نعم يا حبيبي يا محمد يا منصور، عليك الصلاة والسلام، عدد من صلى عليك، وعدد ما خلق ربي من ذر.
كلما كتبت مقالاً في الحبيب المحبوب صلى الله عليه وسلم، أقول: هذا إن شاء الله المقال الأخير في هذه المسألة التي أنا بصدد الكتابة فيها؛ وأتوقع أن الأمر سيغلق وينتهي، ولكن ما كنت أتوقع تكرار ومواصلة صفاقة الأقزام وسفاهة عقولهم التي لا تتوقف عن التفاهات، والغريب أنها مفتخرة بسفهها وتفاهاتها، مدعية الوسامة اليوسفية عقلاً وشكلاً وفكراً وعلماً، وهم لا وسامة لهم ولا جمال، وأبعد ما يكونون عن الوسامة والجمال اليوسفي الذي يدعونه، وما هم إلا أشباح قبيحة تدعي ما تدعي وهم في وحل التفاهة والعبودية لغير الله، ونفي الذات يغرقون.
نعم.. في نفي الذات غارقين، عابدين آلهتهم الجديدة باسم الدين، والوسامة الفكرية والجمال اليوسفي علمياً! وما هم إلا عبّاد الآلهة الجديدة “ولي الأمر”.
يدعي دعي الوسامة أن الدين لا دخل له في قضية مقاطعة فرنسا من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم، وان الدين بريء من هذا! وما علم هذا السفيه أنه يقف نداً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في تسطيحه الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله إن الإنسان المسلم لا علاقة له دينا في مقاطعة ما يشترى!
والغريب أن هذا وأمثاله يتحرك تحركاً حثيثاً ويكاد يشرعن حركته وأمثاله في مقاطعة تركيا مثلاً لا لشيء إلا لإرضاء إلههم الجديد!
حقيقة.. ما وجدت لهذا الدعي الذي يدعي الوسامة والجمال اليوسفي، ما وجدت له اسماً أجمل من اسم كما نقوله في الكويت ” شاذي بلانكو ” .
إذا لم ندافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي مواقف كهذه، فمتى يكون في تصوركم الدفاع عنه إذاً؟!
يا هذا.. إن محمداً صلى الله عليه وسلم عظيم في كل ميزان، والعظيم لا يمكن يسمح للسفهاء كأمثال ماكرون بالتطاول عليه، وما أجمل ما قاله الأديب العقاد في سيد الخلق صلى الله عليه وسلم وعظمته، نعرضها لعلك تشعر بشيء منها، وتستشعر عظمة محمد صلى الله عليه وسلم: ” حسبنا من عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم أن نقيم البرهان على أن محمداً صلى الله عليه وسلم عظيم في كل ميزان، عظيم في ميزان الدين، وعظيم في ميزان العلم، وفي ميزان الشعور، وعظيم عند من يختلفون في العقائد ولا يسعهم أن يختلفوا في الطباع الآدمية، إلا أن يرينَ العنَت على الطبائع فتنحرف عن السواء وهي خاسرة بانحرافها ولا خسارة على السواء.. إن عمل محمداً صلى الله عليه وسلم على نقل قومه من الايمان بالأصنام إلى الإيمان بالله، ونقل العالم كله من ركود إلى حركة، ومن فوضى إلى نظام، ومن مهانة إلى كرامة، ولم ينقله هذه النقلة قبله وبعده أحد من أصحاب الدعوات “..
اختم وأقول أحبك يا رسول الله عليك الصلاة والسلام فأقول:
يا حبيب الرحمن الواحد الأحد
سيد الأسياد النبي المسددْ
خاتم السادات للثقلين مرسل
يا رسول الله ويا سيدي أحمد
أتممت مكارم الأخلاق ولا شك
ولا ريب.. البؤس انزوى وتحيّدْ
من عظيمٍ أُرسلتَ للخير العظيم
وبك نظام السماء تجدّدْ
كان السامع يرقى؛ والقول يسمع
بيوم حراءٍ الأمر تحيّد
الشهُبُ تترى ترجم الرجيم
أشرٌ تراه أم خير ملبّد؟
بل خير.. وخاب الرجيم الشقيّ
ومن وبالشيطانِ علمانيّ ٌ تعبّد
من سار على سنته سعدَ
في دنياه.. وفي الآخرة أسعدْ
قدوة رحمة مهداة نبيٌ
للثقلين أسوة سهلٌ ممجد
قبلُ وبعد النبوة المصدوق
صادقٌ أمينٌ.. نبينا الأمجد
به أكرمنا الملك القدوس
نبيٌ فَرَقَ الأبيض والأسود
أظهر البياض ونقاوته
ومن غبشٍ حذرنا وردد
اتقوا الله حق تقاته
فبالتقوى حياة أخرى وأسود
يوم العروج في حضرة الإله
لا سواه بين الخلائق الأوحد
من يقرب من هذا المقام يفنى
حتى لو جبريل تمادى تبدد
أيها الماحي المصطفى أحبك …
أحبك حبيبي حباً مسرمد
بالروح أفديك والنفس والنفيس
يا من للدنيا والآخرة شيّد
ـــــــــــ
إعلامي كويتي.