عاد الأزهر الشريف ليتشبك مجدداً مع الرئيس والسلطات الفرنسية في أعقاب الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين بباريس، وتجاهل ماكرون الحادث الذي وصفه بيان للأزهر بأنه “إرهاب بغيض”.
بيان الأزهر – الذي جاء باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية – انتقد “الازدواجية في التعامل مع الحوادث الإرهابية طبقاً لديانة الجاني”، على خلفية الثورة على طعن وقتل مدرس فرنسي واتهام المسلمين والإسلام بالإرهاب، وبالمقابل التغاضي عن طعن المسلمتين، ووصف هذا التعامل الفرنسي بأنه “أمر مخز ومعيب”.
وقال بيان الأزهر: “على الجميع أن يتبنى نفس مواقف الرفض والاستنكار لكل العمليات الإرهابية دون النظر إلى ديانة الجاني أو الضحية”.
وأضاف: “يدين الأزهر الشريف بشدة الحادث الإرهابي البغيض الذي قام به متطرفون، بالاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين بالعاصمة الفرنسية باريس، معلناً تضامنه الكامل مع السيدتين وأسرتيهما، داعيًا المولى عز وجل أن يمن عليهما بالشفاء العاجل”.
وتابع: “يؤكد الأزهر على موقفه الثابت والرافض لهذه الاعتداءات الوحشية، ولكل عمليات القتل أيا كانت ديانة الجاني أو الضحية، مطالباً الجميع بتبني نفس مواقف الرفض والاستنكار لكل العمليات الإرهابية دون النظر إلى ديانة الجاني أو الضحية، مشدداً على أن الازدواجية في التعامل مع الحوادث الإرهابية طبقاً لديانة الجاني هو أمر مخز ومعيب، ويخلق جواً من الاحتقان بين أتباع الديانات، ويزيد من تداعيات الإرهاب والإرهاب المضاد بين أصحاب العقائد المختلفة”.
https://www.facebook.com/OfficialAzharEg/posts/3959723250708405
وسبق لشيخ الأزهر أن انتقد وصف ماكرون للإسلام بالإرهاب ولاستخدام مصطلح “إرهاب إسلامي”، تعليقاً علي قتل مسلم شيشاني لمدرس تاريخ فرنسي عرض الصور المسيئة للرسول صلي الله عليه وسلم على طلابه، وطالبه بالابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان.
وأكد شيخ الأزهر ضرورة عدم تحميل الإسلام أو الأديان مسؤولية أي حادث، و”وجوب احترام المقدسات والرموز الدينية، والابتعاد عن إثارة الكراهية بالإساءة للأديان، داعياً إلى ضرورة تبني تشريع عالمي يجرم الإساءة للأديان ورموزها المقدسة”.
https://www.facebook.com/OfficialAzharEg/posts/3945799262100804
وقال شيخ الأزهر علي حسابه على تويتر في تغريده أخري: إن “مقولة: المسلمون إرهابيون؟! خُدِع بها وابتلعها كثيرون حتى من أبناء المسلمين أنفسهم والحقيقة التي يشهد بها الواقع والتاريخ والضمير الحر أن المسلمين هم بناة حضارة في كل مكان وُجدُوا به حتى في قلب أوروبا والآن هم ضحايا الكيل بمكيالين في عدد من هذه البلدان”.
https://twitter.com/alimamaltayeb/status/1315282761901633538
أيضاً قال شيخ الأزهر: إنه “في الوقت الذي نسعى فيه مع حكماء الغرب لتعزيز قيم المواطنة والتعايش، تصدرُ تصريحات غير مسؤولة (من الرئيس الفرنسي)، تتخذ من الهجوم على الإسلام غطاءً لتحقيق مكاسب سياسية واهية، هذا السلوك اللاحضاري ضد الأديان يؤسِّس لثقافة الكراهية والعنصرية ويولِّد الإرهاب”.
https://twitter.com/alimamaltayeb/status/1313068694407446529
أيتها العربية القذرة!!
وتعرضت امرأتان مسلمتان ترتديان الحجاب، وتدعيان “أمل” و”كنزة”، للطعن، بعد مشادة مع آخرين عندما كانتا تتجولان في منطقة برج إيفل مساء الثلاثاء، وقام المهاجمون بترديد عبارات عنصرية ضد العرب مثل “اغربي عن وجهي أيتها العربية القذرة”، وقد أصدرت الشرطة الفرنسية بيانًا أقرت فيه بالواقعة وألقت القبض على المتهمين بالحادثة، ولكن لم تشر إلى أي دوافع عنصرية حسب صحيفة ديلى ميل البريطانية.
وانتقد نشطاء مرور ثلاثة أيام على طعن سيدتين مسلمتين عند برج إيفل بباريس ولم يسمع أحد بالموضوع إلا بعد نشره بصحيفة بريطانية، لم تقم قيامة ماكرون وأنصاره إدانة للحادث الإرهابي العنصري.
وتزامن هذا مع حملة عنصرية يقودها الرئيس الفرنسي ووزرائه ضد المساجد والجمعيات الإسلامية وإغلاق عدد منها، فضلاً عن السعي لمنع بيع محلات اللحوم الحلال للمسلمين، ما عده المسلمون انتقال للعداء لكل ما هو إسلامي.