فيما يلي ثماني مهارات، إن اتقنتها بإخلاص وانتظام، زايلك الضعف والخمول واستطعت أن توجه نفسك الوجهة الصحيحة كلما أقدمت على عمل أو بدأت مشروع.. وهذه المهارات لن تقترن بنفس الفائدة في جميع الحالات.
المهارة الأولى: اجعل لنفسك ساعة في كل يوم تمسك فيها لسانك عن الحديث مع مخاطبك، إلا مجيباً في إيجاز عن الأسئلة التي قد توجه إليك، مع الحرص على أن يكون مظهرك عادياً بقدر المستطاع.. إن هذه المهارة التي تبدو يسيرة، ستكسبك الشعور بالسيطرة على نفسك، وسترى كلما استأنفت الحديث العادي بعد تلك الساعة أنك أقدر على انتقاء الألفاظ ذات المعنى الواضح المحدد.
المهارة الثانية: خصّص من وقتك نصف ساعة في اليوم، لكي تركز تفكيرك في موضوع واحد، ولا بأس بأن تبدأ هذه المهارة بجعل الوقت مدة خمس دقائق فقط ثم تطيل هذه المدة تدريجياً، ولكي يسهل عليك أداء هذه المهارة، يحسن بك أن تستعين عند ممارستها بقلم وورقة، لتخط عليها علامة كلما لاحظت أن تفكيرك قد اتجه نحو شيء آخر، وسترى أن هذه العلامات كثيرة في الأيام الأولى، ولكنها تأخذ في التناقص يوماً بعد يوم، حتى تزول في الغالب بعد شهر.. والأفضل أن تقوم بذلك وأنت وحدك أول الأمر، على أن تقوم به بعد ذلك في أي وقت، وهو أكبر نفعاً لمن يحتاج عملهم إلى التجديد والابتكار.
المهارة الثالثة: اكتب تحريراً لأحد أصدقائك، شرط أن يخلو من كلمة “أنا” ومن “ياء المتكلم” و”تاء الفاعل” أي من كل ما يتصل بشخصك، واحرص على ألا يلاحظ المرسل إليه شيئاً غريباً في الخطاب، وإلا فشلت في التمكن من هذه المهارة.. ولكي تكتب تحريراً جيداً من هذا النوع، ينبغي أن تحول عقلك عن التفكير في نفسك، فإذا ما انتهيت من كتابة التحرير، وعدت إلى نفسك، أحسست أنك أكثر نشاطاً وحيوية.
المهارة الرابعة: اكتب تحريراً آخر تتحدث فيه عن نجاحك ومواهبك وميولك بلهجة رزينة هادئة، على ألا تقول إلا الحق، والحق وحده بغير مبالغة. وسترى أن هذه المهارة تحولك عن التفكير في النجاح، كما أنها تذكرك بكثير من مواهبك التي تركتها دون استغلال.
المهارة الخامسة: شجع أحد معارفك الجدد من حين إلى آخر على أن يتحدث عن نفسه دون أن يلحظ ذلك ثم اصغ كل جوارحك لما يقول دون أن تتكلم. وسترى شعورك بالزهو والغرور سوف يزايلك حين تعرف أنكما تشتركان في كثير من المزايا والفضائل التي كنت تتصورها وقفا عليك.
المهارة السادسة: ضع برنامجاً لتمضية ساعتين بالنهار، ثم نفذه بكل دقة. منتقلاً من كل جزء منه إلى الجزء التالي في الموعد المحدد لذلك تماماً، فإذا حققت نجاحاً في هذا، فعليك أن تزيد في مدته ساعة بعد ساعة كل بضعة أشهر، حتى تتدرب على تنفيذ برنامج موضوع لثامني ساعات في اليوم دون أن تخل بالنظام الموضوع، وبذلك تستطيع الإفادة من وقتك على أحسن الوجوه.
المهارة السابعة: هذه المهارة أصعب أداء، ولكنها كذلك أكبرها أثراً، وفيها تعويد النفس على تحمل المشاق ومسايرة الظروف والصمود أمام المفاجآت. وخلاصتها أن تعد اثنتي عشرة بطاقة، ثم تدوّن على كل منهما اقتراحاً بأداء عمل جديد لم تألفه، على أن يقتضي منك مشقة وجهداً جسدياً أو نفسياً، ثم ضع هذه البطاقات في مغلفات واحفظها في درج مكتبك، وبين حين وآخر، أو في يوم معين من الشهر التقط أحد هذه المغلفات كيفما اتفق، ونفذ الاقتراح الذي تتضمنه البطاقة الموضوعة فيه.
المهارة الثامنة: خصّص يوماً كل شهر أو شهرين تقول فيه ” نعم ” لكل من يطلب منك خدمة في وسعك أن تؤديها.. إن هذا يعوّدك على خدمة الناس وتذوق المتعة التي تقترن بالقيام بها، هذا إلى ما عسى أن يعود عليك من الفائدة الشخصية من وراء إجابة هذه المطالب.
هذه المهارات علاوة على فائدتها، فيها متعة وتسلية، ولكن لا تنس بعد أن تتعودها وتصبح ممارستها سهلة عليك، أنها وسائل وليست غايات.. كن قاسياً على نفسك ولكن كن صديقاً لها في نفس الوقت، حدّد لها هدفاً وحفزها كي تصل إليه، على أن تكافئها إذا هي سارت قدماً في هذا الطريق.
إننا أحيانا نغفر لأنفسنا تراخيها في الوقت الذي كان يجب فيه أن تعمل ثم نطالبها بما لا طاقة لها به ونقسو عليها إذا لم تتحقق مطالبنا، وهذه خطة خاطئة، نتيجتها العناد والتحدي والعصيان والتقهقر نحو الفشل.
حرر نفسك من أغلال غريزة الفشل، واعمل دائماً كما لو كان من الصعب أن تفشل، يصادفك النجاح في كل ما تعمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) مستشار اقتصادي وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
للتواصل: zrommany3@gmail.com