خرج عشرات الآلاف من السودانيين في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى منددين بالأوضاع الاقتصادية والغلاء الحاد في أسعار السلع الغذائية وانعدام الأدوية المنقذة للحياة في كثير من الصيدليات.
ودعت مختلف القوى السياسية والتجمعات المهنية إلى ضرورة المشاركة في هذه المواكب التي استجاب لها الآلاف من المواطنين، رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها والتحوطات التي وضعتها بإغلاق الجسور بين مدن الخرطوم.
وتباينت هتافات المشاركين في المواكب ما بين الرافض للحكومة والمتشدد على رحيلها، والداعمين لها واستمرارها حتى لا يعود الإسلاميون لحكم البلاد مرة أخرى.
وخرجت هذه الجموع تحمل شعارات وهتافات متباينة، ففي الوقت الذي تهتف فيه مجموعة بـ”أي كوز ندوسو دوس..!”، في إشارة إلى الإسلاميين وأنصار الرئيس المعزول عمر البشير، جاءت مجموعات أخرى تؤيد حكومة حمدوك، وتؤكد دعمها ومساندته لها للمضي في تنفيذ الحكومة المدنية.
وحملت مواكب أخرى هتافات تنادي بـ”يسقط حمدوك”، وموكب آخر هتف: “تقفل شارع تقفل كبري يا حمدوك جاينك دغري”، بينما هتفت مجموعات أخرى: “الجوع الجوع ولا الكيزان”، في رسالة واضحة أنهم يفضلون الجوع على أن يعود الإسلاميون للحكم مرة أخرى.
ويبدو أن الموكب استطاع إيصال رسالته للمسؤولين في الحكومة التي تنتظر وتترقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب حتى تتجاوز المرحلة التي يعيشها السودان.
ويعاني السودان أزمة حادة في توفير الوقود؛ حيث يظل أصحاب المركبات يومين أو ثلاثة في صفوف الوقود أمام المحطات، وأصبح يباع في السوق السوداء بأسعار ثلاثة أو أربعة أضعاف، إضافة إلى المعاناة في توفر الخبز في كل مدن السودان، وارتفاع في أسعار المواد الغذائية، وارتفاع نسبة التضخم لأكثر من 220%؛ ما شكل ضغوطاً على المواطنين في ظل انخفاض الدخل.