لم تمر حادثة مقتل المعلم الفرنسي على يد شاب من أصول شيشانية، لم تتجاوز سنه الـ18 عاماً، دون تفاعل كبير من قبل الناشطين التونسيين، ولا سيما أولئك الذين تلقوا تعليمهم في المدارس الفرنسية الخاصة، أو المعاهد النموذجية، وغيرها سواء داخل تونس أو في فرنسا.
وذكر البعض كيف كان يسيء المعلمون الفرنسيون للإسلام وللأحكام الإسلامية، ولا سيما الشؤون المدنية كالزواج، والعلاقات الأسرية، وللغة العربية، بل حتى لبعض المأكولات التونسية ويصفونها بأوصاف لا تليق، وغير صحيحة من الناحية الغذائية والمذاق، وهي أكلات شعبية تلقى رواجاً منقطع النظير حتى في فرنسا ذاتها.
صناعة الإرهاب
شدّد الناشط السياسي ناجي مباركي على أن الإرهاب مدان مهما كان مصدره، وأن الحكومات العربية التي أدانت مقتل المعلم الفرنسي، أحسنت عندما أدانت أيضاً استفزاز المشاعر الدينية، وقال: الفرنسي الذي استفز تلميذاً مسلماً عبر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، هو إرهابي عريق متوحش تسبب في تحويل تلميذ لإرهابي مثله.
وتابع: إدانة الإرهاب ومحاربته أمر لا جدال حوله، لكن في الوقت نفسه وجب مقاومة صانعي ومصنعي الإرهابيين من أمثال ذلك المعلم، ومن أمثال رؤساء على شاكلة ماكرون.
وأردف: لو أن أحدهم تمادى في تعيير أمك أو أختك هل تعتبر ذلك حرية تعبير، فما بالك بأناس يفدون رسول الله بكل أولئك وبأنفسهم أيضاً.
استدراج للإرهاب
وكتب الناشط السياسي عبدالرحمن محمد بن براهيم: هذا رئيس دولة يتصرف بجنون، ويصف فعل شاب في سن المراهقة بأنه إرهاب إسلامي.
ووجَّه كلامه لماكرون: أنتم سبب البلاء، من خلال تغذية الحقد، والكراهية والعداء للإسلام، لكننا ندين الإجرام والاستفزاز والعداء للإسلام الذي تفاخر به فرنسا بينما تجرّم من يدينون الصهيونية باسم معاداة السامية، وتساءل: هل معاداة السامية جريمة ومعاداة الإسلام حرية تعبير؟
وقال: فرنسا تجرّم الإعدام عبر المحاكم، ولكن تقوم بالإعدام بدون محاكمة.
وأردف: قطع الرؤوس صناعة فرنسية بامتياز، فعلاوة على إصدارها طابع بريد في الثلاثينيات يحمل صورة جندي فرنسي يحمل في كلتا يديه رأسين لمقاومين مغاربة، فهي خبيرة في صناعة التوّحش، ولا تزال تحتفظ برؤوس العرب والمسلمين والأفريقيين والآسيويين والهنود الحمر، في متاحف فرجة للراغبين تسترزق منها، ويا للمفارقة تطلق على تلك المقابر الجماعية في صناديق بلورية، متحف “الإنسان”!
نماذج من التاريخ
المدوّن الشهير الأمين البوعزيزي ساق قصة تروى عن الإسكندر المقدوني، الذي أتوا له بقاطع طريق فسأله الإسكندر: كيف تجرؤ على سلب الناس وترضى بصفة السارق؟! فرد عليه: أنا قاطع طريق صغير يُطلقون عليَّ “لصاً”، وأنت قاطع طريق كبير يُطلقون عليك “إمبراطوراً”.
وذكرت سميرة تمنصورت (إسلامية من أصول أمازيغية): كيف قامت فرنسا بإطلاق النار على متظاهرين مغاربيين طالبوا أثناء الاحتلال الفرنسي للمنطقة بالاستقلال، وألقت بجثثهم في نهر السين، فضلاً عن جرائمها في المنطقة ولا سيما الجزائر سواء بالقتل المباشر والإبادة لقرى بأكملها، أو القيام بتجارب نووية في الصحراء أسفرت عن مقتل نحو 50 ألف نسمة، ودورها في مجازر رواندا، وسفك الدماء في ليبيا.
وقال النائب السيد الفرجاني: لا يجب مباركة العنف أو القتل بالباطل، وأرجو من الذين يبحثون على تحسين ترتيبهم في الانتخابات (يعني ماكرون) أن يبتعدوا عن استهداف دين الآخرين، مع أن حرية التعبير للجميع وليست محصورة عند لون أو نوع أو جنس أو وطن.. أليس كذلك سيد ماكرون؟