جدد الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس، تمسك بلاده بالمبادرة الفرنسية لمعالجة الأزمتين السياسية والاقتصادية.
جاء ذلك خلال لقائه باتريك دوريل، مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بحضور سفيرة باريس لدى بيروت آن غريو، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
ويعاني لبنان، منذ شهور، أسوأ أزمة اقتصادية منذ نهاية الحرب الأهلية (1975 ـ 1990)، واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية، بينها فرنسا.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن عون أبلغ دوريل بأن “لبنان متمسك بالمبادرة الفرنسية لما فيه مصلحة لبنان، وهذا لن يتحقق إلا من خلال حكومة موثوق بها وقادرة على إنجاز الإصلاحات المطلوبة”.
وخلال زيارته لبيروت، في أغسطس/ آب الماضي، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رؤساء الأحزاب الكبيرة، وأطلق “مبادرة” بلهجة تهديد وإعطاء تعليمات، تشمل تشكيل حكومة جديدة، وإصلاح النظام المصرفي. وهو ما اعتبرته قوى لبنانية تدخلا في شؤون بلدهم.
وأضاف عون أن مصلحة لبنان أيضا في حكومة قادرة “على التنسيق بشكل فعال مع الشركاء الدوليين، الذين تعهدوا بمساعدة لبنان لإخراجه من الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة”.
وتابع: “الهم الأساسي حاليا هو استمرار الاستقرار في البلاد وسط العواصف الإقليمية والأزمات غير المسبوقة”.
وأشار إلى “تداعيات وجود النازحين السوريين والضائقة الاقتصادية وانتشار وباء كورونا، وانفجار مرفأ بيروت”.
وزادت أوضاع لبنان سوءا بوقوع الانفجار، في 4 أغسطس الماضي، حيث أودى بحياة أكثر من 200 شخص، وأصاب ما يزيد على 6 آلاف آخرين، بجانب دمار مادي هائل، حتى باتت بيروت بحاجة إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمارها.
وقال عون إن “العقوبات الأمريكية، التي استهدفت سياسيين لبنانيين، زادت الأمور تعقيدا”.
وفرضت واشنطن، في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، عقوبات على صهر عون، وزير الخارجية السابق جبران باسيل، بدعوى “تورطه في الفساد والعلاقات مع (جماعة) حزب الله (اللبنانية)”، حليفة إيران والنظام السوري.
وسبق أن فرضت واشنطن، في سبتمبر/ أيلول الماضي، عقوبات على الوزيرين اللبنانيين السابقين، علي حسن خليل ويوسف فنيانوس، بتهمة دعم “حزب الله” و”الضلوع في فساد”.
بدوره، شدد دوريل على “دقة وخطورة الأزمة الاقتصادية، وضرورة الإسراع في تشكيل حكومة كفوءة ومقبولة من جميع الأطراف لتباشر بالإصلاحات المطلوبة واستعادة ثقة المجتمع الدولي”.
وأكد أن “فرنسا ستواصل تقديم مساعدات عاجلة في مجالات عدة، لا سيما المجال التربوي، ووفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه لبنان مرتبط بتحقيق الإصلاحات”.
ووصل دوريل إلى بيروت الأربعاء، في زيارة تستمر حتى الجمعة، يلتقي خلالها أيضا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري.
ومنذ تكليفه، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتأليفها عقب اعتذار مصطفى أديب، يسعى الحريري إلى تشكيل حكومة اختصاصيين من خارج الأحزاب، تكون مهمتها إنقاذ لبنان من الأزمة الاقتصادية.