جاء ذلك في حوار مع صحيفة “الراية” القطرية، نشرته الأحد، على هامش زيارة أجراها بومبيو إلى قطر، السبت.
وقطر محطة ضمن جولة يجريها وزير الخارجية الأمريكي، بدأت في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وتشمل فرنسا وتركيا وجورجيا وإسرائيل والإمارات والسعودية.
وعلى هامش الزيارة، التقى بومبيو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وأيضا وفدي الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”.
وقال الوزير الأمريكي، إن العلاقات بين بلاده وقطر “تطورت بشكل كبير على مدى السنوات الأربع الماضية (..) هذا مهم لشعبي البلدين”.
وأضاف فيما يتعلق بالحوار الأفغاني: “أحرزنا تقدما حقيقيا في كل هذه الأمور، وبالنسبة للمفاوضات، فقد قاموا ببدء عملية التفاوض، وقد استغرقت الإجراءات عدة أشهر”.
وتابع: “آمل أن يحرزوا في الأسابيع المقبلة تقدما جوهريا على طول الطريق، لقد طالبنا كلا الجانبين بخفض مستويات العنف”.
وأكد بومبيو أن “الحكومة القطرية كانت شريكا رائعا ومهما ليس فقط في مساعدتنا من خلال استضافة هذه المفاوضات (بين الحكومة الأفغانية وطالبان)”.
وأردف: “لكن أيضا من خلال الانخراط بطريقة بناءة وبشكل لا يصدق، وأعتقد أنه يزيد من فرص النجاح في النهاية”.
وحول سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، قال بومبيو: “إنه مسار العمل الصحيح للوفاء بالوعود التي قطعناها على أنفسنا، لقد راقبنا الأوضاع على الأرض، وسنستمر في مراقبتها”.
واستدرك: “التركيز فقط على عدد الجنود هو أمر واحد في ظل العديد من الأشياء الأخرى التي نقوم بها، ونعتقد أنه لا يزال لدينا الأدوات للوفاء بالالتزامين اللذين قطعهما الرئيس (دونالد) ترامب”.
وتعاني أفغانستان حرباً منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم “طالبان”، لارتباطها آنذاك بتنظيم “القاعدة” الإرهابي، الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه، في الولايات المتحدة.
وبوساطة قطرية انطلقت، في 12 سبتمبر/أيلول الماضي، مفاوضات سلام تاريخية في الدوحة، بين الحكومة الأفغانية وحركة “طالبان”، بدعم من الولايات المتحدة، لإنهاء 42 عاماً من النزاعات المسلحة بأفغانستان.
وقبلها أدت قطر دور الوسيط في مفاوضات واشنطن و”طالبان”، التي أسفرت عن توقيع اتفاق تاريخي، أواخر فبراير/شباط الماضي، لانسحاب أمريكي تدريجي من أفغانستان وتبادل الأسرى.
يأتي هذا في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي الحالي ترامب بشكل سريع على تنفيذ الاتفاق المبرم مع طالبان، بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عزمها إجراء تخفيض جديد في عدد القوات الموجودة بأفغانستان.
ويمهد الاتفاق الطريق لانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان تدريجياً في غضون 14 شهراً، مقابل ضمانات من الحركة، كما نص على أن تطلق كابل 5 آلاف من عناصر طالبان المعتقلين لديها، على أن تفرج الحركة في المقابل عن 1500 من القوات الأفغانية.
وبشأن الأزمة الخليجية ، أعرب وزير الخارجية الأمريكي، عن أمله في التوصل لحل لها، مضيفا: “نحن نعمل على محاولة جعل العلاقات أقوى وأعمق وأفضل”.
وتفرض السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر، حصارا بريا وجويا وبحريا على قطر منذ يونيو/ حزيران 2017، بزعم دعمها للإرهاب وعلاقتها مع إيران.
ونفت الدوحة مرارا هذه الاتهامات، واعتبرت الحصار محاولة للنيل من سيادتها وقرارها المستقل.