أعلن تكتل سياسي بارز في قوى “إعلان الحرية والتغيير” بالسودان، أمس الجمعة، رفضه للتطبيع بين بلاده والكيان الصهيوني، وتشكيل جبهة مقاومة لهذا الغرض.
جاء ذلك بحسب بيان لتحالف “قوى الإجماع الوطني”، ثاني أبرز مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير” (الشق المدني المشارك بالائتلاف الحاكم).
وأضاف التحالف أن “شعبنا الذي يتم عزله وتهميشه بطريقة منهجية عبر الصفقات السرية، غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات”.
وأكد أن الشعب “سيلتزم بمواقفه التاريخية، وسيعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة”.
واعتبر التحالف أن “السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية وتمضي في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، والخروج على ثوابت سودان اللاءات الثلاثة، في دعم حقوق الفلسطينيين”.
وأكد أن تطبيع العلاقات يمثل “تجاهلا للرأي العام الشعبي واستخفافا به”، في ضوء المواقف الصادرة من العديد من القوى السياسية ضد التطبيع.
وجدد الدعوة للإسراع في تكوين المجلس التشريعي كجهة رقابية معنية بالتقرير في كافة القضايا التي نصت عليها الوثيقة الدستورية.
ورفض التحالف “أي قرار يُعني بالتطبيع بدون تفويض من مجلس تشريعي منتخب، خاصة في ظل تغييب تام للشعب وقواه الحية”، داعيا السلطة الانتقالية إلى “تجميد” أي خطوات في هذا الشأن.
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الخارجية السوداني المكلف، عمر قمر الدين: إن الحكومة الانتقالية وافقت على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”، بعد وقت قصير من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأمر.
وأضاف قمر الدين أن “المصادقة على الاتفاق، حتى يدخل حيز التنفيذ، تظل من اختصاص الأجسام التشريعية في البلاد، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وبذلك أصبح السودان الدولة العربية الخامسة التي تبرم اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني، بعد مصر (1979)، والأردن (1994)، والإمارات والبحرين.
وتأسس تحالف “قوى الإجماع الوطني”، في سبتمبر 2009، بمشاركة 17 حزبا معارضا لنظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير.
وضم انذاك معظم الاحزاب المعارضة بما فيها المؤتمر الشعبي بقيادة حسن الترابي، إلى جانب حزب “الأمة القومي” بقيادة الصادق المهدي، والحزب الشيوعي بقيادة محمد إبراهيم نقد.
ووقعت قوى الإجماع الوطني على إعلان الحرية والتغيير في يناير 2019، بجانب “تجمّع المهنيين السودانيين”، وقوى “نداء السودان” و”التجمع الاتحادي المُعارِض”.
ويضم حاليا عدة أحزابا سياسية أبرزها “الشيوعي”، و”الناصري”، ومنظمات أخرى، إضافة إلى حزب “البعث” الذي أعلن في وقت سابق اليوم رفضه التطبيع.