وجّهت الصحافة في نيوزيلندا انتقادات تجاه تقرير لجنة التحقيق الملكية حول مذبحة مسجدي “كرايستشيرش” العام الماضي، متهماً إياها بعدم الإشارة إلى المسؤولين عن الحادثة.
وأشارت الصحافة إلى أن التقرير المكوّن من 792 صفحة، أفاد بوجود تقصير أمني، إلا أنه لم يحمّل أية مؤسسة أو جهة معينة في البلاد، مسؤولية ذلك.
صحيفة “New Zealand Herald” عنونت في افتتاحيتها “حزينون”، وقد خصصت لهذه العبارة صفحة كاملة سوداء اللون.
وأشارت إلى التقرير بعبارة: “لقد أخطأنا مرة، ولن نعيدها”.
ونقلت الصحيفة عن جمال فودا، إمام مسجد النور الذي استهدفه الهجوم الإرهابي، قوله: إنه أبلغ السلطات قبل وقوع الاعتداء الإرهابي بوجود مشتبه بهم يتجولون حول مسجد “Deans Ave”، معبراً عن خيبة أمله إزاء عدم تجاوب الشرطة معه.
وأضاف أن المسلمين في نيوزيلندا لا يتهمون أحداً، لكنهم ينتظرون تغيّرات تهم أوضاعهم في البلاد.
بدورها، شددت صحيفة “Otago Daily Times” على أن الوقت قد حان لإجراء تغييرات في البلاد.
ونقلت عن عبدالغني علي، الناطق باسم المجتمع المسلم في نيوزيلندا، أن أجهزة استخبارات الأخيرة، كانت قد خصصت معظم جهودها قبل الهجوم، على الجماعات الدينية المتطرفة.
وأضاف أن الاستخبارات النيوزيلندية لم تكن تهتم ولا تدرك، خطورة “تطرف البيض.”
أما صحيفة “The Press” فقد نقلت عن جمال فودا، إمام مسجد النور، مطالبته بتوفير الأمن للمسلمين في نيوزيلندا.
وأفادت الصحيفة بأن التقرير أشار إلى التدابير والحلول الجديدة، إلا أنه غير كافٍ.
وفي سياق متواصل، أكدت صحيفة “Southland Times”، أن “الإعلان بوجود خطر غير كاف”.
وأمس الثلاثاء، نشرت لجنة التحقيق الملكية في نيوزيلندا تقريراً كشف عن وجود تقصير أمني بخصوص مذبحة مسجدي “كرايستشيرش”؛ ما دفع الحكومة للاعتذار.
وأفاد التقرير بوجود أوجه قصور في مراجعة قوات الأمن لرخص السلاح، وتركيز المخابرات النيوزيلندية على التهديد الذي تشكله الحركات الدينية مثل “داعش” والتعصب للعرق الأبيض.
وفي 15 مارس 2019، شهدت كرايستشيرش مجزرة مروعة؛ حيث هاجم إرهابي يدعى “برينتون تارانت” بأسلحة رشاشة المصلين في مسجدي “النور” و”لينوود”.
وأسفرت المجزرة الإرهابية، الذي بثها المنفذ مباشرة عبر حسابه على “فيسبوك”، عن مقتل 51 وإصابة 50 آخرين، حسب أرقام رسمية.