبة خلق ترمب المفاجأة.
ونجح المؤرخ الأمريكي آلان ليشتمان في التنبؤ بنتائج الانتخابات الأمريكية الثمانية الأخيرة اعتماداً على ما يعتبره قراءة 13 مفتاحاً من مفاتيح تاريخ السياسة الانتخابية في البلاد.
وكان من ضمن الذين تكهنوا بفوز ترمب عام 2016، ولكنه هذه المرة يستبعد في تصريحات لـ”إذاعة كندا” فوز ترمب، وينسب الخسارة إلى عامل جديد وهو “سوء تدبير جائحة كورونا”.
ويقول حول رد فعل ترمب في حالة الخسارة: “لن يرابط في البيت الأبيض، فسيغادره وينهي حياته باكياً بأنه تم حرمانه من الفوز”.