الواقع أنه في 99% من الحالات لا يحصل الموظف على زيادة في مرتبه إلا حينما يستحقها، وليس المحسوبية أو الحظ كما يتوهم، وكلما أصبح التنافس بين الشركات قوياً؛ عمد مديروها إلى تطبيق القاعدة القديمة «حسِّن عملك أو اعتزل».
أخي الموظف، فيما يلي نصائح تستطيع بواسطتها أن تتقدم في عملك وتوطد مركزك في مؤسستك:
إنَّ عدم التقدم في العمل وزيادة الأجر كثيراً ما يعود لعيوب في شخصية الموظف أو العامل، وقد لوحظ أنه حتى في المهن التي تقتضي مهارة فنية مثل الهندسة، فإن عدداً كبيراً من المهندسين الذين يشغلون أرقى المناصب، تأتي المهارة الفنية عندهم في المرتبة الخامسة من الصفات الست التي تكوّن شخصية العامل الممتاز؛ وهي: تحمس العامل للعمل كما لو كان عمله، والثقة بالنفس بغير غرور، وسرعة البديهة، وسلامة الحكم على الأشياء، واللباقة في الحديث، ودقة المواعيد، يضاف إلى ذلك الحرص على عدم ضياع أوقات العمل.
والمفروض أن الموظف يعطي الأجر عن عمل يوم كامل، ومن هنا كانت المكالمات الهاتفية الخاصة، وكتابة الرسائل الخاصة، وما إلى ذلك، من دواعي تزعزع ثقة أصحاب العمل في العامل، ولا يكفي أن تكون طيب السلوك مع رئيسك وحده، فإن السلوك الطيب نحو الآخرين وخاصة مع المرؤوسين من الصفات التي ترضي الرؤساء.
جاء في كتاب «كيف تكسب الثروة؟» لمؤلفه «دايل كارنيجي»: يقول رجال الأعمال: إن تسعة موظفين من عشرة يكتفون بأداء الأعمال المطلوبة منهم، ويضيقون ذرعاً بما يوكل إليهم من أعمال إضافية، فلتكن أنت الشخص الوحيد الذي يطلب أعمالاً أخرى، فذلك يهيئ لك فرصة طيبة لزيادة أجرك.
حاول أن تعرف تفاصيل عمل رئيسك المباشر حتى تتمكن من معاونته في أداء بعض أعماله، إنَّ رئيسك المباشر هذا يطمع أيضاً في الترقية وزيادة مرتبه، وقد تتوقف ترقيته على مقدرته على الاعتماد عليك في المهام المطلوبة منه، كي يتفرغ هو لأعمال أخرى.
حلِّل وظيفتك، وادرس أقسامها لتعرف أيها أصعب، وأيها يحتاج إلى دقة أكبر، وأيها يحتاج إلى سرعة، واعرف النواحي التي لا تجيدها ثم حاول أن تقوِّي نفسك فيها بكل ما تستطيع من وسائل، وحذار أن يطفئ حماسك هوان مرتبك، وأن تقول كما يقول بعضهم: إننا نعطي صاحب العمل ما يوازي الأجر الذي يعطيه لنا.
إنَّ صاحب العمل لن يزيد مرتبك ما لم يلمس بنفسه أنك تعطيه أكثر مما تأخذ منه، ثم إنَّ العجز عن التعبير عما يساورك من أفكار عقبة كبيرة في سبيل تقدمك في عملك، روّض نفسك على الحديث حديثاً طبيعياً صريحاً بغير لعثمة أو تردد مع رؤسائك، وتدرب على كتابة محاضر وتقارير تنم عن ذوق وحسن اختيار للكلمات والعبارات، لهذا ينبغي أن تكثر من قراءة المجلات الثقافية والأدبية مهما كان عملك بعيداً عن النواحي الأدبية.
وكذلك ينبغي دراسة جميع المعاملات والرسائل والتقارير التي تمر بك خلال عملك، وليكن حديثك في الهاتف حديثاً لبقاً وصوتك بهيجاً ساراً، فلكي تشغل الوظائف الإدارية الكبيرة؛ عليك أن تعرف كيف تقنع الآخرين بأفكارك دون أن ترغمهم على قبولها بغير اقتناع، وأن توحي إليهم بالأشياء التي تريدهم أن يفعلوها دون أن تمليها عليهم.