قال رئيس الدائرة الإعلامية في حركة “حماس” بمنطقة الخارج، رأفت مرة، إن “موقف السلطة الفلسطينية بالعودة إلى التنسيق الأمني لم يكن مفاجئا من الناحية السياسية، لكنها تتحمل المسؤولية عن تعطيل المصالحة وإلحاق الضرر بمصالح شعبنا، عبر انحيازها مجددا لمصالحها الفئوية وارتهانها مجددا لإرادة الاحتلال”.
وأكد “مرة” في حوار خاص مع وكالة “قدس برس”، أن “الاستمرار في الرهان على التفاوض والموقف الدولي والتدخل الأمريكي فاشل، لم يقدم أي مصلحة للفلسطينيين”.
ويرى “مرة” أن صعود “جون بايدن”، لرئاسة الولايات المتحدة، ساهم في دفع السلطة الفلسطينية نحو تغيير موقفها بشكل متسرع، في رهان جديد على الموقف الأمريكي.
وأضاف أن “مشروع المصالحة ليس مشروع حركة حماس وحدها، بل هناك قوى فلسطينية وفصائل وطنية وإسلامية ومؤسسات وشخصيات وطنية، إلى جانب شعبنا في الداخل والخارج يؤيدون المصالحة، ويدفعون باتجاهها، ويعملون من أجل إنجاحها، ويناضلون لتغيير النهج السياسي، خاصة بعد اتفاق أوسلو”.
وفيما يلي نص الحوار كاملا:
– ما هي رؤيتكم للمصالحة الفلسطينية؟
إن توجه حركة “حماس” نحو مشروع المصالحة الوطنية والحوار الفلسطيني الداخلي والوحدة الوطنية نابع من رؤيتها الاستراتيجية وتقديرها للمصالح الوطنية الفلسطينية العليا ولأهمية الوحدة الوطنية في الدفاع عن القضية الفلسطينية وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال.
و”حماس” دخلت مشروع المصالحة الفلسطينية بوعي ومسؤولية، وتعالت على كل الجراح، وكانت ولا تزال تسعى إلى بناء موقف فلسطيني جامع في مواجهة مشاريع الاحتلال والدفاع عن الشعب الفلسطيني ومواجهة الإرهاب الإسرائيلي في الداخل والخارج، وما يستهدف قضيتنا من محاولات تهويد القدس وضم الضفة الغربية ومحاصرة قطاع غزة وتذويب حقوق شعبنا في المناطق المحتلة عام 1948، وإنهاء قضية اللاجئين وتصفية كل عناوين القضية الفلسطينية.
– ماذا عن التحديات التي تواجه المصالحة؟
حركة حماس تدرك المصاعب والتهديدات التي تواجه قضية المصالحة، وتعي طبيعة المحاور داخل السلطة الفلسطينية ومراكز النفوذ السياسي والأمني، كما تدرك التدخلات “الإسرائيلية” والإقليمية والدولية التي تمنع تحقق حلم شعبنا بالمصالحة، وإن هذه التحديات والتهديدات التي تمنع إنجاز المصالحة، هي نفسها التي تمنع حصول شعبنا على حريته والتخلص من الاحتلال.
– في ظل التحديات التي تحدثت عنها، هل ستمضون في مشروع المصالحة الفلسطينية؟
مشروع المصالحة ليس مشروع حركة حماس وحدها، بل هناك قوى فلسطينية وفصائل وطنية وإسلامية ومؤسسات وشخصيات وطنية إلى جانب شعبنا في الداخل والخارج يؤيدون مشروع المصالحة، ويدفعون باتجاهه، ويعملون من أجل إنجاحه، ويناضلون من أجل تغيير النهج السياسي الذي نتج خاصة بعد اتفاق أوسلو وأوصل قضيتنا إلى ما وصلت إليه اليوم، والتي ظهرت عبر مخطط صفقة القرن وضعف تعامل السلطة معها.
– من يتحمل مسؤولية عرقلة المصالحة الفلسطينية؟
المجموعة التي أعاقت المصالحة اليوم، هي ذاتها التي أعاقت سابقا كل مشاريع المصالحة وعطلت الحوارات الوطنية التي أجريت في القاهرة وغزة وبيروت وإسطنبول، كما عرقلة كل الخطوات والمساعي الإيجابية ومنعت تنفيذ قرارات مؤتمرات المصالحة وقرارات المجلسين الوطني والمركزي، فضلا عن لقاءات بيروت المتعددة.
– ما تقييمك للمصالحة بعد صعود الرئيس الأمريكي الجديد جون بايدن؟
إن مجيء جون بايدن، لرئاسة الولايات المتحدة، ساهم في دفع السلطة الفلسطينية نحو تغيير موقفها بشكل متسرع في رهان جديد على الموقف الأمريكي، الذي تعتبر السلطة أنه سيعيد التفاوض بينها وبين الاحتلال، وسيعيد الاعتبار لفكرة حل الدولتين الذي عطله تفاهم ترمب- نتنياهو، وسيعطيها بعض المكاسب العابرة الرخيصة التي لا تتناسب مع حلم الفلسطينيين في التحرير والعودة.
– ما تعليقك على موقف السلطة الحالي؟
رهان السلطة فاشل سلفا، وتم تجريبه عدة مرات، حيث إن تقاطع المصالح بين الاحتلال والإدارة الأمريكية فوق السلطة الفلسطينية، وإن السلطة حولت نفسها إلى خادم للمصالح الأمنية للاحتلال.
والاستمرار في الرهان على التفاوض والموقف الدولي والتدخل الأمريكي فاشل، لم يقدم أي مصلحة للفلسطينيين، لا بل كان دائما سببا في خسارة قضيتنا على عدة مستويات، وهذا ما برز خاصة من خلال سلوك إدارة ترمب ومشروع صفقة القرن ومسار التطبيع.
– ما رسالتكم إلى السلطة في ظل انحيازها لخيار التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي؟
لم يكن موقف السلطة الفلسطينية بالعودة إلى التنسيق الأمني مفاجئا من الناحية السياسية، لكنها هي التي تتحمل المسؤولية عن تعطيل المصالحة وإلحاق الضرر بمصالح شعبنا عبر انحيازها مجددا لمصالحها الفئوية وارتهانها مجددا لإرادة الاحتلال.
وهي تتحمل المسؤولية أمام شعبنا وأمام التاريخ عن هذا السلوك السياسي الذي ألحق بشعبنا وقضيتنا خسائر كبيرة مع أن شعبنا قدم وما زال تضحيات كبيرة ورائعة.
– كيف يمكن رأب صدع الحالة الفلسطينية، في ظل تساوق السلطة الفلسطينية مع الاحتلال في الكثير من الملفات؟
الخروج من الوضع الحالي يكون من خلال الاستمرار في بناء المشروع الوطني والمشاركة الفاعلة في القرار الفلسطيني وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، عبر عدة وسائل، أهمها: الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وانتخابات المجلس الوطني والوحدة الوطنية على أساس مشروع المقاومة والتحرير والعودة.